مشهد من ميناء القاهرة الجوى
يفترشون الأرض لتناول الطعام ، بعض غلبه النعاس فارتكن إلى جوار الحائط وغفل قليلا ، ضوضاء وصراخ مشاحنات وتراشقات بين الأفراد يتدخل البعض الآخر لفض الإشتباك ، بعض المطاعم تفرض موسيقاها وأغانيها الصاخبة التى تزيد من توتر الأعصاب ،
عمال يهرولون نحو بعض المغادرين أو القادمين الذين ينبئ مظهرهم أنهم ميسورون ويمكنهم أن يدسون فى جيوبهم بعض الدنانير أو الريالات أو الجنيهات ، فقد أحد الأصدقاء حقيبته التى لم تأت معه على نفس الرحلة فاتبع الإجراءات المطلوبة محضر برقم الحقيبة وتاريخ وصوله وعلى أى خطوط طيران كان موئله ، قال المسئول : الحقيبة بعد عمل هذا المحضر نلتزم نحن بإعادتها وسيتم الإتصال بك على أرقام الهواتف التى تركها العميل أو تصل إلى بيته على العنوان المدون فى الأوراق يوم يومان ثلاث خمس لاجديد فى الأجواء سوى أن صديقنا يذهب منذ ساعات الصباح الأولى ليبحث ويستعلم عن مفقوداته لكن سعيه دائما مايبوء بالفشل ، يتصل على الأرقام التى قيل له فلتتواصل معنا عبر الهاتف فلا من مجيب ، أو يتم إغلاق الخط فى وجهه ، وظل حائرا بين المكاتب عله يفهم ماذا يدور فتوصل إلى أن دور كل موظف قابله فى المطار كان التنصل من مسئولياته يرمى بالتبعية على الغير ، وما على الصديق سوى الإنتظار بعد أن طمأنوه أن الحقيبة بالفعل على أرض مصر لكن عملية الوصول إلى مكانها وسرها مازال شيئا غامضا ، ربما يحتاج إلى ساحر يفك الشفرة أو منجم أو ضارب للودع يهدى من روع صاحب الحقيبة التى لم يغمض له جفن قلقا على أشيائه ، هداياه إلى الأحباء فى الجنوب ، أوراقه ومتعلقاته الخاصة صور وتذكار كلها تاهت بين أروقة المكاتب وطرقات المسئولين وجهاز الكمبيوتر الذى لم يأت بجديد لأن الأمر يتكرر كثيرا وماالمشكلة إذا ضاعت حقيبة ، لتتضاعف مأساة الصديق الذى أصبح نزيل ميناء القاهرة الجوى الذى حفظ عن ظهر قلب مداخله ومخارجه وردهاته الممتدة من كثرة تردده عليه ، المؤسف حقا هى حالة اللامبالاه التى واجهها ، فاضطر أن يبحث عن المسئول الأكبر مقاما واستطاع الحصول على رقم هاتفه وللحق لم يدخر وسعا بل اعطى تعليماته بتسهيل مهمة الصديق الذى بدأ يفقد صوابه نظرا لتلاشى الأمل فى الحصول على حقيبته التى قال أن مابداخلها بالنسبة له لايقدر بثمن ، واستطاع