المتحولون لايخجلون الإفك والتضليل
فى كل القنوات يوزعون الإبتسامات ، أساتذة وعباقرة فى الخداع لتطمئن الصدور أنهم الأوفياء للميدان ، من جلسوا على كل المقاعد فى العصر البائد عصر الطغيان ، هاهم الآن يرددون شعارات الثورة ، يطالبون بعودة المليارات المنهوبة الى الوطن ،
لايؤيدون الإعتصامات و قطع الطرق من منطلق الحرص على المصلحة العامة والخوف على البلد ، إنهم المتحولون بين عشية وضحاها فمن التأييد المطلق لمبارك وزمرته الى مباركة الخامس والعشرين من يناير التى يرون أنها كانت من بنات أفكارهم وكم خططوا لها بكتاباتهم شعرا ونثرا ، يتنقلون بين شاشات الفضائيات يوهمون الجموع أن نظرتهم الثاقبة جعلتهم يستشرفون الأحداث ، وكم ساهموا بأعمالهم المتفردة فى التغيير والتصدى للفساد ،هؤلاء الأفاقون المنتفعون يخادعون من ؟ يطلقون عليهم النخبة !! أى صفوة المجتمع من ذوى العلم والمثقفين ، لكن بعض غير قليل أساء للكثير ، المتحولون لم يشأ أى منهم إلا أن يضع مبارك وسوزان فى جملة مفيدة ، فى بدء ونهاية الخطاب وكأنهما أنزلا من السماء رحمة لمصر ، يسبحون بحمدهما فى الأعياد القومية للمحافظات ، فى إحتفالات العبور ، أعياد الطفولة ويوم اليتيم ، المناسبات الدينية والإنتخابات ، المتحولون كم تعدى نفاقهم الحدود وصار إقليميا كنفاق صدام الذى تسبب فى محو بلاد الرافيدن من خريطة العالم قالوا فى صدام كل مايرضى غروره ونزعاته الإجرامية وتعطشة للدم ، شبهوه بصلاح الدين الفارس المغوار الذى يقود جيشا من الأشاوس لايشق له غبار ، كم تملقوا مجنون ليبيا القذافى الذى سكن فى خيمة تطوقها النساء المدججات بالأنوثة وجعل من ليبيا أضحوكة بعدما أفقرها وسرق مليارات النفط ، وفى المقابل أسبغ هؤلاء الطغاة من النعم على الكاذبون الكثير من الهدايا ، المتحولون كم فاخروا بلقاء زعماء الإفك والتضليل مقابل تكريم هنا ودنانير هناك ، هذا الزيف الذى منح لهم على أنقاض الأبرياء ، وجماجم الرضع والصغار ، المتحولون الراقصون على كل الحبال ، أعرف منهم الكثير الذين ألقوا قصائد المدح للمخلوع ، قامت الثورة المجيدة فكانوا أول من أقام الإحتفالات والندوات بمناسبة شهرعلى الثورة ، مئة يوم على الثورة ، ثم عام على الثورة ، كم هرولوا لتكريم أمهات الشهداء والوقوف حدادا على أرواحهم فى كل لقاء ، ولامانع من نصرة القدس إذا دعا الأمر ، يلتحفون الكوفية الفلسطينية ويهرولون حيث يتجمع الداعون لتلك الوقفة
لو كان لهم دور لما أغلقوا كل النوافذ والأبواب وانغلقوا على ذواتهم إيمانا منهم بأهمية ( ألا أتواصل مع الغير ليظل فى إحتاج ) لاأنقل له معلومة أو خبرة تعينه على تفهم الأخطار التى سوف تحيق بنا إذا تحولنا الى الدولة الدينية ، لو كانوا مثقفين بحق لتخلوا عن أنانيتهم وخداعهم ووضعوا اللبنة الأولى فى الميدان ومن خلفهم كل الوطنيين الشرفاء ، لماذا تواروا عن الأنظار ، تقوقعوا يتابعون من بعيد يصرخون بعدما هدأت الأمور يتساءلون أين حرية الرأى والتعبير ؟ ويحضرنى موقفا مؤلما من أحد المدعين علما وثقافة وتحديدا بعد أحداث " ماسبيرو" الدامية عندما قال : لو كنت من أعضاء المجلس العسكرى لضربت الأقباط جميعا بالنار ومعروف أن حادث ماسبيرو إستشهد فيه عدد كبير من المصريين الأقباط
أى نخبة تلك التى تسكت دهرا ثم تنطق كفرا ، ألم يدر أنه يسعى بتلك الكلمات الى إشعال فتن أخرى نحن فى غنى عنها ،أم تلك الأحقاد الدفينة التى لاتفرق بين الجهلاء والمثقفين ؟ بين المعتدلين والمتشددين ؟ هؤلاء مرضى يعانون ضعفا فى الشخصية لا مبدأ لهم أو قيم تحدد هويتهم
الآن يقبعون فى وضع الإستعداد جاهزون لتملق الرئيس الجديد