رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العقاب ... مسح الحذاء

مازالت أصداء الفعلة الشنعاء للمعلمة التى قامت بقص شعر التلميذتين اللتين لم ترتديا الحجاب ، والمربى الفاضل الذى تخلى عن آدميته وتحول فى غفلة من الزمن إلى وحش افترس تلميذته ذات  الأعوام الستة فى أحد الفصول دون رحمة ، ودون وازع من ضمير  مازال حديث يتداول بين المصريين ،

ليصدموا ويروعوا من جديد بسلوك لم يعهدوه من قبل ، هاهى معلمة بمدرسة مصطفى مشرفة بالأسكندرية تتفنن فى عقاب جديد للتلاميذ الذين تقاعسوا عن آداء الواجب المدرسى ، تجبرهم على مسح حذائها ، ولنا أن نتخيل اللحظة التى ينحنى فيها التلاميذ ، خاضعين خانعين لحظة إهدار كرامتهم وآدميتهم ، إذلالهم بين أقرانهم ، درسا سيظل عالقا بأذهانهم إلى الأبد ، وقد جلست " الأبلة " على الكرسى ، ربما مدّت قدماها على الطاولة فى وجه  التلاميذ ، أو وضعت ساقا فوق ساق ، لحين الإنتهاء من تنظيف الحذاء بضمير ، وربما أعادته إليهم مرة أخرى لأنهم لم يقوموا بالواجب على أكمل وجه ، فمازال الغبار عالقا بإحدى فردتى الحذاء ، من المؤكد أن تلك الشخصية مريضة ، ربما تعرضت للقهر النفسى ، فهى تشعر بالنقص والدونية ، حياتها الخاصة مضطربة غاب عنها الحب والإستقرار ، تشعر بالضعف والإنكسار ، الأمر الذى جعلها أسيرة لهذا الواقع المؤلم الذى يستحيل تغييره من وجهة نظرها ، بداخلها سلسلة من الأمراض والعقد النفسية ، فى حالة خصام دائم مع نفسها ، تعانى انفصام الشخصية ، فهى تحاول أن تثبث لذاتها قدرتها على التحدى ، من خلال إصدار الأوامر التى بالتأكيد سوف تلبى عندما تقهر أطفال لاحول لهم ولا قوة ، فتشعر بالإنتشاء والزهو حتى ولو كان للحظات لأن كلمتها مسموعة ،  هذا الفعل القمئ ربما يرضى غرورها أحيانا ، لكن الفشل حليفها دائما إذ لم تستطع ان تصنع صداقة بينها وبين التلاميذ كالأسوياء ، تزرع فى أفئدتهم الخوف ، تسقيهم من ذات الكأس المر الذى

تجرعته ، مازال المرض يستشرى فى جسدها يوما بعد يوم ، لن تبرأ منه ،لأنها عمياء فقدت نور البصر والبصيرة ،والإحساس بالإنسان الكامن داخل كل ذى عقل ومروءة ، فقدت أنوثتها وأمومتها إن كانت أمّا ، تحوّلت إلى جلّاد ، حيّة رقطاء فى ثوب إمرأة ، بماذا شعرت بعدما انهى التلاميذ مهمتهم ؟ هل أثلجت أساريرها إبتهاجا بفرح الإنتصار على البراءة والتشفى من الصغار؟ فى المقابل من منّا لايتذكر معلمه  الذي تأثر به وكان لهم الفضل الأكبر على حياته العلمية والعملية ؟ من منا لم يحاول جاهدا أن يرد بعض من هذا الفضل لمعلمه إما بالإتصال والإطمئنان عليه حتى إذا شغلتنا أمور الحياة لكننا نحاول ان نرد له الجميل والعرفان ، أو بالزيارة وإظهار المودة والوفاء ، بعدما تقدم به العمر وصار أحوج من أى وقت مضى لكلمة مضيئة تعيد إليه الأمل  فمصر ستظل ولادة عامرة بأبنائها الطيبين ، وأن عطاءه مازال محل تقدير واحترام ، أمثال معلمة الحذاء دخيل على المهنة المقدرة التى قال عنها أمير الشعراء أحمد شوقى بيت الشعر :
قم للمعلم وفه التبجيلا    كاد المعلم أن يكون رسولا
ليت كل من ليس أهلا للتعليم أن يلتزم داره لحين تقويمه ، الأطفال أمانة فلنغرس فيهم كل قيمة  ،المعلم قدوة ، والوطن لاينقصه عاهات