جبس وأسمنت وجردل ماء
حتى لا يضيعون الوقت والجهد فى الإجهاز على الضحية بتقطيع أشلاؤه وفصل رأسه عن جسده وأطرافه والبحث عن أماكن متفرقة للتخلص من الجثث ، أو إنفاق الأموال فى شراء السواطير والسكاكين والمناشير فالأرخص
والأسهل فلى ذات الوقت شكارتى أسمنت وجبس وسطل ماء ، يتم حفر مقبرة ودفن الضحية حيا ومن ثم توضع الخلطة فوقه ليلفظ أنفاسه على الفور ، على طريقة ريا وسكينة ، فأى شرائع سماوية ينتمى إليها هؤلاء المجرمون ؟ ماذا تبدل فى الإنسان المصرى لا تقولوا الفقر ، الفقر ليس سببا فى كم العنف والحقد والغل الذى إكتظت به الأفئدة ، هناك خلل فى القيم ضعف فى الإيمان ، والدليل أن معظم حوادث السرقة لابد وأن تقترن بالقتل والتمثيل بالجثة ، كم رهيب من الشر يسرى فى دماء المجرمون ، الوحشية والإفتراس بات يهدد أمننا وسلامنا ؟ غاب الوعى وكأن الإحباط تملك منا واليأس والقنوط هما طريقنا نحو اللامبالاة وعدم الإكتراث بعواقب الأمور ، غاب الوعى فأصبح كل فرد يتربص بالآخر يقف له بالمرصاد إن نطق بنت شفة لتخرج المطاوى من مخابئها المخبأة فى طيات ملابسنا لتصبح سيدة الوقف تتكلم الدماء ، والجروح والأحزان على فراق الأحبة والأسباب جلها لاترقى للعنف ، إنه غياب الضمير والدين
غياب القدوة والإعلام فى سبات لم يمض على شهر رمضان سوى بضعة أيام كنا نتوق لأعمال هادفة ، برامج توعية تعيد للنفوس بعض الإطمئنان ، تحض على الفضيلة والإخاء ، تساهم فى عودة النخوة والشاهمة والمروءة التى كانت مصطلحات الأعوام المنصرمة وباتت إلى زوال ، إلا اننا صدمنا بكم من توافه البرامج التى تتعمد إضكاك المشاهدين عنوة ، وتستخف بعقولهم ، كم أهدر من اجلها الملايين حتى كاد بعض العقلاء يغلقون التلفاز منعا لعدم إصابتهم بالإحباط من الإسفاف
لم يعد يجدى البكاء على المكسور نحن فى انتظار النهضة وكل الوعود