رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خمس أسود وستة كلاب

بعدما كنا نقتنى الكروان الذى ينبؤنا بتغريده أن الشمس حين تطل بوجهها البديع معلنة أن الشروق آت ياصباح يوم جديد ملؤه التفاؤل والأمل ، وأن نهارنا سيكون أفضل من الأمس ، بعدما كان غاية المنى للأطفال هرة صغيرة تداعب أناملهم أو كلب يختبئ فى أحد الأركان ماأن يرى صديقه فيهز ذيله فرحا يهرع من مخبئه ليقفز معلنا وفاء منقطع النظير ،

الحمام يغادر البنية فى أسراب يقودها الحارس الأمين سرعان مايعود إلى الوليف عند الغروب بجناحي سلام ودفء وحب فوق الجموع ، كنا الرفق والخير والجمال ، كنا يد العون واللطف والعطف والطيبة تغلف القلوب ، كنا الشهامة والمروءة بيننا الكبير حكمة وموعظة حسنة مقدر نجّله إذا تكلم ونصمت إذا لزم الصمت نحتكم إلى رأيه فى بعض النزاعات والخلافات التى سرعان ماتنتهى بالتصالح ونبذ البغضاء فنفتح صفحة جديدة وقد طويت سطور سوداء لن ندعها تعكر صفو الأجواء بيننا ولنبقى على الوئام شعارا يظلل أيامنا ، الآن لاالعصافير تطير ، كفت عن الغناء كل الطيور ، هربت الهرة من الباب المفتوح فى بيوت صوت السلاح فيها هو الأعلى صوت يرن صداه فى الميادين والطرقات فى الليل والنهار ، سلاح يطلق على أتفه الاسباب ، وحلت الأسود المتوحشة والكلاب الضالة المسعورة محل الحيوانات الأليفة ، أصبحت من أولوياتنا  فى هذه المرحلة ، عنف ثم عنف لانجد مايبرره ، منذ فترة ليست بالقليلة روع المصريون  وصدموا عندما وقعت عيونهم على الشاب المصرى الذى علق على أحد أعمدة الإنارة فى مدينة ( كترمايا ) بلبنان تمزقت الأفئده من هول الوحشية التى جعلت خصومه بعد قتله وسحله يعلقونه من رقبته بحبل فتتدلى رقبته والدماء تسيل نهرا يغرق المكان حقدا وغيلا ، وكان الإنتقاد اللاذع حديث كل الأفواه التى إرتأت أن الإعتداء على مواطن بهذا الشكل القمئ هو إعتداء على الإنسانية جمعاء ، وما أن قامت ثورة الشرفاء حتى سرت عدوى الإنتقام والإجهاز على الاشخاص الذين ربما كانوا بالفعل مصدر إزعاج وترويع للآمنين فبدأ القاص منهم على يد الأهالى أنفسهم دون انتظار لتنفيذ القوانين فمن الجانى إذن  ؟ هل المجرمون الذين يقتلون

ويسرقون بالإكراه ويغتصبون ويهددون ويخطفون الأفراد طلبا للفدية ، قطاع الطرق الذين يفرضون الإتاوت على الفقراء من البشر فيستعبدونهم ويجورون على حقوقهم ؟ أم الدولة التى مازالت عاجزة عن القيام بحلول للقضاء على الإنفلات الأمنى الذى استشرى بشكل بات يهدد أمن وسلام المجتمع وحرمنا نعمة الحياة والنوم قريرى العين ، وأثر بالسلب على السياحة وكل القطاعات فهربت الإستثمارات وتعطلت عجلة الإنتاج ، من نلوم ومضى على الثورة مايقرب من العامين  وتلتها ثورة أخرى بمطالب جديدة  لنسير فى طرق متعرجة ومنحنيات ومطبات تاه منا الخط المستقيم ، كل شئ يبعث على الإنقباض ، يبعث على الخوف من الغد المستقبل ملغوم لاتلوح نهاياته ، وهاهو حد الحرابة يطبقه أهالى قرية ( بندف ) بالشرقية  فذبحوا أربعة لصوص حاولوا سرقة سيارة بالإكراه تحت تهديد السلاح ثم مثلوا بالجثث سحلا أمام الجميع وعلقوهم على أعمدة الإنارة  وسط القرية  الآن أصبح الإعتماد على القوة الذاتية وانتزاع الحقوق يؤخذ بالذراع وكأن الشرعية إلى زوال والقوانين ارتحلت منذ سنين  ، هاهو "نخنوخ"  أشهر عتاة الإجرام وقد ألقى القبض عليه مؤخرا فى فيلته  (بكنج مريوط ) محاطا بالأسلحة والذخيرة كميات من المخدرات والأهم كيف حاول تأمين نفسه ضد الهجوم عليه بإقتناء خمس أسود وستة كلاب متوحشة وكأننا فى غابة من العصور الحجرية ليس فيها للأديان مكان ، نصدم عندما نرى المصرى وقد تبدلت ملامحه ، صارت له مخالب وأنياب