الصلاة بقرار جمهورى
لم تعد تخلو أخبارنا اليومية من هذه الجملة ،( نجح الأمن فى وأد فتنة طائفية ) ولا يمكننا أن ننكر أن الأعباء الملقاة على عاتق الجهاز الشرطى ، باتت أكبر وأصعب من أى وقت مضى ، فالإنفلات الأمنى الرهيب بعد الثورة ، والسلاح القادم بغير حساب خاصة من ليبيا ، يصلح لخوض المعارك والحروب مع العدو كالصواريخ العابرة للمدن ،
إنتشار المخدرات بشكل ينبئ بالخطر ، والبلطجية الذين باتوا لايخافون ، ومن يتم القبض عليه لايشعر بالندم بل يسترسل فى وصف جرمه دون أن ترتعد أوصاله خوفا من أى عقاب ، التحرش الجنسى أصبح ظاهرة ، وبرغم التحذيرات التى أطلقت قبل عيد الأضحى إلا أن شكوى الفتيات باتت فى ازدياد ، أما القنابل الموقوتة ( الفتن الطائفية ) فلم يعد يمر يوم دون أن تحيط سيارات الأمن المركزى هذه القرية أو تلك ، دون أن نهرع للعقلاء والحكماء مع شيخ وقسيس ، لتقال كلمة تهدئة ، تطيب فيها الخواطر ، حتى لو كان هناك حرق وتدمير للممتلكات ، أو تهجير قسرى للأقباط ، وبالفعل ينجحون فى إخماد النيران بعضى الوقت ، لكنها تظل مشتعلة تحت الرماد ، فالحلول كلها لاتتعدى المسكنات ، سرعان ماتتجدد فى منطقة أخرى ، وهكذا ندور فى حلقة مفرغة ، هاهو عيد الأضحى المبارك الذى تنفسنا فيه الصعداء ،وأخذ المصريون هدنة من الإعتصامات والوقفات الإحتجاجية ، وبرامج التوك شو التى تصيبنا باكتئاب حين تعرض بالصوت والصورة الكوارث والمصائب من خطف وقتل واغتصاب ، هاهو ميدان التحرير ، ميدان الفخر والمجد الذى يقف شاهدا على امتزاج الدم المصرى لايفرق بين مسلم أو مسيحى ، ترفع فيه اللافتات من الأقباط يهنئون الإخوة المسلمين بالعيد ، مشاعر فياضة ملؤها المحبة للجميع ، إلا ان عزبة " ماركو " التابعة لمركز الفشن ببنى سويف كان لها قول آخر ، فالمشادة الكلامية بين المسلمين والمسيحيين تحولت إلى عراك ، ضرب وتنكيل بالشوم والعصى والسلاح الأبيض ، وتحطيم سيارات الأقباط ، والسبب هو مجئ بعض الأقباط من خارج القرية للصلاة فى كنيسة العزبة لعدم وجود كنيسة فى القرى المحيطة ، الأمر