وتظل الفرحة مشوبة بالقلق
ظل المصريون ساهرين حتى الصباح يتابعون ويتنقلون بين القنوات ، يتسمعون الى آراء المحللين السياسيين ، ترقب وحذر شديدين ، يهللون تارة وتخفق قلوبهم تارة أخر ى ، مفاجآت المؤشرات الأولية التى قفزت بحمدين صباحى ،
تلتها إخفاقات عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح ، أما تصدر مرشح الإخوان المسلمين فلم يكن مفاجأة ، فمعروف كيف تم الحشد الكبير ، أما الأقباط فلم يتفقوا على إسم بعينه والكنيسة لم تدعم أحدا حتى لاتتهم بتوجيه الناخبين ، فانقسمت الأصوات بين حمدين صباحى وأحمد شفيق وعمرو موسى ، الأقباط يتوقون للدولة المدنية التى تعلى قيم المواطنة ، فالتخوف من الحكم الدينى أصبح هاجس كل قبطى بعدما تعالت بعض الأصوات بعد الثورة تطالب بعودة الجزية ، وإقصاء الأقباط عن المناصب الحساسة ، وعدم جواز تهنئتهم فى المناسبات وكأنهم مجموعة من المرتزقة جاءوا ليستوطنوا على أرض المحروسة وليسوا شركاء فى هذه الأرض ، لكن المصريين إتفقوا وإجتمعوا على أن هذه الإنتخابات وللمرة الأولى منذ قرون تتم الى حد كبير دون تزوير ، وشادهنا كيف تم فرز الأصوات أمام الجميع على الهواء مباشرة أولا باول فى حضور مندوبين المرشحين ، فليس هناك شك فى أنه حدث عظيم يستحق الإشادة سيذكره التاريخ ، رغم التجاوزات المتكررة والتى كانت متوقعة لأننا لم نتخلص بعد من تراكمات السنين التى مازالت تدفعنا نحو فرض الرأى بطرق غير قانونية ، طرق يبذل من أجلها كل غال ، فالسكر والزيت واللحم والأرز وجبات متكاملة كيف يرفضها المرتشين ، والراشى لايخجل من دس العملات ذات الخمسين والمئة جنيه ، ومع إقتراب إغلاق الصناديق فإن الصوت الإضافى بإمكانه تبديل الموازين ، فتصبح المئتى والثلثمائة جنيه ذات قيمة ومعنى ، ولم لا طالما فليقسم الناخب على كتاب الله أن يفى بالوعد والقسم ألّا يخذل مرشحه حتى وإن لم يقتنع ، لكنه من السهل أيضا يأيضأن يقسم كذبا فيتسحوذ الناخب على العطية ثم يحنث باليمين ، فمن يقبل أن يبيع ضميره لاتنظر منه خيرا ، أمر مخجل حقا هو التنابذ بالألقاب بين المرشحين ، فعندما يتم التحقير من شأن أى مرشح من المؤكد أنه يفقد العديد من مؤيديه الذين يتعاطفون مع الخصم
كما حدث عندما رفعت الأحذيه أكثر من مرة فى وجه الفريق أحمد شفيق فى أسوان ، وعندما تقدم للإدلاء بصوته فى لجنته الإنتخابية تكالب عليه مجموعة من المواطنين وقاموا برشقه بالطوب والحجارة والأحذية أيضا ماأدى لكسب بعض التعاطف التى