وحوش على قارعة الطريق
قال : يالك من وداعة وجمال ، تختالين فراشة رائعة كالورود ، تغزلين من الشمس طوقا من تهليل ، تروين زهور الغرام من ماء الحقول ، قصيدة حب أصافح بها مراكب النور، تضيئين أفقى كله وتبددين القلق ، وأى طيوف تسكب الألق ، أنا المسكون بالضياء ، أسألك متى اللقاء ؟ ماعدت أحيا بدونك ، سأبنى قصرا على كفيك ، من قلعة أحلامك ، أهديك زهورا بيضاء ، أشعارا مزامير من ألحانك
قالت كحيلة العينين :
صبر جميل على عشقك ، يا نبض أوردتى ، صورتك بأحداقى ، من يملك حق التجوال بحدائقى ؟ من يملكنى يامالكى ؟ يا شمسى وبهجة أقمارى ، أنت ألف نجم فى سمائى ،
أنت فارسى ...لذلك لم تعد تخيفنى الأشباح ، والأنياب التى تحيط بمصرنا ، وتختبئ خلف أقنعة صفراء ، الصبح فى الميدان ، وفى الليل تحوم كالغربان
الى اللقاء ، وأعدك لو يسألون اسمك أو حرفا منه ، أقول هو اسمى ونبضى ، نشوة الأحلام واحة الفؤاد ، زهرة الرياض ، كحنين الوتر ولحن الطير عند الغروب ، أحن لطيفه عند الشروق ، أشتاق خطوه عند السحر
فى منتصف الطريق ودعها ، ترجلت تحلم بالسنابل والجدول خطوة.... خطوتين....
ثم دب الخوف ، عندما أغلقت مخارج الكون ومداخله ، يغزوها خمسة ذئاب فى الحى الشعبى ، ارتجفت ذات السبعة عشر ربيعا ، هذا هو الوكر المعد للفريسة ، فليجتاحوا مرفأها الآمن ، وهيهات أن يأتى المنقذ
والكلب مدرب ينفذ مايأمرون ، ينبح فيرهبها ، يغرس أنيابه ، ثم يفسح الطريق لذئب تلو
كحيلة العينين ،.ماتت النخوة فى كل الأحياء ،
مات (ابن الحتة ) ، صار هو الذئب الذى تهرب منه الحملان
غادر الرفيق ولن يعود ، قلبك مهزوم ، وجهك خجول ، مات الغصن ، ولم يعد هناك فرح ولاعرس ، فى بلاد يحاصرها العجز، أنت من ارتكب الإثم ، تستغيثين من جلاد الليل ، بوجهه القبيح يشوه الوطن ، نسأل... من يهدد ثورة الشرفاء ؟