رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من قص ضفائرى ؟

من وضع حجابا على عقلى وحوّلنى إلى دمية يحركونها كيفما شاءوا دون إرادتى ، أقصونى عن عالمى الطفولى وأرهبونى إن لم أمتثل فالعقاب سيأتى دون هوادة ، لأصبح عبرة بين أقرانى فى الفصل ، لم يسمح لى بالسؤال لأمنح حق الجواب

، إقتادونى كالدابة على حين غرّة ، لم أنبس ببنت شفة ، عقدت الصدمة لسانى ، كاد قلبى عن الخفقان يتوقف وأنا أسقط بين مقاعد الدراسة ، أتخبط بين الدفاتر والألوان ، وعروسة من القماش بضفيرتين خبأتها بين الكتب  سألهو بها عندما يدق الجرس إيذانا بوقت الأكل واللعب ، مازالت الشمس تشرق فى عينى لتضئ أفقى كله ، وعند هطول المطر أصنع مراكبا من ورق ، مازلت أداعب السحاب أكوّن منه مناظرا لاتنتهى ، هذا حصان جدتى ، وهناك فيل أبيض ، والقمر يعود يضحك من جديد
لماذا يأدون الأحلام ومازالت فى أول الطريق ، لماذا يغلقون على مداخل الكون ومخارجه ؟ لماذا يمنحنوننى مصباحا نضب زيته فأسير وكأننى إلى زوال ؟ إلى متى سنظل ندور كالغرباء فى الوطن نكره الإحتواء فتتسع الفجوة بين بين الأم والأبناء ، المعلمة والبنات
مازلنا بعيدين عن التعامل بحنو شفيف ، بالرفق واللين ، بالحب والود ، تحول اللفظ إلى مفردة قاسية تشق الصدر ، تحفر بالذاكرة مدى الدهر ، فبدلا من الربت على الكتف والإنحاء نحو التلميذ بأبوة وأمومة ، وتلقينه الملاحظات التى لاتجرح كرامته ، خاصة لو تمّت السخرية منه أمام زملائه فضحكوا عليه وتحوّل المشهد إلى مسرحية مقيتة بطلها معلم أو معلمة لايمتان للعملية التعليمية بصلة ، ساهما فى إهدار كرامة الصغار،

والنيل من شخصيتهم بالتندر والسخرية خاصة لو اقترن ذلك بالضرب ، أو الجذب من طرف المريلة أو القميص كنوع من الإحتقار ، التذنيب أو الطرد خارجا كعقاب يراه المعلم من أولوياته لتأديب الطلاب ، أو قص الشعر للفتيات التى خرجهن لتوهن إلى الدنيا يحلمن بالطيور والزهور ،
فاكتشفن أن جزءا من أجسادهن يستأصل ويلقى على الأرض ، هكذا فعلت إحدى المدرسات بالأقصر بتليمذتين لم تتلزما بالحجاب فقامت من تلقاء نفسها دون أن تفكر مرة ومرتين فيما ستقدم عليه ، تجرأت وأمسكت بالمقص واقتربت منهما وبدأت تقص شعر كل منهما ، غير عابئة بالأذى النفسى والبدنى الذى ستعانيان منه لفترات طويلة ، ومن المؤكد أن هذا الوجع سيظل ماثلا ، جرح لن يندمل أبدا ، غير عابئة بالقانون الذى يجرم هذا الفعل ، وعادت كل تلميذة تسبقها دموعها ، مكبلة بنوبات من هذيان  ، تتساءلان كيف تتحول ساحات العلم إلى ساحات تدفع نحو الفشل ؟ نحوالكآبة والأحزان ، وامتهان كرامة الإنسان ؟ فياوزير التعليم تصريحك بجواز ضرب الطلاب هذه إحدى نتائجه .