رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ظاهرة مقيتة

مامن شك أن تفاقم ظاهرة التحرش بالنساء فى الآونة الأخيرة ترجع إلى تلاشى دور المرأة الحقيقى كشريك فاعل لمجتمع يعانى من الأمية الأبجدية والدينية أيضا ، خاصة بعد ثورة يناير التى أبلت فيها المرأة دورا عظيما ساهم فى إنجاحها ،

  فالمطالبة الآن  بالعودة إلى عصر الحريم ، عصر المشربية والجلوس فى الدوار إنتظارا (لسى السيد ) الذى حالما وطئت أقدامه البيت ، هرعت نحو الماء تغسل رجليه ، لايتحاوران فى الشأن السياسى والإجتماعى  والوطن تحيط به الأخطار من كل اتجاه  ، المطالبة بتزويج الفتيات الصغيرات دون أن تنلن أى قسط من التعليم فهو عار على دولة الحضارات ، مناقشة ختان المرأة ممّن يدعون التدين وهم لايدركون حجم الإغتيال النفسى الذى يحيق بأنوثها ، تلك الآفة البعيدة عن الرحمة وليست من الدين فى نفس الوقت ، المهم أن تصبح المرأة ملهاة خلقت من أجل إمتاع الرجل ، فى زمن لم تعد فيه كلمات الغزل والحب المنمق مفتاحا سحريا لغزو قلب المرأة ، فاستبدلت بكلمات عارية فجّة ، أما العيون فتتلصص تنهل من جسدها بهمجية ووحشية ، تخترق حصونها كأنها فريسة ، صيد ثمين فتصاب بالحزن واليأس ، فتجلدها أنّة تطحنها طحن الرّحى ، وأشواك الأذى تنشر ألما وجرحا غائرا قد لايندمل أبدا ، يظل حبيسا فى أى لحظة يتفجر ، يشعر الرجل الآن أنه فى معركة مع المرأة ولابد أن ينتصر ، معركة ليست ناجمة عن سلوك فردى ، بل هى حالة تتولد من أخلاقيات المجتمع نفسه ، مجتمع يعانى تردى الوضع الإقتصادى ، ينمو فيه الفقر والجهل بسرعة فائقة ، ونظرة الى العشوائيات لندرك حجم الخطر . أما المرأة حين تتعرض للتحرش اللفظى أو الجنسى ، فهى تشعر بالإحتقار والمهانة وفقدان

الثقة بالغير ، العنف الذى يمارس ضدها يصدم مشاعرها كإنسانة أولا فتنفر من الرجل ، أصبحت المرأة أيضا تخشى الخروج بمفردها ، تخشى ارتياد الأسواق لقضاء حوائج أسرتها ، وإذا أضطرت فهى تسرع الخطى متعثرة ، يتملّكها الخوف وكأن ذئبا سيخرج حالا من جحره ليطاردها ، وربما افترسها وغرس أنيابه ليمزقها ، أما المعاناة فى وسائل المواصلات فتلك معاناة أزلية ، فالمتحرش لايميز بين المحجبة والسافرة ، كلهن فى نظره سواء ، إنها أزمة أخلاق مرجعها انعدام الوازع الدينى ، هذا الكابوس الجاثم على صدرها ، أضاع حقها فى الحرية والعيش بكرامة وأمان إلى جوار الرجل ، ولو اضطرتها الظروف للخروج ليلا لظرف طارئ فالكارثة محققة لأن سوء الظن سيكون سيد الموقف ، فالشك يجعل المتربصين بها لايخجلون من اصدار أحكامهم بسوء السلوك ، فى جميع الأحوال لن  تنجو من براثنهم  ، مايدمى الأفئدة أيضا مشهد  الفتيان وهم يترجلون نحو التلميذات على أبواب المدارس الإبتدائية والإعدادية يمارسون هوايتهم  فى معاكسة البنات شأنهم شأن الأكبر سنا بعدما غابت  القدوة ،  والسؤال هل سيجدى الحديث عن أزمة التحرش ؟ هل من قانون رادع يحمى المرأة ؟