رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

غامت الألوان !

أزمة كادت تعصف بالوطن ، سرعان ماتداركها رئيس الجمهورية ، وبقى النائب العام فى منصبه ، أما جمعة الحساب والتى أعادت إلى ذاكرتنا مشاهد (معركة الجمل ) فأدمت قلوب كل المصريين الذين لايهمهم إلا العيش الكريم بالحفاظ على استقرار الوطن ، ملايين البسطاء لايستوعبون إلا شئ واحد حق الشهداء والمصابين ،

القصاص من القتلة ، أما الطريق إلى ذلك فتلك مسئولية الرئيس المنتخب ، البسطاء لايفهمون دهاليز السياسة وألاعيبها ، لايستوعبون ماتتفوه به النخبة من مصطلحات ، الموافقون والرافضون لإقالة النائب العام الذي اتهم بالتقصير والمحسوب على النظام السابق تسببوا فى شق الصف الوطنى وتقسيمه الى فسطاطين ، الأول مع عدم المساس بهيبة السلطة القضائية ، والثانى قرر الإعتصام ضد بقائه ومنعه بكل السبل من آداء عمله ، وضرورة الإتيان بنائب عام جديد ، وشهد ميدان التحرير ذاك الميدان الذى ارتوى بدم الأوفياء فى الخامس والعشرين من يناير ، معارك كر وفر بين أبناء الوطن الواحد ، تراشق وعنف متبادل ، تحطيم المنصات ، حرق السيارات ، والاهم هو إسالة الدماء من جديد ، وكنا على بعد خطوات من تجديد ميناء الشرف والكرامه وتحويله الى مزار سياحى للفخر والمجد ، المواطن البسيط مازال يلهث نحو لقمة العيش قوت يومه ، مازال يقف فى طوابير لاتلوح نهاياتها بحثا عن الغاز والسولار ، يبحث عن تطعيم الصغار ،مصروف العلاج والدواء ، أجرة الدروس الخصوصية والمواصلات ، كان يأمل فى حد أدنى للأجور وإلى الآن ينتظر ، أين الوعود بحياة كريمة ؟ نقترب من العامين على الثورة ، أصبح حلم المصرى أن يترك الوطن هاربا إلى أرض جديدة ، ربما وجد فيها مايسد رمقه ، التعامل مع أناس يقدرون جهده وعطائه ، عامين والأوضاع المعيشية تتردى،  من سئ لأسوأ ، ولم يكن ينقصنا التحرش بالسائحات فى القرى السياحية وانتهاك خصوصياتهن ،وتحرش الصبية بالفتيات عقب خروجهن من مدارسهن ، مشهدان يخصمان من رصيد المصريين فى الخارج والداخل ، على اعتبار أن المصرى متدين بطبعة ، صانع للحضارة والتاريخ ، كثر التسول فى الميادين والطرقات أسفل الكبارى وأعلاها ، حتى مطار القاهرة  لم يسلم من التشويه ، فالإلحاح والضغط على الزائرين من أجل البقشيش

،هؤلاء  الذين لاتعرف من أين يأتون ؟ كيف تنشق الأرض عنهم ، يحيطونك بالدعاء والتمنيات بسلامة الوصول ، يحملون حقيبة يدك بالقوة رغما عنك ، مشاهد تصيبنا بالخجل أمام كل من تطأ قدمه أرض الكنانة ، وكأن الشعب المصرى تحول إلى قطيع من المتسولين ، الشعب ملّ الملونيات والإعتصامات ومل الحديث عن الدستور الذى تأخر كثيرا ولانعلم متى يرى النور بعدما أصبح حلبة للصراع السياسى ، يهدر حقوق المرأة ومكتسباتها ، يعيدنا إلى الخلف آلاف السنين بتقييد الحريات ؟ الشعب يئن تحت وطأة العوز والفقر ، ولم يعد يهتم إلا بإطعام الأفواه الجائعة ، أين مشروع النهضة الذى رسم لنا طريقا مزدانا بالورود ؟ وكان أحد أسباب اختيار الرئيس مرسى لحكم البلاد بعد ثلاثة عقود من الإجرام فى حق الشعب الأبىّ ، كنا نظن أنه معد سلفا كمشروع قومى عملاق ، يقيمنا من كبوتنا ، وضعت له الخطط المستقبلية قصيرة وطويلة المدى ، فلم نعد نفيق ، حفرة تتلوها حفر ، تكالبت الأزمات على المصريين  ، ارتسمت الكآبة على الوجوه من فرط اليأس والحزن ، الآمال والأحلام هل تتحقق ؟ وللرئيس مرسى نقول: اليوم مثل الأمس لاجديد يلوح فى الأفق ، لم يعد هناك مايبعث على البهجة ، وبدلا من انتظار الغد بشوق عظيم ومستقبل أفضل ،أصبحنا نخشى على أولادنا من الغد ، نخشى الفوضى وثورة الجياع ، فهل تخوفاتنا مشروعة ؟  أم نجمل الصورة ونقول : غامت الألوان ؟