رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مازالا المشوار طويلا

وقف كل منا فى دوره إنتظارا لأنهاء إجراءات السفر ، حتى فوجئنا بشاب يجر أمتعته ، ويهرع نحو الموظف المسئول يقدم له جواز سفره وباليد الأخرى يضع حقائبه على الميزان ، وسط ذهول المواطنين الذين التزموا بالطابور ، فمنهم من امتعض ، ومنهم من ارتفع صوته مستنكرا هذا السلوك ،

وآخر رفض رفضا قاطعا أن يكمل إجراءاته ، ثوان معدودات  حتى تطاولا على بعضهما بالألفاظ وبدأ الإشتباك بالأيدى ، والأجانب وقفوا يطالعون فى ذهول هذا العنف فى ساعات الصباح الأولى فى أهم الأماكن حيوية ، تدخل أمن مطار القاهرة وبعض الركاب من أجل فض الإشتباك ، ماأثار الإستياء هى نظرة الغرور والتعالى التى بدت واضحة على الشاب الذى تصرف كأنه سيغادر منفردا لايقيم وزنا لأى كان ، ولو كان على عجل لاستطاع بأسلوب مهذب أن يستأذن من فى أول الطابور ، وبالطبع كان سيقول له لامانع ....تفضل ،  أما حديث الناس فى تلك اللحظة فكان أن ثورة بمصر لم تقم ، مازالت الهمجية فى كل مناحى حياتنا ، مازلنا بعيدين عن روح الإلتزام والإحترام ، الشعب المصرى يعشق أن يخالف فتلك سمته ، لم يتعود أنه مقابل المطالبة بالحقوق بشتى الوسائل ، فعليه أيضا واجبات نحو المجتمع يجب أن تراعى ، وأولها إحترام حقوق الآخرين ، المصرى دائما مايلتف نحو القوانين ، وهذه موروثات زرعتها الأنظمة المستبدة فى العهود الغابرة ، فدائما مايكون هناك استثناءات ، الأبواب الخفية التى تكسر كل القواعد ، تذلل كافة العقبات بطرق ملتوية تضع الإمضاءات والأختام وتقول للشئ كن فيكون ، كانت هذه الأمور عادية يتقبلها الجمهور قبل الثورة فكنا لانسمع إلا أن فلان من طرف الباشا الكبير ، فلان سلّك أموره وفتّح دماغه وكله بثمنه ، كانت الناس تعلم أن الفوضى والتمييز بين المواطنين لايسريان على علية القوم ، فهؤلاء خارج السرب طلباتهم أوامر،  لايقفون فى الطابور ، لاتطبق عليهم أى

شروط ، الكارثة أن هناك من لايعترف بقيمة الثورة ، وأهمها فتح صفحة جديدة من التاريخ المجيد، صفحة المواطنون فيها سواء ، نعلم أن هذا لن يتأتى فى يوم وليلة ، نحتاج الى المزيد من الوقت ، المهم أن نبدأ( صح )  نبدأ بأنفسنا ، المساواة شعور يبعث على الرضا وتقدير الذات ، والدليل أننا نلتزم خارج حدود الوطن ، نلتزم بالإجراءات الصارمة  لانستطيع أن نخل بها ، وأولها أننا لانجرؤ على إلقاء زجاجة فارغة أو قصاصة ورق فى الطرقات ، تظل بحوزتنا حتى أقرب صندوق قمامة ، هذه الشعوب التى تحترم بيئتها وتجبر القادم أن يلتزم بقوانينها شعوب ليست  لديها حضارتنا وليست بجمال مصرنا ، الفرق هو احترام الجمال ، المحافظة على هبة الله ونعمته ، وعند التظاهر فلا تطال يد التخريب المنشآت ولا تعبث بالممتلكات ، فهل إعتقد الشاب أنه بنزوله الميدان يكون قد أخذ صكا ليفعل مايحلو له فى أى زمان ومكان ؟ لو كان أساسا من الثوار ؟ الثوار الحقيقيون لديهم رؤية مستقبلية لوطن يقوم على العدل ، من المستحيل أن يتجاوزا ، هم أصل الثورة الذين انتفضوا للحق ، يبحثون عن سر الحب للأوطان فاختاروا الشهادة ، وعلينا الآن ألّا نخلف الوعد ، فمازال المشوار طويلا .