عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وعاد إلى طره

ترى بماذا يفكر الرئيس السابق ؟ هل مازال لايستوعب أنه تم الحكم عليه بالمؤبد لما اقترفه فى حق الأبرياء من أبناء الوطن  هل يتمارض حتى يظل بالمستشفى العسكرى أطول وقت ممكن ، فالسجن هو السجن حتى لو  كان يعالج فى مستشفاه ،

ماذا يدور بينه وبين إمراته عندما تهم بزيارته محملة  بالأطعمة والملابس والمناديل الورقية ؟ كيف سيبرر لأحفاده الخجل الذى طالهم وجعل مستقبلهم أكثر سوادا بعدما لحق بهم عار الأجداد والآباء هل سيترك المهمة للتاريخ وسطوره التى لاتكذب ؟ ماذا يتبقى بعدما يفقد الإنسان إحترامه لذاته ؟ هل يمكن للمليارات والقصور أن تعيد راحة الضمير فينام الإنسان قرير العين ؟ أعتقد أن مبارك لايفكر أبدا وأن تلك الأسئلة التى أطرحها من المستحيل أن تدور بخلده ؟ فتلك الشخصية المريضة بداء التشبث بالرأى الذى يصل إلى حد العناد حتى لو لم تكن على صواب شخصية لاتصلح لإدارة أى مؤسسة صغيرة وليست دولة بحجم دولتنا العريقة ، يقول الأطباء النفسيون أن مبارك عاش فترة حكمه مغيبا عن الواقع  معتقدا أن الشعب يعيش فى رخاء وبحبوحة من العيش  لوجوده فى  سدة الحكم ، وأن الثورة التى قامت ضد فساده ماكان لها أن تقوم وارتأى ان الشعب عديم الوفاء لايقدر عطائه وتضحياته ، وتناسى أنه  من صنع حاجزا وساترا يفصله عن المصريين فعامله باحتقار واتهمه بكثرة الإنجاب التى تسببت فى فقره ومرضه ، كان يعتقد أن الشعب الجاهل سوف يستمر فى غض الطرف عن التزوير وسرقة مقدرات الوطن ، واستحواذ ثلة من المحيطين بجمال وسوزان على أراضى الدولة بأثمان بخسة ، تعود أن فى جينات المصريين ميزة خصها بهم الله ( الصبر على المحن ) ولديهم طول أناة فرضتها عليهم (  الأديان السمحة )  فهم بطبيعتهم شعب متدين بالفطرة يحاول جاهدا  ان يخفف عن نفسه الأوجاع إما بالضحك أو السخرية من احواله  بإطلاق النكات على نفسه ، حتى وصل الأمر بالمصريين أن جاوروا الموتى وهم أحياء ، وماأصعب أن ترافق القبور فتذهب عنك مباهج الحياة خاصة إذا  كان لديك براعم صغيره آن لها أن تتفتح لتجد براءتها وقد أغتيلت بين الصراخ والعويل ومتشحى السواد ، تسبب مبارك فى إزدياد الفجوة العميقة التى قسمت الشعب إلى فريق شديد الثراء ينعم بوفرة الغذاء يتوسد الحرير ملاعقه من ذهب ،

وفريق يجاور الكلاب الضالة يدور بين سلات المهملات وصناديق القمامة ينقبون عن كسرة خبز هنا أو هناك ، وربما بعض الزجاجات الفارغة يجمعونها للبيع فيما بعد علهم يتحصلون على مايسد رمقهم ، فى نفس الوقت الذى صدم الشعب في رئيسه صدمة مروعة عندما قامت الثورة بإزالة ورقة التوت المتبقية عن عائلة مبارك وكيف نهب أموال البسطاء ؟ فكون الثروات كأنه لن يموت أبدا ، أما من تعاطفوا معه فى بداية الثورة سرعان ماشعروا أنهم أخطأوا فى حق الوطن وفى حق أنفسهم عندما أولوا الثقة لمن لايستحق ، ثم دخل المستشفى لأن حالته حرجة للغاية ، وبعد ان  إستقرت حالته  أصدر النائب العام أوامره بإعادته إلى مستشفى سجن طره  ، لم تعد تلك الأخبار محل إهتمام الشعب ، نام على سريره ممدا بنظارته الشمسية تخفى عينيه فنحن نرى مابهما من إنكسار ، أو جلس على كرسى متحرك كل المواقف سواء ، قلت  فى إحدى مقالاتى عندما أذاع التليفزيون أن مبارك توفى إكلينيكيا وقال المذيع جاءنا هذا النبا العاجل ( توفى الرئيس السابق إنا لله وإنا إليه راجعون ) وماهى ساعات قليلة حتى دبت الروح فى جسده ، قلت ربما أراد الله ان يمد فى اجلك ويمنحك الفرصة لتعتذر للشعب عن إساءتك وتطلب منه الصفح خاصة ان ماتبقى من العمر لم يعد بالكثير ، لكنه لم يفعل ولم ينطق ببنت شفة ، ليظل دعاء أمهات الشهداء والمصابين ومن فقدوا نور العيون دعاء مرا فى كل صلاة خاصة مع حلول الشهر الكريم