رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مشهد من ميناء القاهرة الجوى

يفترشون الأرض لتناول الطعام ، بعض غلبه النعاس فارتكن إلى جوار الحائط وغفل قليلا ، ضوضاء وصراخ مشاحنات وتراشقات بين الأفراد يتدخل البعض الآخر لفض الإشتباك ، بعض المطاعم تفرض موسيقاها وأغانيها الصاخبة التى تزيد من توتر الأعصاب ،

عمال يهرولون نحو بعض المغادرين أو القادمين الذين ينبئ مظهرهم أنهم ميسورون ويمكنهم  أن يدسون فى جيوبهم بعض الدنانير أو الريالات أو الجنيهات ، فقد أحد الأصدقاء حقيبته التى لم تأت معه على نفس الرحلة فاتبع الإجراءات المطلوبة محضر برقم الحقيبة وتاريخ وصوله وعلى أى خطوط طيران كان موئله ،  قال المسئول : الحقيبة بعد عمل هذا المحضر نلتزم نحن بإعادتها وسيتم الإتصال بك على أرقام الهواتف التى تركها العميل أو تصل إلى بيته على العنوان المدون فى الأوراق يوم يومان ثلاث خمس لاجديد فى الأجواء سوى أن صديقنا يذهب منذ ساعات الصباح الأولى ليبحث ويستعلم عن مفقوداته لكن سعيه دائما مايبوء بالفشل ، يتصل على الأرقام التى قيل له فلتتواصل معنا عبر الهاتف فلا من مجيب ، أو يتم إغلاق الخط فى وجهه ، وظل حائرا بين المكاتب عله يفهم ماذا يدور فتوصل إلى أن دور كل موظف قابله فى المطار كان التنصل من مسئولياته يرمى بالتبعية على الغير ، وما على الصديق سوى الإنتظار بعد أن طمأنوه أن الحقيبة بالفعل على أرض مصر لكن عملية الوصول إلى مكانها وسرها مازال شيئا غامضا ، ربما يحتاج إلى ساحر يفك الشفرة أو منجم أو ضارب للودع يهدى من روع صاحب الحقيبة التى لم يغمض له جفن قلقا على أشيائه ، هداياه إلى الأحباء فى الجنوب ، أوراقه ومتعلقاته الخاصة صور وتذكار كلها تاهت بين أروقة المكاتب وطرقات المسئولين وجهاز الكمبيوتر الذى لم يأت بجديد لأن الأمر يتكرر كثيرا وماالمشكلة إذا ضاعت حقيبة ، لتتضاعف مأساة الصديق الذى أصبح نزيل ميناء القاهرة الجوى الذى حفظ عن ظهر قلب مداخله ومخارجه وردهاته الممتدة من كثرة تردده عليه ، المؤسف حقا هى حالة اللامبالاه التى واجهها ، فاضطر أن يبحث عن المسئول الأكبر مقاما واستطاع الحصول على رقم هاتفه وللحق لم يدخر وسعا بل اعطى تعليماته بتسهيل مهمة الصديق الذى بدأ يفقد صوابه نظرا لتلاشى الأمل فى الحصول على حقيبته التى قال  أن مابداخلها بالنسبة له لايقدر بثمن ، واستطاع

أن يحصل على تصريح بدخول أحد المخازن للأمتعة المفقدودة لتقع عينيه على آلاف الحقائب المتناثرة فى المكان المخصص بعضها مفتوح والأغراض على الأرض تسأ ل عن صاحبها هنا أحذية وهناك أغطية وستائر ، ملابس رجالية ونسائية ، حبال ممزقة حقائب تكاد تئن من الإهمال والوحدة بعدما تاهت عن العنوان ، دخل الصديق المخزن محصنا بالصلوت والدعاء ألا يطيل الله عليه البحث عن كنزه المفقود  وسط هذا الكم من الحقائب المتشابهة والتى  من المستحيل ان يصل إليها فى ساعة أو ساعتين ، وكأن باب السماء كان مفتوحا فما أن وطئت قدمه المكان حتى لمح حقيبته ملقاة والتاريخ مدون كانت هنا منذ خمسة أيام ، لا من مجيب ، الكل يأبى أن يتجشم عناء البحث عن حقيبة الحب والذكريات ، والأسهل أن يقال غير موجودة وعندما نضع يدنا عليها سوف نقوم بالإتصال بك للإستلام ،  وبالطبع لن تأت أبدا فما الإستفادة من شئ مضى عليه أيام أو شهور أو سنين ، ليظل البحث جاريا على قدم وساق  من أجل  التكويش على  ماتملكه ايادينا الآن فهذا هو المتاح ، ومد الصديق يده بلهفة وكأن نور عينيه قد عاد إليه لكنه ارتاب شئ ما فى الأفق يلوح يجعله لايطمئن أن الذكريات وهدايا الحبيب لم تهرب من مخابئها ،ربما أعجب بها آخرون فتقاسموا القمصان الملونة ، فالحقيبة نفسها لكن لماذا تبدلت الأشياء ؟ لماذا رفعنا الشعار وعدنا لنغيره الآن ، من أجل ماذا نتوه يامصر ؟ من بدل المسار فمشينا خلفه كالقطيع دون وعى بعواقب الامور