عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الصلاة بقرار جمهورى

لم تعد تخلو أخبارنا اليومية من هذه الجملة ،( نجح الأمن فى وأد فتنة طائفية )  ولا يمكننا أن ننكر أن الأعباء الملقاة على عاتق الجهاز الشرطى ، باتت أكبر وأصعب من أى وقت مضى ، فالإنفلات الأمنى الرهيب بعد الثورة  ، والسلاح القادم بغير حساب خاصة من ليبيا ، يصلح لخوض المعارك والحروب مع العدو كالصواريخ العابرة للمدن ،

إنتشار المخدرات بشكل ينبئ بالخطر ، والبلطجية الذين باتوا لايخافون ، ومن يتم القبض عليه لايشعر بالندم بل يسترسل فى وصف جرمه دون أن ترتعد أوصاله خوفا من أى عقاب ، التحرش الجنسى أصبح ظاهرة ، وبرغم التحذيرات التى أطلقت قبل عيد الأضحى إلا أن شكوى الفتيات باتت فى ازدياد ، أما القنابل الموقوتة ( الفتن الطائفية ) فلم يعد يمر يوم دون أن تحيط سيارات الأمن المركزى هذه القرية أو تلك ، دون أن نهرع للعقلاء والحكماء مع شيخ وقسيس ، لتقال كلمة تهدئة ، تطيب فيها الخواطر ، حتى لو كان هناك حرق وتدمير للممتلكات ، أو تهجير قسرى للأقباط ، وبالفعل ينجحون فى إخماد النيران بعضى الوقت ،  لكنها تظل مشتعلة تحت الرماد ، فالحلول كلها لاتتعدى المسكنات ، سرعان ماتتجدد فى منطقة أخرى ، وهكذا ندور فى حلقة مفرغة ، هاهو عيد الأضحى المبارك الذى تنفسنا فيه الصعداء ،وأخذ المصريون هدنة من الإعتصامات والوقفات الإحتجاجية ، وبرامج التوك شو التى تصيبنا باكتئاب حين تعرض بالصوت والصورة الكوارث والمصائب من خطف وقتل واغتصاب ، هاهو ميدان التحرير ، ميدان الفخر والمجد الذى يقف شاهدا على امتزاج الدم المصرى لايفرق بين مسلم أو مسيحى ،  ترفع فيه اللافتات من الأقباط يهنئون الإخوة المسلمين بالعيد ، مشاعر فياضة ملؤها المحبة للجميع ، إلا ان عزبة " ماركو " التابعة لمركز الفشن ببنى سويف كان لها قول آخر  ، فالمشادة الكلامية بين المسلمين والمسيحيين تحولت إلى عراك ، ضرب وتنكيل بالشوم والعصى والسلاح الأبيض ، وتحطيم سيارات الأقباط ، والسبب هو مجئ بعض الأقباط من خارج القرية للصلاة فى كنيسة العزبة لعدم وجود كنيسة فى القرى المحيطة ، الأمر

الذى أغضب المسلمين خاصة بعدما حدثت مشادة مماثلة فى رمضان الماضى لنفس السبب ، بالإضافة لصوت الترانيم الذى قيل أنه حين يصل إلى أسماعهم ، يضيقون به ذرعا ، لاأعتقد أن إقامة الشعائر الدينية لديانة سماوية تسبب كل هذه المنازعات الى الحد الذى تراق  فيه الدماء فى بعض الأحيان ، مما يعمق مشاعر البغض بين أبناء الوطن الواحد ، الكارثة تكمن فى الإحتقان الطائفى الذى استشرى وأصبحى كالوباء  يسرى كالنار فى الهشيم ، إستغلال مشاعر البسطاء الذين لم يحصلوا على أى قسط من التعليم  واستغلال حالة الفقر والعوز من قبل بعض الدعاة المحسوبين على أجندات خارجية تمولهم ، يصبح لهم اليد الطولى فى تأجيج الصراع بين المصريين فيشتعل الوطن ، والدليل أن التعايش بين الأديان على أرض المحروسة كان مثلا يحتذى به على مدى ألف وربعمائة عام ، لم يعد من المناسب اللجوء لرئيس الجمهورية فى كل كبيرة وصغيرة ، فراعى الكنيسة يستنجد بالرئيس مرسى يطالبه بإصدار قرار جمهورى يسمح للأقباط فى القرى والعزب الميحطة أن يقيموا صلواتهم بعزبة ماركو ، حتى لاتتجدد الإشتباكات مع كل قداس ، هل هذا يجوز الآن بعد ثورة عظيمة ؟ ما الذى كسر القاعدة ؟ بتنا يتربص كل منا بالآخر دون داع ، الحل هو دولة المواطنة ، ودستور يحمى الحريات ويحترم العقائد ، وإلا فالقادم كله مظلم ومخيف ، لن يقوى عليه الأمن وحده .