ياسيدتى....أنا مصر
من المشاهد المألوفة لدينا وجود عدد من أفراد الأمن أمام كل كنيسة وكل دير فى كل أنحاء مصر حماية للمصلين ، أما فى الأعياد والمناسبات الدينية فهناك قوات إضافية تعضدهم مكونة من بعض الضباط ذوى الرتب الكبيرة وعلى مقربة تقف عربة الإطفاء فى وضع الإستعداد ،
تحسبا لأى طارئ ، فربما يتهجم بعض المتعصبين المتطرفين على أحد المصلين أو تتعرض الكنيسة لإعتداء أو تفجير ، ومع كل قداس أجد أنه من الواجب على أن ألقى بالتحية وتقديم الشكر لهؤلاء الجنود الذين يحرسون دور عبادتنا ساهرين لتأميننا طوال هذه السنوات ، أما بعد أحداث العباسية المؤلمة والتطاول على قوات الجيش العظيم وقبلها على الشرطة ، شعرت بأنه لم يعد من اللائق الإستهانة بمشاعر هؤلاء الجنود والنيل من قدرهم خاصة مع سقوط العديد من الشهداء وفى زيارتى لمدينة المنصورة مدينة النضال مسقط رأسى مررت بالكنيسة لأجدنى أتوقف لأتجاذب أطراف الحوار مع جنديين حاملين سلاحيهما ليس لهما علاقة بهذا مسلم وهذا مسيحى ، يقفان من منطلق مصريين يؤديان واجبهما
قلت : نقدر تعبكم ( خلوا بالكم من مصر )
ليرد أحدهما على الفور : ياسيدتى أنا مصر ، كان الرد أبلغ من أى حديث ، أبلغ من الشعارات والهتافات السلبية التى يطلقها الكارهون للنيل والوطن
( أنا مصر ) أثلجت صدرى وجعلت دموعى تسقط على وجنتى رغما عنى قالها دون تفكير، دون إبطاء، وقفذت إلى ذهنى ...سأجعلها عنوان قصيدتى الجديدة ، هذا الجندى البسيط يضع مصر نصب عينيه ، يؤمن بدورة فى الزود عنها ، وهو على إستعداد للفداء ونيل الشهادة إذا لزم الأمر
هكذا أبناؤنا من جنود الجيش والشرطة تضحية وفداء ، إيمان راسخ يتغلغل فى الدماء فمصر فوق الجميع ، ويذهلنى بعض ممن أطلقوا على أنفسهم ثوار وهم بعيدين كل البعد عن أخلاق الميدان ، وتناسوا أن الحرية التى نادى بها الشعب كله فى يناير العظيم لاتعنى الإنفلات ومخاطبة الكبار دون ألقاب ودون إحترام وتقدير ، أتعجب من شابة تتدعى أنها من النشطاء السياسيين وفى كل لقاء لاتشعر بالفرح والزهو إلا بالسخرية من القوات المسلحة لاتتحرج وهى تخاطب قائدها العام " بطنطاوى " فأى أخلاق وتهذيب للتى تزيل الحواجز فتنادى الأكبر سنا ومقاما باسمه
لكن تظل أمنياتى أن أزور دور عبادتى وقد إرتحلت قوات الشرطة عن أبوابها
لتحمى أماكن أخرى أكثر إحتياجا ، حلمنا الآن أن يسود الأمن والأمان