رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الساعة بمليونى جنيه !

فى أكثر من حوار على القنوات التليفزيونية قال المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات : أن رموز الفساد فى العهد البائد بلا استثناء ، كانوا يتلقون هدايا  بأرقام فلكية ، ناهيك عن الأراضى التى وصل المتر فيها فى بعض الأحيان إلى خمسين قرشا فقط ، 

والفيلات والمنتجعات والشركات ، أما الأموال المهربة فى بنوك الخارج لا تعد ولاتحصى ،  وماخفى كان أعظم ، لكنى توقفت عند الساعات التى تعدى ثمنها إثنين مليون جنيه والمهداه من رؤساء مجاس إدارات وتحرير الصحف القومية إلى لصوص مصر بلا استثناء ، والسؤال هل تلك الساعة سحرية بحيث يمكنها أن تعود بالزمن إلى الوراء ؟ فيشعر من يضعها بمعصمه أنه عاد كطفل يولد  لن يتجه أبدا نحو المشيب ؟  أم أنها توقف عجلة الزمن عند لحظة معينة ، ووضع لايرضى عنه بديلا ، فيود صاحبها على سبيل المثال أن يظل على كرسيه إلى الأبد ؟ يتمتع بالرفاهية ، ينعم بالفراش الوثير ، يرتاد البلاد بالطائرات الخاصة ليطمئن على قصوره وأمواله فى بنوك العالم ؟ تحت إمرته أسطول من السيارات تخدمه وتخدم  أسرته ومنتفعوه من المارقين المتسلقين اللاعبين على كل الحبال ، وتخدم كلابه وقططه إن ألم بهم مكروه ، ماالذى تفعله تلك الساعة ؟ هل كلما طالع عقاربها المصنوعة من الذهب والماس ، أعماه هذا البريق عن رؤية الحقيقة وهى أن كل شئ إلى زوال ، فالساعة من قوت الفقراء ، مليونى جنيه ليست بالقليلة ، تطعم الكثير من الأفواه الجائعة التى

تستقر بجوار صناديق القمامة فى الأحياء الراقية ، عسى أن يكون قد سقط منهم سهوا بقايا خبز وفاكهة أوبعض من اللحم الذى قد لايتذوقونه إلا فى العيد ، بعدما توزع الأضاحى عليهم من المقتدرين ، بريق الساعة يعمى القلوب فيموت الضمير تماما كما حدث عند غرق العبارة السلام ، والمسئولين يغطون فى نوم عميق ، لم يؤرق مضاجعهم صراخ الأجنة فى البطون ترجو النجاة ، تصرخ فى البحر هل من منقذ ؟  إذا كان هذا ثمن الساعة ، فعلينا أن نعرف أيضا تكلفة مكملات الوجاهة كسعر دبوس الكرافت ، وأزرار القميص ، والقلم ، والحقيبة ، والبدلة والحذاء ، ربما يتعدى الطقم الواحد الخمسة ملايين جنيه على أقل تقدير ، أملنا كبير فى المستشار هشام جنينة الذى وعد بأنه سيفتح كل الملفات ولن يتستر على فساد ، ستكشف الحقائق فى حينها لكن  السؤال الأهم متى تعود الأموال المنهوبة والأراضى لمستحقيها من المصريين ؟ أتذكر الرئيس المخلوع حينما قال أنه لاجيوب للكفن .