عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عودة الصندوق الأسود

نشرت إحدى الصحف صورة رجل الأعمال الملياردير  الهارب حسين سالم ونجله وهما يجلسان داخل طائرتهما الخاصة ، أما المثير للإستفزاز طريقة جلوسهما واضعين ساقا فوق ساق ، مبتسمين مصوبين أحذيتهما فى وجه كل من يطالعهما ، وكأنهما يتحديان المصريين والثوار تحديدا

فى الوقت الذى مازالت حالات الإنتحار بين الشباب لم تتوقف بفعل البطالة والفقر ، الشباب الذى ضاقت به الأيام وهو ينقب عن وظيفة تكفيه ذل السؤال  شباب تخرج فى الكليات المرموقة مما إضطر بعضهم للقبول فى بعض الأعمال المتدنية بالنسبة لما حصلوا عليه  من علم كبائعين للصحف ، أو العمل كسائقين  أو حراس عقارات  
حسين سالم الصديق الحميم للمخلوع  يملك من الأسرار والخبايا الكثير ، قدرت ثروته بما يتجاوز  350  مليار دولار أى ما يتعدى ميزانية دولة فى عام كامل ، حسين سالم بدأ حياته موظفا بسيطا فى صندوق دعم الغزل  يتقاضى راتبا شهريا لايتعدى 18 جنيه ، ثم التحق بسلاح الطيران ومن هنا جاءت صداقته لمبارك  فجمعتهما صداقة وطيدة
من المعلوم أن حسين سالم قد وقع على عقد تصدير الغاز لإسرائيل ويمتلك 65  %  من أسهمها
أما خليج نعمة فى شرم الشيخ فيكاد يسيطر عليه كاملا  ، ولم يفته أن يقدم لولى نعمته قصرا منيفا صمم وجهز على أحث الطرز العالمية ، واستطاع بعد الثورة وبدهاء الثعالب أن يهرّب ( المليار ونصف ) من  الدولارات خارج مصر وتحديدا سويسرا ، فكيف إستطاع تهريب كل هذه السيولة ومن ساعده لتقلع طائرته  الخاصة من مطار القاهرة محملا بما ليس من حقه ،  قوت المصريين فى الوقت الذى كان الميدان يرتوى من دماء الشهداء الأبرار ، وكم فقئت العيون وفقد الكثير من الشباب ، لينعم اللصوص عديمى الشرف والكرامة بخير مصر هم وأبنائهم والمستفيدين من الفلول الذين مازالوا يلعبون فى الخفاء من أجل إجهاض الثورة المباركة ، كانت ومازلت  لهم اليد الطولى فى كل الأحداث الدامية فى كل من ماسبيرو ومحمد محمود ، مجلس الوزراء  والعباسية وأحداث بورسعيد الدامية
لولا رأس الحية مبارك لما إستطاع  حسين سالم أن ينهب  مقدرات الوطن ، فكان ينام قرير العين هانئا والفقراء فى القبور والعشوائيات يلهثون خلف مأوى يضمهم كم صادقوا الثعابين والفئران والحشرات كم حصدت أرواح ذويههم ، أما طعامهم فكان من صناديق القمامة وهم يفترشون الأرصفة تشاركهم القطط والكلاب 
لولا مساندة مبارك ... لماخطط حسين سالم بعدما عرف الدهاليز والأسرار ولما استطاع خداع أسبانيا ليحصل على الجنسية بطرق

غير مشروعة ، فقد أخفى عنهم أنه مازال يحمل الجنسية المصرية  واستخدم جواز سفره المصرى والقانون الأسبانى يشترط التنازل عن الجنسية الأصلية
ولأنه مزور وارتكب العديد من جرائم الرشوة وغسيل الأموال  وافقت المحكمة الأسبانية على طلب السلطات المصرية بتسليمه ونجليه للتحقيق معه فى هذه الإتهامات ، فهل سيفتح الصندوق ويشرح كيف كوّن ثروته الرهيبة وكم هى حجم  ثروات  مبارك وأسرته  ؟؟وهو الذى أنكر جميع التهم التى وجهت إليه حينما نطق فى القفص كلمته الأولى والأخيرة ( كل هذه الإتهامات أنكرها جميعا )
لو كان حسين سالم مصريا نبيلا لما إقترفت يداه هذا الإثم ولو قال أنه بدأ عصاميا وأن المليارات هبطت عليه بفضل ذكائه وحسن إختياره لمشاريعه ذات الكسب المرتفع ، وأن هذا الثراء نتاج تعب وجهد
لو كان شريفا لما هرب ، وتخلى عن صديقه لينعم وحده  بما سرق
لو كان شريفا لأعاد مانهبه الى خزانة الدولة ، لتاب وكفّر عن ذنوبه واعترف بآثامه ربما الله يغفر 
لكنه أبدا لم يكن ، لكن عين الله ساهرة لاتغمض ، غدا وليس ببعيد سيعود من أسبانيا مع إبنيه يواجه العدالة فى مصر ، ربما أفصح عما حار فيه القضاء فلم نعد نفهم الكثير من الألغاز ومن وراءها
سيفتح الصندوق الأسود ، ربما يبوح بسر المخلوع الراقد على سريره يطالع كل عين تدعو عليه ألا يحسن خاتمته ، المخلوع الذى لو امتلك ذرة من كرامة لانتحر ، سيعود حسين سالم مهيض الجناح منكس الرأس فلن يهرب من العدالة طويلا ، وأعتقد أنه لن يستطيع بعد ذلك أن يرفع عينه أو يضع ساقا فوق ساق وحذائه فى وجه البشر