وعاد إلى طره
ترى بماذا يفكر الرئيس السابق ؟ هل مازال لايستوعب أنه تم الحكم عليه بالمؤبد لما اقترفه فى حق الأبرياء من أبناء الوطن هل يتمارض حتى يظل بالمستشفى العسكرى أطول وقت ممكن ، فالسجن هو السجن حتى لو كان يعالج فى مستشفاه ،
ماذا يدور بينه وبين إمراته عندما تهم بزيارته محملة بالأطعمة والملابس والمناديل الورقية ؟ كيف سيبرر لأحفاده الخجل الذى طالهم وجعل مستقبلهم أكثر سوادا بعدما لحق بهم عار الأجداد والآباء هل سيترك المهمة للتاريخ وسطوره التى لاتكذب ؟ ماذا يتبقى بعدما يفقد الإنسان إحترامه لذاته ؟ هل يمكن للمليارات والقصور أن تعيد راحة الضمير فينام الإنسان قرير العين ؟ أعتقد أن مبارك لايفكر أبدا وأن تلك الأسئلة التى أطرحها من المستحيل أن تدور بخلده ؟ فتلك الشخصية المريضة بداء التشبث بالرأى الذى يصل إلى حد العناد حتى لو لم تكن على صواب شخصية لاتصلح لإدارة أى مؤسسة صغيرة وليست دولة بحجم دولتنا العريقة ، يقول الأطباء النفسيون أن مبارك عاش فترة حكمه مغيبا عن الواقع معتقدا أن الشعب يعيش فى رخاء وبحبوحة من العيش لوجوده فى سدة الحكم ، وأن الثورة التى قامت ضد فساده ماكان لها أن تقوم وارتأى ان الشعب عديم الوفاء لايقدر عطائه وتضحياته ، وتناسى أنه من صنع حاجزا وساترا يفصله عن المصريين فعامله باحتقار واتهمه بكثرة الإنجاب التى تسببت فى فقره ومرضه ، كان يعتقد أن الشعب الجاهل سوف يستمر فى غض الطرف عن التزوير وسرقة مقدرات الوطن ، واستحواذ ثلة من المحيطين بجمال وسوزان على أراضى الدولة بأثمان بخسة ، تعود أن فى جينات المصريين ميزة خصها بهم الله ( الصبر على المحن ) ولديهم طول أناة فرضتها عليهم ( الأديان السمحة ) فهم بطبيعتهم شعب متدين بالفطرة يحاول جاهدا ان يخفف عن نفسه الأوجاع إما بالضحك أو السخرية من احواله بإطلاق النكات على نفسه ، حتى وصل الأمر بالمصريين أن جاوروا الموتى وهم أحياء ، وماأصعب أن ترافق القبور فتذهب عنك مباهج الحياة خاصة إذا كان لديك براعم صغيره آن لها أن تتفتح لتجد براءتها وقد أغتيلت بين الصراخ والعويل ومتشحى السواد ، تسبب مبارك فى إزدياد الفجوة العميقة التى قسمت الشعب إلى فريق شديد الثراء ينعم بوفرة الغذاء يتوسد الحرير ملاعقه من ذهب ،