ودق الجرس ليمحو سواد الأمس
ياوطنى ... اليوم خطانا تسابق الأشواق تشتعل حنينا لملاقاتك ، سوف نسير لأبعد المسافات ولن نقف حائرين ، تسبقنا ضمائرنا لنختار الرئيس القادم ، لأول مرة نعيش لحظة تقرير المصير فى إنتخابات لانعرف نتائجها مسبقا
سوف ننفض عن صخر الجدران غبار الحزن الذى أهيل علينا فى العهد البائد ، اليوم نطلق الكروان من السجن الى الفجر ، نفتح الأبواب للنسمات ، نسمع تغريد بلابل عصر الحرية ليغمر وجه مصر ، سوف نقرع أجراس القلعة إيذانا بقدوم الحرية ، لن نرتل لحن الخوف والإنكسار سنرفع هاماتنا نحن مصريون ، لنمارس عشق النوارس للبحار ، ننقش فى الصخر مجد الحضارة ، وبرغم الإعصار لن نيأس ، ستدق الساعة تعلن أن القادم أروع وأعظم ، اليوم نسير بخطوة الواثق نحو الديمقراطية ، يامصر كم تغنيت بك ولك أنشودة اللقاء ، حنانا ومأوى وظلا ، على ضفاف نيلك سنابل تلوح ، المصرى فارس مغوار إذا ثار حطم القهر ، عصف بالأفكار الرديئة ، عصف بظلام الأمس ، المصرى يملك أجنحة للظلال من قيظ الجهالة ، يئد فتن زرعتها جحافل الشر والغضب ، يزرع الآفاق ريحانا ، اليوم صيحة الحق ميلاد نصر ومجد ، ميلاد القصيدة ، يامصر لن يعد يدبر أمرك أقزام عشاق الزعمامة ، كم دنسوا محراب الوطن بالدخلاء والعملاء كم فقدوا الشموخ والإستقامة ، شبابنا العظيم كم موقف له فى الصمود أعاد لنا العزة والأصالة ، اليوم سيعود الحق للبسطاء ويكشف زيف أنصار الهزيمة والندامة ، هذا الشعب نبل وطيبة حلم إختيار الرئيس كم كان بعيدا ، اليوم يوم التحدى والتصدى والجراءة ، اليوم ينتهى عصر فقدنا فيه الكرامة حين أعادوا الأرض للإقطاع ، حين باعوا عين زرقاء اليمامة والمصانع فى قبضة التخصيص والعمال تعلوهم جهامة ، علمتنا الثورة بأن أبيض الزهر يتباهى به المرج وأن القادم دوما أفضل ، علمتنا أن أصيل الشجر فى اللحظات الحاسمة أمتن ، علمتنا ألا نحبط وأن الحاضر يولد من رحم قديم
صوتنا غال سوف نعطيه لمن يمثل مستقبلنا ومستقبل أبنائنا
( وطنى لو شغلت بالخلد عنه نازعتنى إليه فى الخلد نفسى )