إختيار البابا الجديد
بعد عدة أيام ستتجه الأنظار نحو الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ، حيث تتم القرعة الهيكلية لإختيار البابا الجديد ، بابا الأسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية ، التصفيات النهائية تنتهى إلى ثلاثة أسماء ، ستمتد كف طفل من أطفال الكنيسة لتقبض على أحد تلك القصاصات الصغيرة الموجودة بالصندوق الشفاف والتى تحتوى على اسم البابا الجديد ،
ليصبح هذا الإختيار من الله ، هكذا يؤمن المسيحيون ، ولايمكن لأى كان أن يعترض على هذا الإختيار، وبعدها تتم المراسم الإحتفالية بتنصيب البابا الجديد على كرسى مارمرقس الرسول ، وتتقبل الكنيسة التهانى والتبريكات والأمنيات الطيبة ببابا يتمع بالحصافة والحكمة مايعينه على حمل الأثقال ،ومجابهة التحديات التى ستلقى على عاتقه ، وأهمهما المطالبة بتعديل لائحة 38 التى تجيز الطلاق لعلل أخرى غير علة الزنى ، وأخرون ينتظرون حلا لمشكلة الزواج الثانى ، وأيضا كيفية التعامل مع الحكومة الجديدة التى يغلب عليه التيار الدينى ، ومامن شك أن الأقباط تحرروا من عباءة الكنيسة بعد الثورة ، بعدما رفضوا أن يكونوا رقما فى التعداد ، تمردوا على الإحتماء بأسوار الكنيسة يملى عليهم مايفعلون ومالايفعلون ، وبالفعل كانوا بالمقدمة فى الميدان واستشهد منهم العديد ، ورفعت الرايات مسلم مسيحى يد واحدة ، وصلى الجميع فى التحرير فى مشد رائع لايمكن أن يمحى من الذاكرة ، وصار للأقباط إئتلافات وحركات ثورية تتحدث باسمهم ، يطالبون بحقوقهم فى دولة مدنية ، لاتهمش ولاتقصى الشركاء ، دولة المواطنة التى تتسع للجميع ، من المؤكد أن صورة البابا شنوده ستظل عالقة بالأذهان كحالة نادرة لما يتمتع به من قدرة على الإحتواء ، كان موسوعة تاريخية وشاعر مقدر ، استطاع بحكمته أن يمد جسور الود والمحبة مع الجميع ، يعلو فوق الصغائر ، يهدئ من روع أبنائه كلما حلت بمصر فتنة طائفية ، مصرى أصيل وطنى معجون بتراب هذه الأرض التى قال عنها أنها تعيش فينا وليست وطنا نعيش فيه ، استحق أن يلقب ببابا العرب فموقفه الداعم لحق الشعب الفلسطينى فى