السخرية من المرشحين لإضحاك المشاهدين !
موجات من العنف والغضب المكتوم باتت تخط ملامحها على قسماتنا نبراتنا صارت حادة صارخة ، لم تعد المخالب والأنياب حكرا على الجوارح والوحوش ، الكل يسير متهجما بل مستعرضا ولسان حاله يقول أنا هنا ،
الثورة جاءت لتلغى الفوارق لكنها فى الحقيقة ألغت التوقير والإحترام أيضا ، القلق والحذر الى حد الشك والريبة سمة تعاملات المصريين مع بعضهم الآن ، الغش والكذب ، الغدر والخيانة ، الأنانية والتحقير من شأن الآخرين أصبح علامة مميزة ، ٍالتشدق والتملق للثورة والثوار ، للشهيد وأم الشهيد بات عنوان المرحلة ، تحولت مصر الى قصيدة مفككة كل بيت فيها لاعلاقة له بالبيت الذى يسبقه أو البيت الذى يلحقه ، ٍمكسورة الأوزان والقوافى مهلهلة ، الشارع يعج بالمؤمنين الموحدين بالله ( عز وجل ) إنما القلوب ظلام كما الأيام ، الوطن محاط بالتهديد والوعيد من أبنائه ، إنتخبنا ولم ننجح فى الإمتحان ، هناك ملحق وإلا الرسوب حتميا سنيعد الثورة ويضيع من عمر التضحيات عام ونصف العام ، الآن أرى مصر تتدثر بثوب الخوف من المجهول ، الفرقاء يدور بينهم حوار عقيم
- أنا الرئيس القادم لمصر حالما أجلس على كرسى العرش بإذن الله لن أنساك ياصديقى أنت نائب لى ، الشعب يجمع على أنك المرشح التوافقى فلن أبخسك حقك
- وأنت ايضا نائب ثان لى ، أنت ( واحد مننا ) الكل عليك يجتمع
- ربما أعيد النظر ليس أكيد أن أعين قبطيا نائبا للرئيس فأنتم شركائنا منذ الآن ، لكن بشرط (واللى أوله شرطك آخره نور) صوتكم لى
- هذا كفر (نائب قبطى ) إنها نهاية العالم لن نقبل ، الأولى نحن الأغلبية أما الأقباط فيكفيهم شرف محاولة الإنضمام الى بعض الأحزاب ، دولة الخلافة قادمة لامحالة إذن لامحل لوجودهم بيننا ، والى الجزية يعودون
كنا نعتقد أننا شعب حضارى يعلى مصر فوق الرؤوس ، سوف نجنى ثمار ثورتنا معا ، مصر نياط القلب مسكنها ، نبشرها بأنها حرة نقدس أرضها نحرسها بالأديان ، النيل يجرى فى الدماء والشمس تشرق للأجيال ، الآن تقسم على رؤوس الأشهاد ، قتلت الأحلام والشعب ممزق بين الإختيارين إما أن يتجرع الصبار ، أو يتوسد الأشواك ، كلما إقترب ميعاد الذهاب الى الصندوق ، خرج الجهلاء والحمقى يطالبون بحرق مصر فى مظاهرات عارمة تجوب مصر طولا وعرضا
والإعلا م يفرد مساحات عريضة لبعض برامجه التى تسخر من المرشحين بطريقة فجه كأن يقدم أحد المذيعين ( فردة كاوتش ) للتلميح بالمرشح الإخوانى محمد مرسى ، وفى حلقة أخرى أحضر بعض (الطائرات الصغيرة ) من لعب الأطفال (وكرباج ) كناية عن أحمد شفيق الطيار ، ثم يقلدهما كالبهلوان ، كالمهرج الذى يفتعل الحركات ويتطاول باللفظ ٍلينتزع الضحك عنوة ، مشهد يحط من قيمة مايقدمه الإعلام ، من السهل أن تقدم وجهات النظر بموضوعية ورقى وإحترام فما جدوى الإستهزاء بعقولنا فى تلك الفترة الحاسمة
ثم يخرج علينا أحد المتشددين يطالب بمنع مسرحية ( المشاغبين ) للفنان عادل إمام على إعتبار أنها تفسد الذوق العام ، وللحقيقة ليس هناك أبشع من المسرحية الهزلية التى تعيشها مصر الآن