عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى العيد ...وردة لأم الشهيد

كلما حلّت الأعياد المباركة بصلواتها، مباهجها وتهانيها ، كان لأم كل شهيد قول آخر ، الغصة فى قلبها لن تمحوها السنون يصبح العيد بالنسبة لها مناسبة للتذكر والتفكر ، هاهو شريط الذكريات يبدأ من جديد ، هنا كنا يلعب ولدى ، كم كان يضيق ذرعا إذا تأخرت عليه  (العيدية ) فى صباح كل عيد ،

وبعد أن أدسها فى جيبه الصغير يطبع قبلته على خدى ، أضحك وأفتح ذراعى لأضمه إلى حناياى ، يتجمع أطفال الجيران ، فيهرع إليهم فى فرح عجيب ، من الشرفة ألوّح له ، يانور عينى لاتغب ، كبر ولدى وبات شابا كم أدخرته عكازا عند المشيب ، ولما بات الفساد عنوان ثلاثة عقود من الزيف والإفك والتضليل ، كان له رأى آخر ، لم يعد ولدى ذاك الطفل المدلل ،  كنت أظن أنه يطيل الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر للهو وإضاعة الوقت بعدما تخرج للتو ، فمازال المشوار طويلا للبحث عن وظيفة ، كنت أظن وهو يدندن الأغانى الشبابية أنه لاينشغل بأمور البلاد وماتعانيه من فقر وجوع ، زملائه الأكبر سنا فرقتهم الأيام ، بعضهم سافر الى دول النفط وبعض آخر هاجرالى بلاد الثلج ، وأخرون على المقاهى يتسامرون لاشئ يلوح فى الأفق ، ملّوا الإنتظار وأيام الشباب كالريح تجرى ، والأمانى هل تتحقق ، إلى أن قرر أن ينزل الميدان فمصر فى العروق والشرايين ، لابد من التغيير ، فالعيش والحرية والكرامة الإنسانية مطالب لارجعة فيها ، كان الخوف يلفّنى وحاولت أن أثنيه عن قراره ، فأبى أن يكون خانعا مهزوما ، وزملائه الذين جاءوا من كل حدب وصوب قد سبقوه إلى ميدان الشرف والمجد ، وفهمت لماذا كان يتحاور مع زملائه على النت بالساعات
قال : ياأمى أتقبلين أن أجلس

إلى جوارك والبنات فى أول الصف ؟
قلت : يد الله تحميك ياولدى
قال : أنتظر إخوتى وأنتظرك ياأمى ، التحرير يتسع للجميع ، هذه ثورة الشرفاء ، لننتفض على الفساد الذى استشرى كالوباء وأعادنا إلى الخلف قرونا وقرونا
هاهى ثورة يناير تطيح باللصوص الذين أهانوا الشعب وحوّلوه إلى متسول على أرضه ، منعوا عنه حق الحياة الكريمة وهو الشعب الأبىّ على مدى العصور ، ثمن الحرية غال لكن الثمن المدفوع أغلى ، قام الحاقدون المنتفعون بثورة مضادة وسالت دماء الشهداء من الأبناء عنوان الفداء ، وكنت ياولدى أيقونة ، قبس من ضياء
أشتاقك كل لحظة ، العيد دونك بلا روح بلا فرح ، هنا مقعدك الخالى ،مازال صدى ضحكاتك يهز أرجاء البيت والميدان ، وهناك أدواتك ...أوراق ولافتات ، شعارات لم تكتمل ، ألوان لاأعرف لماذا خفت بريقها ؟ أدعو لك فى صلواتى أن تهنأ مع الملائكة والأبرار ، إشفع لى فى الآخرة ، اليوم أزور ضريحك وقد طالت قامتى ، يتنادون ياأم الشهيد ، فإليك ورد وفل نرجس وريحان ، سوف أقرأ بعض الآيات الكريمة  ، وأكتب على الشاهد ...هنا يرقد ولدى الشهيد الذى أحب مصر أكثر منى