رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أولويات البرلمان النيل أم شفيق ؟!

وكما أهمل شعبه وأفقره ، أهان كرامته وسلب حقه فى التعبير عن ذاته ، حرمه من حقه الدستورى ، المشاركة فى الحياة السياسية ، بعدما ألهاه باللهث وراء قوت يوميه ليتفرغ هو وسيدة القصر  للتوريث وتهريب المليارات ،

هكذا كان المخلوع رئيسا فاشلا ، لايستطيع أن يصنع مستقبلا مزدهرا لمصر والمصريين  ، لم يحدد أولوياته فتراجع دور أرض الكنانة بفعل مااقترفت يداه كل مأعادنا للوراء قرونا وقرونا  ، ترك كل الملفات الهامة ليضع مصلحة أمريكا وإسرائيل فى الصدارة  ، ملف تصدير الغاز كان يجرى على قدم وساق والشعب فى طوابير الذل والعار تقف بالساعات من أجل أنبوبة غاز ، العمولات من صفقات الأسلحة تعقد فى الخفاء ، إنشغل بتوافه الأمور وترك أهم الملفات قاطبة شريان حياتنا ملف " حوض النيل "  وإلى جانبه أهمل القضية الفلسطينية ، تناسى أيضا  السودان الشقيق فتكالبت عليه التدخلات الأجنبية التى سعت سعيا حثيثا الى تقسيمه وكان لها ماأرادت فانقسم الى دولتى الشمال والجنوب وكان التقسيم وبالا عليهم رغم الإستفتاء بنعم على تلك الخطوة ، أما نتيجة إهمال مبارك للقارة السمراء المكونة من 53 دولة منها  11 دولة عربية وعدم تدعيمه أواصر التعاون مع دول حوض النيل وهو ملف أمن قومى ، جعل إسرائيل تسرع الخطى نحو الإستيلاء على مياه المنبع والمصب  ، لأن أكثر مايهدد منطقة الشرق الأوسط فى المستقبل هو ( المياه ) ، ووجدت الصين أيضا أن الفرصة سانحة  وعرضت أفكارها من أجل إقامة المشروعات المائية الخاصة بتوليد الكهرباء والإستفادة من 16000  مليار متر مكعب من مياه الأمطار  وإحداث تنمية لتلك الدول الفقيرة  وبالتالى تستثمر وتحقق مكاسب إقتصادية عظيمة  ، ومما لاشك فيه إن هذا الإهمال المتعمد من مصر أوغر صدور دول حوض النيل ضد مصر التى تناست دورها المحورى وهى قلب إفريقية ، وبدأت هذه الدول  تتطلع لمصلحة شعوبها (  وهذا حقهم  ) لكن دون النظر لمدى تأثير ذلك على حصة مصر والتى تبلغ حوالى 55 مليون متر مكعب من مياه النيل ، كان مبارك ينظر دائما لأثيوبيا نظرة فوقية ،  فأهملها خاصة بعد الحادث الذى تعرض له أثناء زيارته لها ، كان يعتبر أثيوبيا أكثر الدول عداء لمصر لأنها باستطاعتها أن تهدد أمن مصر المائى ،  لكنه كان يفتقر الى الحكمة  ، لم يكن رجل دولة يعلى مصلحة مصر أولا ، لم يعمل من أجل الأجيال القادمة ، لم يسع لحلول موضوعية توافقية لاتجور على حق أى من تلك الدول ، لم يجدد الثقة ويفتح صفحة جديدة فى بناء علاقات قوية مع تلك الدول ونحن جزء لايتجزأ منها رغم أن دول المصب ( مصر والسودان ) وفقا للقانون الدولى وأحكام المحاكم الدولة تحظى بوضع متميز فى الأنهار الدولية .
لكننا لايمكننا أن نغفل الدور الوطنى الذى قام به  "قداسة البابا شنوده  " قبل إنتقاله الى الأمجاد السماوية فى الحفاظ على العلاقات الودية بين مصر ودول إفريقية خاصة دول حوض النيل مستغلا عمق العلاقة بين الكنائس الأرثوذكسية الأفريقية والكنيسة المصرية الأم ، فاستطاع بحكمته المعهوده أن يمنع أثيوبيا من تنفيذ إتفاق ( عنتيبى ) بشأن تقسيم مياه النيل وتأثير ذلك سلبيا على العلاقات بين البلدين ،  فهذا الإتفاق لو وضع حيز التنفيذ حتما سيقلل من حصة مصر فى مياه النيل ،  وقد يتسبب فى مشكلات ليست بين مصر وأثيوبيا فقط ، لكن بيننا  وبين الدول الإفريقية جمعاء ، وبعد رحيل البابا شنوده  من المؤكد أن البابا الجديد لن يقل وطنية ، وسوف يسير على نهجه فالبابا شنوده كان المعلم العاشق لمصريته  ، سيستمر فى هذا الجهد المنظم بالحوار والتعاون ، لأن النيل هذا المورد المائى العظيم هو مصدر تنمية ورخاء لدول حوض النيل دون تفرقة  ، ولن يكون مصدرا للتنازع والإنقسام ، ولا مانع من إستخدام ورقة الكنيسة الأرثوذكسية الأم من أجل مصر ، حسنا غاب مبارك وقامت الثورة ، لنعدل كافة الميزان ، ننقذ البلاد بوضع كافة الحلول حيز التنفيذ ، وإنقاذ مصر من حرب المياه ، مازال الملف يحتاج الى تدعيم كبير على المستوى الإقتصادى والإجتماعى والثقافى أيضا ،  بما يخدم مصالح شعوب قارة إفريقية ، ليت البرلمان المصرى يدرك حجم الخطر الذى يحاصرنا من كل الإتجاهات ويحاول إصلاح ماأفسده مبارك بإهماله أهم الملفات ( حوض النيل ) بدلا من التفرغ للملاسنات بينه وبين حكومة الجنزورى تارة ، بينه وبين أعضاء  الجمعية التأسيسة للدستور ، بينه وبين أعضاء المحكمة الدستورية العليا ، وتارة أخرى بينه وبين الفريق أحمد شفيق مرشح الرئاسة الذى سيحسم أمره صندوق الإنتخابات بعدما يقول الشعب كلمته .