غامت الألوان !
أزمة كادت تعصف بالوطن ، سرعان ماتداركها رئيس الجمهورية ، وبقى النائب العام فى منصبه ، أما جمعة الحساب والتى أعادت إلى ذاكرتنا مشاهد (معركة الجمل ) فأدمت قلوب كل المصريين الذين لايهمهم إلا العيش الكريم بالحفاظ على استقرار الوطن ، ملايين البسطاء لايستوعبون إلا شئ واحد حق الشهداء والمصابين ،
القصاص من القتلة ، أما الطريق إلى ذلك فتلك مسئولية الرئيس المنتخب ، البسطاء لايفهمون دهاليز السياسة وألاعيبها ، لايستوعبون ماتتفوه به النخبة من مصطلحات ، الموافقون والرافضون لإقالة النائب العام الذي اتهم بالتقصير والمحسوب على النظام السابق تسببوا فى شق الصف الوطنى وتقسيمه الى فسطاطين ، الأول مع عدم المساس بهيبة السلطة القضائية ، والثانى قرر الإعتصام ضد بقائه ومنعه بكل السبل من آداء عمله ، وضرورة الإتيان بنائب عام جديد ، وشهد ميدان التحرير ذاك الميدان الذى ارتوى بدم الأوفياء فى الخامس والعشرين من يناير ، معارك كر وفر بين أبناء الوطن الواحد ، تراشق وعنف متبادل ، تحطيم المنصات ، حرق السيارات ، والاهم هو إسالة الدماء من جديد ، وكنا على بعد خطوات من تجديد ميناء الشرف والكرامه وتحويله الى مزار سياحى للفخر والمجد ، المواطن البسيط مازال يلهث نحو لقمة العيش قوت يومه ، مازال يقف فى طوابير لاتلوح نهاياتها بحثا عن الغاز والسولار ، يبحث عن تطعيم الصغار ،مصروف العلاج والدواء ، أجرة الدروس الخصوصية والمواصلات ، كان يأمل فى حد أدنى للأجور وإلى الآن ينتظر ، أين الوعود بحياة كريمة ؟ نقترب من العامين على الثورة ، أصبح حلم المصرى أن يترك الوطن هاربا إلى أرض جديدة ، ربما وجد فيها مايسد رمقه ، التعامل مع أناس يقدرون جهده وعطائه ، عامين والأوضاع المعيشية تتردى، من سئ لأسوأ ، ولم يكن ينقصنا التحرش بالسائحات فى القرى السياحية وانتهاك خصوصياتهن ،وتحرش الصبية بالفتيات عقب خروجهن من مدارسهن ، مشهدان يخصمان من رصيد المصريين فى الخارج والداخل ، على اعتبار أن المصرى متدين بطبعة ، صانع للحضارة والتاريخ ، كثر التسول فى الميادين والطرقات أسفل الكبارى وأعلاها ، حتى مطار القاهرة لم يسلم من التشويه ، فالإلحاح والضغط على الزائرين من أجل البقشيش