الصندوق الذى شق الصفوف !!
من أفسد الفرح ؟ عشقنا الصندوق الذى حقق الحلم ، فهل خذلنا ؟ فلن نعد منه نقترب ؟ هل الميدان سيكون الأقرب ؟ الصندوق البراق هل كان يخفى ستارا أسود ؟ فأتى بمرشحين قسما جموع المصريين الى كتليتين متضادتين بعد إنتخابات هى الأولى فى تاريخنا الطويل ، فأحتار أى منهما يختار ، فكم كان للأنظمة الفاشلة السبق فى الغش والتدليس ،
حمرة الخجل تذوب أمام التزوير المفضوح ، فريق يتكلم دون توقف يبكى على اللبن المسكوب ، يتخذ من الندم حليف ، يقول لو لم تتفتت الأصوات بين هذا وذاك لما وضعنا فى هذا الموقف العصيب ، لو كان الآداء جيدا للتيار الدينى لما عاداه عدد ليس بالقليل فصوتوا ضده عنادا وانتقاما ، وفريق أخرس الشفاه لاينبث ببنت شفة ، تائه لايعرف مصير أولاده وماسوف تخبئه الأيام ، تبدل حال المصريين الآن ، فمن سعادة غامرة لم تزر أفئدتنا منذ سنين ، الى خوف ورعب ، فالطرق جميعها تعج بالصخور والمنحنيات ، فضاع الخط المستقيم ، أيام معدودات ونذهب الى الصناديق من جديد ، والجيش والشرطة لايشق لآدائهما غبار فكانا بحق ونعم الكفاءة والحماية كعهدنا بمؤسساتنا الوطنية على مر العصور ، لكن الإقتراع فى الإعادة سوف يشوبه القلق ، بعض آخر قرر منذ اللحظة الأولى أنه مع الدولة الدينية والعودة الى عصر الخلافة ، أما حرية الرأى والتعبير فلم تعد بلا سقف حاشا لله ، الحلال والحرام سيتدخل بقوة فى كل عمل وربما تقصف الأقلام ونعود للريشة والكتابة على الجلد ، سوف تقيم الأعمال الإبداعية بأثر رجعى ، ربما نمحو نجيب محفوظ من التاريخ كروائى كبير تمحى من الأرشيف مسرحيات عادل إمام خاصة المشاغبين ، عادل إمام يرونه المسئول الوحيد عن تخلف الأمة ، مسئول عن الفقر والجهل ، مسئول عن القوانين التى تعيدنا الى دول العالم الرابع ، مسئول عن القوانين التى تفصل فى الشواطى وتسعى لتدثر أبو الهول وحوريات البحر وكل التماثيل بالشمع فلا سياحة ولا دخل للعاملين بهذا القطاع ، فليبحث كل منهم عن لقيمات تسد رمقه بأى وسيلة أخرى ، مسئول عن إقناعنا بأن صوت المرأة عورة ، ختانها والتحرش بها حق أصيل ، المرأة من ترتكب الإثم ، تسير سافرة الوجه والعينين فتلهى الرجل عن العمل والإنتاج ، فالعودة الى عصر الجوارى هو الحل الأمثل ، البيت مأواها أو تخرج مع محرم وتظل تتبعه ، بعض آخر حائر أمام الصندوق