عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العنيدة

أصرت  ألا يزيد الفارق العمرى عن السنتين بينها وبين من يتقدم للزواج منها مازالت بالعشرين ، لديها العديد من شهادات التقدير وتنعم بالعيش الرغيد لاينافسها بنات أوبنين تزوج الجميع لتظل ( هبة )  نور البيت وفاكهته المنعشة حتى جاء من (عزبة السايح  ) التابعة لمركز ( ابو تشت ) محافظة (  قنا )

وعن طريق بعض الأصدقاء الذين اقترحوا على ( حسام ) التقدم  للأستاذ(  نجيب ) فمازالت لديه إبنة فى سن الزواج ، فراقت له الفكرة وتقدم  دون أن يرها طالبا يدها  ، فوجئ نجيب بتصرف الشاب الذى قرر الزواج فجأة لكنه شعر أيضا  بجديته عندما دخل من الباب ، وطلب نجيب مهلة للتفكير وقبل أى خطوة  فرأى (هبة ) الأول والأخير ،  عرض نجيب الأمر على الأم أولا التى رفضت بشدة  فكيف للمهندسة ( هبة )  أن تتزوج رجلا لاتستطيع فهم مفرداته ، وربما انتقلت من القاهرة إلى الصعيد فيصبح من العسير عليها التأقلم مع تلك البيئة التى لم تعايشها  إلا فى المسلسلات ، لكن( نجيب) أصر أن يفاتح إبنته فى الأمر وإعطاء فرصة ربما تجد سعادتها مع ابن الجنوب ويطمئن قلب والديها ، صاحت ( هبة ) مستحيل الشباب كثر لن أقبل عريسا لاأعرفه ، إتصل ( حسام  ) يطلب زيارة اهل العروس الذين لم يجدوا بدا من الترحيب ،  سيحل ضيفا كريما ولنترك أمر الزواج جانبا  ، كانت الأم فى حيرة من أمر هذا الشاب الذى ترك بنات بلده وتجشم عناء السفر والبحث عن قاهرية ، وفتحت له الباب فى شوق لمعرفة تلك الشخصية  التى مازالت متمسكة بالعادات التى عفى عليها الزمن ، دلف إلى الصالون ورحب الوالدان ، لكن مالفت انتباههما تلك اللهجه الدالة على أنه لم يبرح الصعيد لحظة ، وشعرت الأم أن الموضوع لن يتعدى حدود الزيارة وواجب الضيافة ،  ومنعا لإحراج أبو هبة ألحّت علي ( هبة ) ألا تطيل الجلوس فخمس دقائق  كافية وبعدها تعود غرفتها تستكمل مشروع تخرجها فله الأولوية الآن ، والرد جاهز ( كل شئ نصيب ) وعلى مضض قبلت ( هبة ) أن تلقى السلام  ، فى تلك الأثناء حاولت أم هبة أن تجهز مشروبا بارادا جديدا  ، تبعته بمشروب ساخن ،  وحان موعد العشاء فاقترحت الأم مكانا على النيل أما ( هبة ) فلم تبرح مقعدها ، بات ( حسام

) ليلته بالفندق وعادت الأسرة فى ساعة متأخرة ولمح الوالدان الفرح يكسو البشرة الندية .
فى السابعة من صباح اليوم التالى دق الباب مجددا فمن يتوقع أن ( حسام ) حمل الورود والحلوى طالبا يد هبة والناس نيام  ، إختارت هبة فستانا بمبيا وتخلصت من ذيل الحصان والجينز ، وراحت تستقبله كأنما لم يفترقا كل السنين  ، قبل أن  ينتصف النهار عائدا إلى الصعيد راح  يسأل عن محل للمجوهرات فاشترى سلسلة ودلاية  طوق بهما عنق هبة التى رفعت شعرها لتمكنه من غلقها ، عند المحطة ودعها وترقرق دمع الفراق ودار الحوار بين الأم والعروس
-  كل هذا الحب بعد أقل من يومين ؟
- لم يعرف لهذا الحب عمر أو مدى ، هل الفجر لؤلؤة ، ماأعجب مايأتى به القدر ، نثر الورد حولى ياأمى قال :  لاشئ يشبهنى ،  كلامه عذب رقيق ، نسج من أمانىّ أحلاما براقة وملأ عروقى بالحنين ،  كعبق الزهر حلو المحيا كريم يشع بهجة وضياء ، فحلقت بين النجوم وانطلقت بلا قيود ، بالإحتواء أخرجنى من عتمات النفس ودبيب الخوف فأضاء كل حروف الصمت
- وماذا عنه ؟
- قال لى : أتيت ياحبيبتى من فم الوجود كالليلة القمراء كارتجاف الهوى فى دوح العطور ، صوتك دافئ كشراع ضمه الأفق  ، كم عانيت فى سفرى الطويل ،  سأمزق أوراق الأمس ، ألملم اوراق عمرى ، على أعتابك جفت عبراتى ، ياغاية القلب فى شوق للمواعيد ، هل تقبلين سقفا يأوينا  ؟   
  ورغم أن الفرق فقد زاد عن السنتين عشر سنين ، تزوجا وأنجبا طفلين .