إكرام المعلم ضربه
نفهم أن الإنفلات الأمنى بات يهدد كافة مناحى الحياة ، مازال العنف والتراشق بالكلمات واستخدام الأسلحة بكل أنواعها عنوان المرحلة ، رغم ماتقدمه الشرطة من جهود حثيثة فهى لاتتدخر وسعا فى العمل على استتباب الأمن
، وتفقد كل يوم مزيدا من الشهداء الذين راحوا غدرا على يد أرباب السوابق من البلطجية والمجرمين ، ناهيك عن تطاول البعض على الضباط والأفراد بتوجيه السباب والشتائم التى تحط من قدرهم ، مستغلين مايتحلى به جهاز الشرطة من ضبط النفس ، لاننكر أيضا أن هناك من يسعى للفوضى ليظل الإرتباك هو سيد الموقف ، والمتأمل فى المشهد المصرى يصاب بأذى نفسى عميق ، قمنا بثورة بيضاء أسقطنا فيها ثلاثة عقود من الحكم المستبد ثورة أبهرت العالم لكننا الآن نقوم بثورة على أنفسنا ، ننتقم من الوطن بكل الطرق والوسائل ( الثورة كسرت حاجز الخوف ) تلك العبارة التى باتت تتردد بين المصريين بكافة طوائفهم وانتماءاتهم لكننا كسرنا أيضا حاجز الإحترام والتوقير ، فلم نعد نفرق بين الحرية والتطاول على الرموز ، الكل يمتطى حصانا جامحا دون لجام يطلق العنان لأهوائه ويطلب من الجميع أن يتبعه حتى لو لم يكن على صواب ، المرضى يطاولون على الأطباء ، المرؤوسين على الرؤساء بل يتم إحتجازهم لحين تنفيذ مطالبهم ، أما المعلمون حينما يضربون من تلاميذهم فنحن فى خطر والمنظومة التعليمية تصبح فى خبر كان ، الطلاب فى كافة مراحل تعليمهم يتطاولون ببجاحة يحسدون عليها ، يتطاولون بالضرب على معلميهم ، يطعنونهم فى صروح العلم ، يستقوون بأولياء الأمور لتأديب معلميهم وتلقينهم الدروس حتى ينصاعوا للأولاد ويأخذونهم على كفوف الراحة ، إنقلبت الآية وصار المعلم يعمل ألف حساب للطلاب ، يخشى بطشهم وتنكيل أهلهم ، يطلب يد العون والإنقاذ من البلطجية بعد سرقة متعلقاته الشخصية وكيف
فكيف يصبح المعلم رسولا ؟