التعيين أو حبس الموظفين
مع كل صباح تفزعنا أخبار لم نعهدها من قبل ، فقطع الطرق والتهديد بالإضراب عن العمل وعن الطعام والوقفات الإحتجاجية كلها باتت شعار المرحلة ، قامت ثورة يناير من أجل ( العدالة الإجتماعية )
والشعب الذى قهره الإستبداد وعانى الفقر والجهل لسنوات وسنوات ضاق منه الصبر وأصبح يعقد الآمال والأحلام أن الغد قادم بالبشرى ليمحو سواد الأمس ، ألم يمت الثوار فى الميدان من أجلنا ؟ ألم تطفأ المشاعل فى عيون الأوفياء لينيروا دربنا ؟ لكن الكارثة أن الطموحات باتت أكبر من التوقعات الكل إرتأى أن جنى حصاد الثورة إن لم يوزع علينا طواعية والآن فليؤخذ بالقوة والسبل إلى ذلك كثيرة حتى لو انقلبنا على مصدر رزقنا فأجهزنا عليه ومحيناه من الوجود وحولناه الى خراب وحطام تماما كما فعل المئات من الذين تجمهروا أمام محطة توليد الكهرباء ( بأبى قير ) مطالبين بتعيين أبنائهم فألقوا زجاجات المولوتوف على المبنى وحاولوا إقتحامه فسقط أحد المواطنين صريعا بعد أن أصابته رصاصة فى صدره أنهت حياته فى لحظة شاب فى مقتبل العمر كان يستعد لعقد قرانه بالإضافة لعدد من المصابين من العاملين بالمحطة بجروح خطيرة ، كانت محاولات إقتحام المحطة من قبل المواطنين الذين لم يمتثلوا لأوامر الأمن الذى حاول منعهم قد أسفرت عن احتجاز أكثر من ألف عامل بكهرباء أبى قير ومنعهم من الخروج واشعال النار فى السيارات والدراجات البخارية الخاصة بهم ، وايضا منع وصول قوات الأمن فى محاولة لفض هذا الإشتباك بإلقاء الطوب والحجارة على افراد الشرطة الذين أصيبوا أيضا بجروح خطرة ،
فهل تنجح لغة التهديد والوعيد أنه فى حالة عدم تنفيذ مطالبنا وإن كانت مشروعة سوف نحرق الأخضر واليابس سوف نروع العاملين بهذه المنشأة أو تلك ، هل نحن على صواب فى المطلق ؟ هل الثورة أتت لتمنحنا حرية بلا ضوابط ودون سقف ؟ هل ننتزع الحقوق عنوة دون إستيفاء الشروط لمجرد أننا نملك الشعارات والصوت العالى ومجموعة من البلطجية يقفون الى جوارنا متى أشرنا أليهم ومتى أوكلنا لهم مهمة السطو على محطات التوليد وغيرها من مصادر الدخل للبلد ؟ هل لأن الإعتداء على الأقسام وفتح السجون كان
يهتدى الى شعلة ثقاب تنير الدروب ؟ فالطرق بيد من فولاذ على كل من يجور على حق الجميع فى العيش الكريم بالقانون ، فلا يقطع طريق أو يتجمهر مواطنون جاهزون لحبس الموظفين