رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تجشم عناء المشاركة لكن الله لم يمهله !

لم تمنع حرارة الجو أو الإزدحام الشديد الناخبين المسنين من النزول الى لجان التصويت وتجشم عناء الوقوف بالساعات فى الطوابير للإدلاء بأصواتهم ، فرأينا من يستند على عكازه ، من أحضر معه كرسيا صغيرا  ليجلس عند الضرورة إذا تكالبت عليه  آلام الركبة والمفاصل  ،

وهناك من إصطحب معه حفيده ليتبادل معه حوارا شيقا ،  يحكى له أن اليوم هو أسعد أيام حياته قاطبة  ، فالجد  الذى عاصر ثلاث رؤساء ، لم يفكر ولو مرة واحدة  فى الإدلاء بصوته ، لأن التزوير كان منهجا مطبقا  الغش كان سمة تلك العصور والنسبة المخادعة التى يخرجون بها على الشعب والتى تؤكد أن نسبة  99%  من الشعب  موافقون على التجديد للرئيس ،  كانت النتيجة المعلومة مسبقا مدعاة  للتندر والسخرية ، كنا لانملك إلا وأد الكلمات فى جوف الصبر ، نخرس الصوت خوفا من المجهول  ، ولايسعنا إلا تقديم أسمى آيات العرفان ورفع التهانى  والتبريكات الى صاحب المقام العالى نقول له  : أننا نشكر الله كثيرا أنك مازالت تحكمنا وتتحكم فى مستقبلنا حسبما يتراءى لك    (وبالروح وبالدم نفديك يارئيس ) أيا كان إسم الرئيس  ، أيا كان إستبداده وتسلطته حتى لو حكمنا بالحديد والنار فجعنا وظمئنا والنيل يجرى من حولنا ، حتى لو صادقنا الحيات والعقارب فى عشش الصفيح ، أو عقدنا صداقة بيننا وبين الموتى فى القبور ، ولم لا فالأحياء منا هم أيضا موتى بلا روح ، كان الرئيس مفروض علينا فى كل حين  ، حتى صوره فلتعلق فى المدارس والجامعات  ، فى الطرقات والميادين ، فى كل القاعات والمؤسسات ، فى قاعات الكنائس أيضا  كنوع من الولاء للحاكم ،  ندعو له فى نهاية القداسات بالعمر المديد مثلما  كنا ندعو لمصر والزرع والنيل ،  كنا نشكر الحاكم عندما يلهينا عن التخطيط لمصائرنا فيمنعنا من ممارسة الحرية ولانعرف معنى للديمقراطية ، فهل كنا لانرى مساوئا ؟  وهل حقا كنا موافقون راضون  ؟ بالطبع لا..... لكنه الخوف الذى يتغلغل فى أفئدتنا ، الرعب إن جاهرنا بمكنونات أنفسنا ، فكلنا يعلم نتيجة السير بالعكس ، جميعنا  نردد فيما بيننا ( خلينا جنب الحيط  )   و(عندنا عيال محتاجه نربيهم )  ، لو جاءت ( أمن الدولة ) وأنتزعت إبنى من حضنى فى الفجر  ، ولم يعد إبنى الى داره ، فليس من حقى أن أسأل عن مكانه ربما مصيرى يكون كمصيره ،  وربما أخذوا العائلة بأكملها عنوة ليمارسوا علينا كل أنواع الإذلال  والضغوط ، ومؤخرا تم إعداد مشروع التوريث لنظل بين المنحدر والهاوية

نجوب وادى الشقاء   كنا نخضع هكذا ياولدى ، إلى أن جاء اليوم العظيم ، وطالع  الآن كيف أصبحنا ؟  كم كنت أتوق لتلك اللحظة النادرة أعيشها قبل أن أسلمك الراية لتكمل الأحلام فالفرق بيننا كبير ، أجيالنا التى تقوقعت داخل ذواتها كانت تملك الإرادة لكن الأدوات كانت الريشة  والحمام الزاجل ، أما أنتم فكل وسائلكم عصرية ومتاحة ولولاها ماقامت ثورة الفيسبوك فبلمسة على النت تجمع الملايين فى شوارع المحروسة  ،  شباب الطهر الذين حلفوا بالنيل والتاريخ والدين أن يتركنا الظلم  ، وعدونا أن يظلون فى الميدان حتى يثأرون للشهداء والمصابين ، الآن وبعد أن مارست حريتى لأول مرة أستطيع أن أنام قرير العين مطمئن على مستقبل أحفادى ، اليوم أعلن عن وفاة احد الناخبين من كبار السن الذى سقط  بين الجموع فى إنتظار دوره ليدلى بدلوه ، كان متأكدا أن الصندوق هذه المرة ليس كأى صندوق ، فيه تكمن المفاجأة الكبرى ... من يكون الرئيس ؟ وكم كان فرحا سعيدا  ، لكن الموت غيبه قبل أن يحقق أمله وحلمه الكبير ، نقول لروحه الطاهرة أنت شاركت بالفعل فى هذا العرس يوم تحملت أوجاعك وتحاملت على نفسك وأنت تعانى ربما هبوط فى الدورة الدموية فى هذا الطقس الحار ، ربما إرتفع ضغط دمك أو أصابتك غيبوبة السكر ، فى جميع الحالات لانملك إلا ان نقول انه قضاء الله عز وجل ، عزاء لأسرتك وللوطن أنك لأول مرة تختار بعد أن فكرت  مليا لمن ستدلى بصوتك ؟  صوتك الذى صار أمانه فارتفعت قيمته بفعل ثورة يناير المجيدة ، فالشكر لله الذى منحك قبل تودع الحياة فرصة المشاركة والوقوف فى  طابور الحرية للجمهورية الثانية