رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السخرية من المرشحين لإضحاك المشاهدين !

موجات من العنف والغضب المكتوم باتت تخط ملامحها على قسماتنا نبراتنا صارت حادة صارخة ، لم تعد  المخالب والأنياب حكرا على  الجوارح والوحوش ، الكل يسير متهجما بل مستعرضا ولسان حاله يقول أنا هنا ،

الثورة جاءت لتلغى الفوارق لكنها فى الحقيقة ألغت التوقير والإحترام أيضا ، القلق والحذر الى حد الشك والريبة سمة تعاملات المصريين مع بعضهم الآن ، الغش والكذب  ، الغدر والخيانة ، الأنانية والتحقير من شأن الآخرين أصبح علامة مميزة ، ٍالتشدق والتملق للثورة والثوار ، للشهيد وأم الشهيد بات عنوان المرحلة ، تحولت مصر الى قصيدة مفككة كل بيت فيها لاعلاقة له بالبيت الذى يسبقه أو البيت الذى يلحقه ، ٍمكسورة الأوزان والقوافى مهلهلة ، الشارع يعج بالمؤمنين الموحدين بالله ( عز وجل ) إنما القلوب ظلام كما الأيام ، الوطن محاط بالتهديد والوعيد من أبنائه ، إنتخبنا ولم ننجح فى الإمتحان ، هناك ملحق وإلا الرسوب حتميا سنيعد الثورة ويضيع من عمر التضحيات عام ونصف العام ، الآن أرى مصر تتدثر بثوب الخوف من المجهول ، الفرقاء يدور بينهم حوار عقيم
-   أنا الرئيس القادم لمصر حالما أجلس على كرسى العرش بإذن الله لن أنساك ياصديقى أنت نائب لى ، الشعب يجمع على أنك المرشح التوافقى  فلن أبخسك حقك
-        وأنت ايضا نائب ثان لى ، أنت  ( واحد مننا  )  الكل عليك يجتمع
-   ربما أعيد النظر ليس أكيد أن أعين  قبطيا  نائبا للرئيس فأنتم  شركائنا منذ الآن ، لكن بشرط (واللى أوله شرطك آخره نور)  صوتكم لى
-   هذا كفر (نائب قبطى ) إنها نهاية العالم لن نقبل ، الأولى نحن الأغلبية أما الأقباط فيكفيهم شرف محاولة الإنضمام الى بعض الأحزاب ، دولة الخلافة قادمة لامحالة إذن لامحل لوجودهم بيننا ، والى الجزية يعودون
كنا نعتقد أننا شعب حضارى يعلى مصر فوق الرؤوس ، سوف نجنى ثمار ثورتنا معا  ، مصر نياط القلب مسكنها ، نبشرها بأنها حرة نقدس أرضها نحرسها بالأديان ، النيل يجرى فى الدماء والشمس تشرق للأجيال ، الآن تقسم على رؤوس الأشهاد ، قتلت الأحلام والشعب ممزق بين الإختيارين إما أن يتجرع الصبار ، أو يتوسد الأشواك ، كلما إقترب ميعاد الذهاب الى الصندوق ، خرج الجهلاء والحمقى يطالبون بحرق مصر فى مظاهرات عارمة تجوب مصر طولا وعرضا
والإعلا م يفرد مساحات عريضة  لبعض برامجه التى تسخر من المرشحين بطريقة فجه كأن يقدم أحد المذيعين (  فردة كاوتش ) للتلميح بالمرشح الإخوانى محمد مرسى ، وفى حلقة أخرى أحضر  بعض (الطائرات الصغيرة  ) من لعب الأطفال (وكرباج  ) كناية عن  أحمد شفيق  الطيار ، ثم يقلدهما كالبهلوان ، كالمهرج الذى يفتعل الحركات ويتطاول باللفظ ٍلينتزع الضحك عنوة   ، مشهد يحط من قيمة مايقدمه الإعلام ، من السهل أن تقدم وجهات النظر بموضوعية ورقى وإحترام  فما جدوى الإستهزاء بعقولنا فى تلك الفترة الحاسمة

نحن أحوج فيها للتوعية بأهمية المشاركة فى جولة الإعادة  ، أحوج الى رأى يبصر البسطاء بأهمية المشاركة أو المقاطعة  ، بأهمية إعادة عجلة الإنتاج فننطلق لإعادة خسائرنا المتلاحقة والتى باتت تهددنا فى لقمة العيش ، لاأرى أن إضحاك المشاهدين على كلا  المرشحين أمر طيب نثمنه للإعلام الذى أراه يعمد  تشتيت  أذهان المصريين الحائرين أساسا بين كلا المرشحين   برامج تدعو وتحرض على العنف  فهل يعقل  ان يطرح السؤال الآن على أنصار كل مرشح : فى حالة نجاح الخصم ماذا أنتم فاعلون ؟  هل ستستكينوا للنتيجة ؟ ويأتى الرد  : الميدان موجود سننزل ولن نعترف بالنتيجة  ، تحريض على الفوضى والتخريب ،لماذا لايقال فلنحتكم الى الصندوق تلك الديمقراطية التى بدأناها  من التحرير ، ألم يروا الخسائر تتوالى والإقتصاد فى انهيار ،  حتى بدا أن كل فريق هو الوحيد الذى يملك الحقيقة ، ٍوالشعب يشعر بأنه سوف يهوى فى الجب السحيق ، سوف يجنى البطش والخيبة ، تاهت النجوم عن المدار  ، ٍالقهر قادم ، تعطلت لغة الحوار الهادئ ،  نتبع شيطان الهوى وأعدائنا يراقبوننا عن كثب يتحينون اللحظة والعيون على سيناء تطالع كل شبر ، يتسابق الفرقاء فى الإنقضاض على المحروسة فى لحظة أعد لها جيدا منذ سنين والثورة المجيدة أتت بالفرصة للجميع من أجل خطف الوطن والجلوس على أنقاضه ، وطالما لم نجد من يختلف مع الآخر على برنامج للعدالة الإجتماعية وتوفير رغيف الخبر والبنزين ،  إذن نحن نسير بالعكس والفقراء لايعنيهم هذا الزخم الإعلامى السخيف ، بات مملا قميئا إهدارا للوقت والمال ، عقول المصريين باتت خاوية من هول مايبثه الإعلام من سموم ، وبرامج ضد إعمال العقل ، إنه حقا إعلام يستحق الرثاء
ثم يخرج علينا أحد المتشددين  يطالب بمنع مسرحية ( المشاغبين ) للفنان عادل إمام على إعتبار أنها تفسد الذوق العام ، وللحقيقة ليس هناك أبشع من المسرحية الهزلية التى تعيشها مصر الآن