متى نتخلص من فحيح الأفاعى ؟
من منا لم يتألم حزنا على طالب الهندسة الذى إغتالته يد الإجرام بمدينة السويس دون ذنب إقترفه سوى أنه وقف مع خطيبته يتبادلان أطراف الحديث فى وضح النهار ، مااستوقفنى فى هذا الحادث البشع وأثار حنقى هو شاهد العيان الذى كان يجلس على (الدكة الخشبية )
يطالع ما يفعل هؤلاء السفهاء بالشاب الأعزل وكيف طرحوه أرضا وتناوبوا عليه ضربا وركلا ثلاثة وحوش سولت لهم أنفسهم المريضة أنهم يقوّمون إعوجاجا يصلحون الكون فلم يهدأ لهم بالا إلا بعد أن غرسوا مطواة فى فخذه وظل ينزف حتى فاضت روحه فى المستشفى ، شاهد العيان لم يحرك ساكنا وكأن الأمر لايعنيه وظل جالسا يستنشق الهواء ، صراخ الفتاه لم يهز مشاعره وهى تهرع نحوه تطلب يد العون تستغيث ( إلحقنا ) كل مااستطاع أن يتفوه به وببرود يحسد عليه ( مالكيش دعوه ده الشيخ وليد) وكأن أى فعل يقوم به الشيخ وليد وصحبه من المجرمين مسموح حتى لو كان القتل والذبح ،كأن الشيخ وليد عين فى أحد الوظائف المرموقة ويؤدى واجبه ، وربما إرتأى أن المجرم على حق ، لذا لم يفكر للحظة أن يسرع الخطى نحوهم فنهرهم قبل وقوع الجريمة ، ربما وجدوا المتحدث رجلا مسنا فابتعدوا عن الشاب ، ربما سألهم ماالخطب ؟ فأجابوا أن الفتاة متبرجة ، أو لم يعد من اللائق منذ الآن أن تقف فتاة مع خطيبها أو زميل دراستها أو قريبها فى أى مكان حتى لو كانت الساعة السابعة مساء ، لن نسمح بل سنطبق كل مانراه صحيحا من وجهة نظرنا وسنظل على منهجنا حتى ينضبط الشارع وتلزم كل إمرأة بيتها فلا تبرحه إلا إذا وافتها المنية فتخرج مكفنة وإلى المقبرة ترقد بسلام إلى الأبد ، من المؤكد أن شاهد العيان يعرف مسبقا أنه لو تدخل قاصدا الخير فنصحهم كوالد أو كرجل كبيرالسن والمقام فلن يستمع إلى رأيه ، وأبدا لن يستطيع أن يثنيهم عن فعلتهم الشنعاء والتى لايقرها أى دين فجنّب الشاب إراقة دمه وهو البرئ ، ولذلك تركهم يجهزون عليه ولم يقل فى نفسه هذا الشاب مثل ( إبنى) والفتاة بمثابة ( إبنتى ) أراها ترتعد خوفا ورعبا ذات السبعة عشر ربيعا ،