رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وفاء

لاأدرى اليوم ، أكان حلما أم كابوسا ماأيقظنى فى الفجر ، شئ أطبق على صدرى أفزعنى
بهذه الكلمات دار الحوار بين أم أحمد وولدها
- لاأعرف ياأحمد خالتك ، على بالى ،أتت لى فى المنام أكثر من مره ، ثلاث سنوات لم أعرف عنها شيئا
-        ربما أكثر ياأمى فلتطمئنى عليها ، على الأقل إتصلى بها
- الرقم ضاع من بالى لم أعد أتذكره

وأنت تعلم مشاغلنا الكثيرة ، الفيلا مازالت تحت التشطيب ، وأجهز لزفاف أختك التى وعدتها بحفل فخيم ، كل الدنيا تتحدث عنه ، ومشروعك الجديد مع والدك ، أين الوقت ؟ ،على كل ، سأحاول الأسبوع القادم الإطمئنان عليها ، وأستغل الفرصة لأبتاع أنواع الجبن الذى تشتهون ، تلك المدينة مشهورة بالأجبان اللذيذة
أسبوع إثنان ثلاث ، شهر إثنان ، سنة
ثم قررت أم أحمد السفر ، وأعدت حقيبة صغيرة تحتوى على قميص واحد للنوم ، فسوف تبيت ليلة واحدة ، لايمكنها أن تتأخر على ابوأحمد ، والأولاد وخطيب الإبنة الذى يأتى لزيارتها كل يوم ويشرف على أعمال البناء ،
إستقلت القطار ، وعادت بالذاكرة أربعين عاما الى الوراء
ياه يافتحية ، ٍأتذكر وأنت تحفظين معى الدروس ، كم كنت تعشقين اللغة العربية ، مرت الأيام مسرعة ، كما القطار
حان النزول الآن ، فى الطريق تذكرت أن شقيقتها مريضة بالسكر إذن ، لن تشترى الحلويات الشرقية التى تفضلها ،
على الناصية يقف بائع الموز
-        من فضلك كيلو موز
-        سارت قليلا ليضيع من ذاكرتها رقم البيت ترى 52 أ م 56
لن أحير نفسى سوف أسأل فالكل يعرفها ،فقد كانت مدرّسة وكم تتلمذ على يديها معظم أبناء الحى ، وكلهم ماشاء الله الآن فى أعلى المراكز
- السلام عليكم ، حيت بها محل البقالة الأقدم فى الشارع
- وعليكم السلام ورحمة الله
- بيت الست وفاء المدرسة من فضلك
- رقم 56 لكنى لم أرها منذ فترة طويلة تزيد على السنتين ، مشاغل الدنيا
ومضت أم أحمد متباطئة الخطى ، ترى هل ألم بفتحية مكروه ، لا....لا
لو حدث كان الجيران أول من يتصل بنا ، مسكينة ياأختى لم ترزقى بأولاد ، ورحل عنك الزوج وكنت فى

ريعان الشباب
حاولت أن تدق الجرس مرة ومرات ، ربما فقدت السمع ، لكن دون جدوى ، الباب عليه آثار أتربة وعنكبوت ورائحة عفنة ، طرقت بيدها طرقات عنيفة ، ثم نادت بأعلى صوتها ياوفاء ، ياوفاء
بعض الجيران فى صعود وهبوط للدرج ، لم يستوقفهم الأمر كثيرا فالأمر لايعنيهم ، فاضطرت أن تطرق باب شقة الجيران الملاصقة
- أنا أخت الست وفاء طرقت الباب عدة مرات فلم تجب
-لانعلم عنها شيئا منذ ثلاث سنوات ، إعتقدنا أنها سافرت للأهل فى الأسكندرية
- لم تأت لزيارتنا
بدأ الخوف والقلق يعترى وجه أم أحمد ، وجارة فتحية
- ما العمل ؟
- ندعو الحارس لكسر الباب
فتح الباب ، وهرعت أم أحمد للداخل ، ربما وجدت الشقيقة فى غرفة نومها
لتروّع ، إذ وقعت عيناها على جمجمة ، وبقايا عظام متحللة متناثرة ، والى جوارها بقايا من عظام لقطط كثيرة
ترى بماذا كانت تفكر قبل أن تصعد روحها لخالقها ؟
دواء يشفيها من مرض عضال ؟ ، رشفة ماء ؟ البوح بسر ؟ ، نظرة وداع للأحبة والأقرباء ؟
ربما أرادت أن تصلى ، وتسجد بين يدى الله ، تقرأ بعض الآيات الكريمة ثم تنطق بالشهادتين ، فتنام قريرة العين
بخطوات متهالكة ، جلست أم أحمد على الأرض تلملم العظام والجمجمة ؟
يشق الزحام شيخ جليل راح يتمتم ببعض الكلمات
ناداه البعض : فلتقرأ آيات الرحمة والغفران على روح الست وفاء يامولانا
وطالع الشيخ الوجوه بنظرة شاردة