عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المتحولون لايخجلون الإفك والتضليل

فى كل القنوات يوزعون الإبتسامات ، أساتذة وعباقرة فى الخداع لتطمئن الصدور أنهم الأوفياء للميدان ، من جلسوا على كل المقاعد فى العصر البائد عصر الطغيان ، هاهم الآن يرددون شعارات الثورة ، يطالبون بعودة المليارات المنهوبة  الى الوطن ،

لايؤيدون الإعتصامات و قطع الطرق من منطلق الحرص على المصلحة العامة والخوف على البلد ، إنهم المتحولون بين عشية وضحاها فمن التأييد المطلق لمبارك وزمرته الى مباركة الخامس والعشرين من يناير التى يرون أنها كانت من بنات أفكارهم وكم خططوا لها بكتاباتهم شعرا ونثرا ، يتنقلون بين شاشات الفضائيات يوهمون الجموع أن نظرتهم الثاقبة جعلتهم يستشرفون الأحداث ، وكم ساهموا بأعمالهم المتفردة فى التغيير والتصدى للفساد ،هؤلاء الأفاقون المنتفعون يخادعون من ؟ يطلقون عليهم النخبة  !! أى صفوة المجتمع من ذوى العلم والمثقفين ، لكن بعض غير قليل أساء للكثير ، المتحولون لم يشأ أى منهم إلا أن يضع مبارك وسوزان  فى جملة مفيدة ، فى بدء ونهاية الخطاب وكأنهما أنزلا من السماء رحمة لمصر ، يسبحون بحمدهما فى الأعياد القومية للمحافظات ، فى إحتفالات العبور ، أعياد الطفولة ويوم اليتيم ، المناسبات الدينية والإنتخابات ، المتحولون  كم تعدى نفاقهم الحدود وصار إقليميا كنفاق صدام الذى تسبب فى محو  بلاد الرافيدن  من خريطة العالم قالوا  فى صدام كل مايرضى غروره ونزعاته الإجرامية وتعطشة للدم ، شبهوه بصلاح الدين الفارس المغوار الذى يقود جيشا من الأشاوس لايشق له غبار ، كم تملقوا مجنون ليبيا القذافى  الذى سكن فى خيمة تطوقها النساء المدججات بالأنوثة  وجعل من ليبيا أضحوكة بعدما أفقرها وسرق مليارات النفط ، وفى المقابل أسبغ هؤلاء الطغاة من النعم على الكاذبون الكثير من الهدايا ، المتحولون كم فاخروا بلقاء زعماء الإفك والتضليل مقابل تكريم هنا ودنانير هناك ، هذا الزيف  الذى منح لهم على أنقاض الأبرياء ، وجماجم الرضع والصغار ، المتحولون الراقصون على كل الحبال ، أعرف منهم الكثير الذين ألقوا قصائد المدح للمخلوع ، قامت الثورة المجيدة فكانوا أول من أقام الإحتفالات والندوات بمناسبة  شهرعلى الثورة  ، مئة يوم على الثورة ، ثم عام على الثورة ، كم هرولوا لتكريم أمهات الشهداء والوقوف حدادا على أرواحهم فى كل لقاء ، ولامانع من نصرة القدس إذا دعا الأمر ، يلتحفون الكوفية الفلسطينية ويهرولون حيث يتجمع الداعون لتلك الوقفة

، ليتكرر المشهد مع نصرة أشقائنا السوريين ، هؤلاء على أهبة الإستعداد للوقفات الإحتجاجية ، لايستطعون سوى التشدق بالكلمات وترديد الجمل الرنانة التى تحولت الى كلمات جوفاء ، وسؤال يفرض نفسه كم عدد الشهداء من النخبة والمثقفين ؟ كم عدد الذين خاطبوا عقول البسطاء فأثروا على وعيهم ليختاروا أعضاء برلمان يمثلهم  بعد الثورة أفضل مما نراه  ؟
لو كان لهم دور لما أغلقوا كل النوافذ والأبواب وانغلقوا على ذواتهم إيمانا منهم بأهمية (  ألا أتواصل مع الغير ليظل فى إحتاج  )  لاأنقل له معلومة أو خبرة تعينه على تفهم الأخطار التى سوف تحيق بنا إذا تحولنا الى الدولة الدينية ،  لو كانوا مثقفين بحق لتخلوا عن أنانيتهم وخداعهم ووضعوا اللبنة الأولى فى الميدان ومن خلفهم كل الوطنيين الشرفاء ، لماذا تواروا عن الأنظار ، تقوقعوا يتابعون من بعيد يصرخون بعدما هدأت الأمور يتساءلون  أين حرية الرأى والتعبير  ؟ ويحضرنى موقفا مؤلما من أحد المدعين علما وثقافة وتحديدا بعد أحداث " ماسبيرو" الدامية عندما قال :  لو كنت من أعضاء المجلس العسكرى لضربت الأقباط جميعا بالنار ومعروف أن حادث ماسبيرو إستشهد فيه عدد كبير من المصريين الأقباط
أى نخبة تلك التى تسكت دهرا ثم تنطق كفرا ، ألم يدر أنه يسعى بتلك الكلمات الى إشعال فتن أخرى نحن فى غنى عنها  ،أم تلك الأحقاد الدفينة التى لاتفرق بين الجهلاء والمثقفين ؟  بين المعتدلين والمتشددين ؟ هؤلاء مرضى  يعانون ضعفا فى الشخصية لا مبدأ لهم أو قيم تحدد هويتهم
الآن يقبعون فى وضع الإستعداد جاهزون لتملق الرئيس الجديد