الشهيد أسامة حامد عطوة
لم يمهله القدر أن يتلقى التهانى من أقربائه وأحبائه ، ولا أن يجمع مع زوجته وأبنائه فى أول أيام عيد الأضحى المبارك على مائدة الغذاء ، يتجاذبون الحديث عن هذا الصفاء الروحى الذى يقترن دائما بالأعياد ، لم يهنأ ببعض السويعات التى يخلد فيها للراحة والنوم بعد الإجهاد من طول الوقوف أثناء خدمته المرورية التى لاتخلو من عراقيل ومطبات
إعتذر لأسرته فالمهمة الملقاة على عاتقه فى صبيحة يوم العيد هى تأمين الرئيس مرسى عند آداء صلاة ، فهو مدير إدارة التخطيط بالإدارة العامة للمرور ، مع وعد بأنه سيحاول أن يكون إلى جوارهم فى المساء ، يستقبل معهم المهنئين من الأصدقاء بالعيد ، أو الخروج لقضاء بعض الوقت فى المكان الذى يرونه مناسبا ، فالعيد فرصة رائعة للم شمل الأسرة فطبيعة عمله شاقة ، ونادرا ما يتسع الوقت
لتلبية إحتياجات أسرته معنويا ، فى تلك الأثناء وبينما كان العميد أسامة يؤدى بواجبه أمام مسجد ( الرحمن الرحيم ) إنشقت الأرض عن سيارة إخترقت الحاجز المرورى ، يقودها مخمور فى العقد الثانى من العمر ، مطلوب ضبطه لتنفيذ حكمين صادرين ضده بالحبس سنة لتصدم العميد أسامة فيستشهد فى الحال فى ساعات الصباح الأولى ، سالت دماؤه والصلوات تقام ، والدعوات لله بأن ينقذ مصر من كل سوء ، وأن يحفظ البلاد من كل شر ، حاول المخمور أن يهرب بفعلته لكن تم القبض عليه ، روعت أسرته بالخبر المشئوم ، أطفئت الفرحة فى العيون ، وكانت صلاة الجنازة على روحه الطاهرة ، تمزقت أفئدة أسرته وزملائه ، دفع ثمن