رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إختيار البابا الجديد

بعد عدة أيام ستتجه الأنظار نحو الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ، حيث تتم القرعة الهيكلية لإختيار البابا الجديد ، بابا الأسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية  ، التصفيات النهائية تنتهى إلى ثلاثة أسماء ، ستمتد كف طفل من أطفال الكنيسة لتقبض على أحد تلك القصاصات الصغيرة الموجودة بالصندوق الشفاف والتى تحتوى على اسم البابا الجديد ،

ليصبح هذا الإختيار من الله ، هكذا يؤمن المسيحيون ، ولايمكن لأى كان أن يعترض على هذا الإختيار، وبعدها تتم المراسم الإحتفالية بتنصيب البابا الجديد على كرسى مارمرقس الرسول ، وتتقبل الكنيسة التهانى والتبريكات والأمنيات الطيبة ببابا يتمع بالحصافة والحكمة مايعينه على حمل الأثقال ،ومجابهة التحديات التى ستلقى على عاتقه ، وأهمهما المطالبة  بتعديل لائحة 38 التى تجيز الطلاق لعلل أخرى غير علة الزنى ، وأخرون ينتظرون حلا لمشكلة الزواج الثانى ، وأيضا كيفية التعامل مع الحكومة الجديدة التى يغلب عليه التيار الدينى ، ومامن شك أن الأقباط تحرروا من عباءة الكنيسة بعد الثورة ، بعدما رفضوا أن يكونوا رقما فى التعداد ، تمردوا على الإحتماء بأسوار الكنيسة يملى عليهم مايفعلون ومالايفعلون ، وبالفعل كانوا بالمقدمة فى الميدان واستشهد منهم العديد ، ورفعت الرايات مسلم مسيحى يد واحدة ، وصلى الجميع فى التحرير فى مشد رائع لايمكن أن يمحى من الذاكرة ، وصار للأقباط إئتلافات وحركات ثورية تتحدث باسمهم ، يطالبون بحقوقهم فى دولة مدنية ، لاتهمش ولاتقصى الشركاء ، دولة المواطنة التى تتسع للجميع  ، من المؤكد أن صورة البابا شنوده ستظل عالقة بالأذهان كحالة نادرة لما يتمتع به من قدرة على الإحتواء ، كان موسوعة تاريخية وشاعر مقدر ، استطاع بحكمته أن يمد جسور الود والمحبة مع الجميع ، يعلو فوق الصغائر ، يهدئ من روع أبنائه كلما حلت بمصر فتنة طائفية ، مصرى أصيل وطنى معجون بتراب هذه الأرض التى قال عنها أنها تعيش فينا وليست وطنا نعيش فيه ، استحق أن يلقب ببابا العرب فموقفه الداعم لحق الشعب الفلسطينى فى

استرداد أرضه المسلوبة من الإحتلال الصهيونى جعله يمنع منعا قاطعا الأقباط من زيارة القدس إلا يد بيد إخوانهم المسلمين ، تواصل مع دول حوض النيل مساهمة فى حل مشكلة حصة مصر من مياه النيل فزار أثيوبيا لما له من تأثير روحى لايمكن إغفاله ، تحمل الكثير والكثير من الإفتراءات التى طالت قامته ، فكان يقابلها بابتسامة وتواضع جم ، يقول الله موجود ، كل مايصنع فهو للخير ، لم يكن هناك أصعب على قلبه من حادث نجع حمادى وكنيسة القديسين اللذين راح ضحيتهما أبرياء فى ليالى العيد ، تنبأ بالثورة المجيدة وكان له حوار أذيع بعد وفاته ، يشرح فيه رؤيته بعين الخبير الذى يقرأ مابين السطور ، قال أن إنتشار العشوائيات ينبئ بالحالة الإقتصادية التى تمر بها البلاد، اتسعت الهوة بين الاغنياء والفقراء الذين لم يعد باستطاعتهم مواجهة غلاء الأسعار ، كل هذا سيدفع حتما للإنفجار ، وقامت الثورة وهاهو حادث ماسبيرو يقضى على ماتبقى من مقاومة ، فتدهورت صحته بشكل سريع فى تلك المرحلة العمرية ، بكى شهداء جدد زفوا إلى السماء إلى جوار إخوانهم من شهداء الميدان ، من المؤكد أن لحظة إعلان إسم البابا الجديد ستبتهج القلوب فرحا مصحوب بالشجن ، فمازالت صورة البابا شنوده مطبوعة بالأحداق بعدما استطاع أن يحفرها بالأفئدة والشرايين .