نعم الثورة هدية السماء
عتاب من الأصدقاء الذين يتابعون مقالاتى عتاب كنت أظن أنهم محقون فأعيد النظر أو أعتذر ، كنت أعتقد أننى تجاوزت أو سرت بعيدا خارج السرب ، ولكنى تأملت كثيرا فوجدتنى مازلت عند رأيى يصعب أن أحيد عن فكرى ، يقول الأصدقاء : أمازلت تتحدثين عن الثورة ؟ مازالت جملة مفيدة بين ثناياك ؟
كفاك كلام وكلام أى ثورة تلك ؟ لم تنجح أبدا بل أعادتنا للخلف ، من يقبل بأوضاعنا الآن ؟ من يرضى عن أحوال مصر التى أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار على كافة الأصعدة ؟ ولا يلوح أى أمل فى الأفق يدفعنا للثناء عما قام به الشباب ، قلت لن نعود للخلف ، والعيب كله فينا فى المارقين المتسللين ، الراقصون على كل الحبال المنافقون الآكلون على كل الموائد ، فى المنتفعين المتحولين ، لانلوم على ثورة النبلاء وهل دم الشهداء ماء ، ألم يكن ضياء عيونك ياحرارة من أجل الحرية والكرامة ، هذا الطبيب الذى كرمه المركز الكاثوليكى فى عيد الأم مع أمهات الشهداء أصبح مثالا للفداء ، من أجل ماذا ضحى بأغلى مالديه ؟ أكان يطمع فى منصب أو جاه ، كان يطمح ان يرى الكنانة فوق الخرائط أعظم أمة على وجه البسيطة ، لانلوم ثورة التحرير التى حققت الأحلام مبارك خلف القضبان والمرتشون السارقون لقوت الجياع مهانون فى طره ، لاننكر أننا انحرفنا عن المسار ، وتحول الميدان الآن الى سوق عكاظ ، وأن الإنفلات الأمنى مازال يهدد كل دار ، مالت تحيط بمصرنا الأخطار والعيون على سيناء ترجو لنا كل خراب ، والسلاح فى يد الجميع ، لاننكر تراجع معدلات السياحة وتوقف الإنتاج والإستثمار ، ومسلسل قطع الطرق والتعدى على المستشفيات وكثرت حوادث السطو والجرائم فى أعلى معدلاتها ، لكننا نعترف بالخطا ونقول أين خريطة الطريق
( الدستور) الذى كان يجب ان يكون الخطوة الأولى بعد الثمانية عشر يوم الأولى لكن البكاء على الأطلال لن يجدى نفعا ، سرنا بالعكس فتخبطنا وقويت شوكة راكبى الثورة والفلول وجدوا المناخ الملائم للإنتقام والترويع والتهديد ودس البلطجية والمجرمون يخربون مقدرات الوطن يصنعون فتنا ، يبثون كاذب الشائعات لنظل فى قلق وخوف المستقبل ملغوم ، حتى نترحم على أيام الفساد الأولى ، نندم أننا لم نبق على الرئيس حتى يسلم مقاليد الامور للوريث ، نعترف بالحق أننا أخطأنا عندما لم نتطلع للبناء والإستفادة من الوقت الذى أهدرناه فى المشاحنات والملاسنات والتطاول على الرموز والتشكيك والتخوين فى وطنية كل منا ، الشعب ايضا مظلوم جله يسعى من أجل لقمة العيش ومشاكل نقص الغاز والسولار وجفاف المحاصيل وغش الدواء ، والأحزاب والإئتلافات والحركات الثورية لم تتفق على كلمة سواء ، الكل يبذل قصارى