رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماذا حدث فى الشخصية المصرية ؟

النفس مصطلح يتصارع فيه الوضوح والغموض فقد لانحتاج له تفسيرا ، وقد نتجادل فيه طوال أعمارنا ومسارب أفكارنا ، فمنذ القدم تعرض فلاسفة اليونان للنفس هل هى الروح أم العقل أم الإدراك ؟  أم غير ذلك

وفى القرآن الكريم تذكر النفس على أنها الإنسان ذاته كما  فى قوله تعالى :  ( ونفس وماسواها )
وقوله أيضا ( كل نفس ذائقة الموت ) ولكن ابن سينا ألف قصيدة عينية مشهورة مطلعها ( هبطت إليك من المحمل الأرفع )
ويعنى النفس وقد أثرت هذه القصيدة تأثيرا بليغا عند شعراء وفلاسفة كثيرين
فإذا تمعنا فى السلوك الإنسانى ،  وحالة الهياج والإنفلات التى نشاهدها فى أيامنا الراهنة لدى كثير من أصحاب النزعات والنزوات من المستغرقين فى التطرف الدينى الى الهائمين فى التطرف السلوكى وحتى الأحداث الفاجعة التى تدمى قلوبنا بين يوم وآخر ، والشباب الذين يقتلون آباءهم والأبناء الذين يدمرون أسرهم
وقبل أن نسأل هل حدث  تغير فى الشخصية المصرية  أم لا ؟ وأول تحفظ علمى أنه لايوجد إتفاق علمى على أن كل أمة لها شخصية مميزة
لكن بشكل عام يوجد إنطباعات أو ملامح عامة ، وكما قال " جمال حمدان"
واتفق معه أن تاريخنا الطويل على مدى آلاف السنين حدد الى حد  كبير شخصية مصر ...حددتها الجغرافيا فنحن عبارة عن شريط ضيق حول نهر النيل والباقى صحراء فالمصريون يعيشون على 4 % من مساحة مصر
ومن يحكم مصر هو الذى يتحكم فى توزيع المياه فنحن بلد زراعى الحكومة مركزية منذ عهد الملك مينا والعمل الأساسى هو الفلاحة
وطبيعة الزراعة ليس فيها تحد للطبيعة ومن هنا تتسم الشخصية المصرية بالود والسلاسة وقدر من الطاعة والإنصياع ولأن الحكومة مركزية أصبح هناك خوف من السلطة التى تجبره على إطاعة الأوامر والإستسلام
وفى عهد محمد على كان الحاكم أجنبيا وعانى الشعب على مدى التاريخ القهر والإستغلال
وفى العصر الحديث بعد ثورة يوليو حكما العسكر وهو حكم مشابه لحكم المماليك
ومع التغير الذى حدث فى المستوى المحلى والإقليمى والعالمى تغيرت الشخصية المصرية قليلا ،  ولكنى أرى أنه خلال الثلاثين عاما الماضية مع الإنفتاح ففى فترة حكم عبد الناصر وماقبلها كانت الدولة تقوم

بدور الراعى المسئول عن التعليم والوظائف والسكن فهناك قدر من الإمتنان للدولة لأنها تلعب دورها وترعانا ثم ظهر التحول الرأسمالى فالأغنياء يزدادون غتى والفقراء يزدادون فقرا
وبالتالى عشنا هذه الحالة منذ عام 1974 ومازال حتى الآن ولاننكر أنه حدث تطور هائل فى مصر فى البنية الأساسية
ولكن الثورة تركزت فى أيدى عدة أشخاص وأصبح من يملك الثروة يحكم أيضا وأصبحت الصورة سيئة فالمصرى هو نتاج الظروف
حدث التغير أيضا بسبب موسم الهجرة الى دول النفط فتحول الإسلام الوسطى الذى يقول أن الدين هو المعاملة الى شكليات بالإضافة للتفرقة بين المسلمين والأقباط مما أحدث شرخا فى النسيج الإجتماعى المصرى
ومع انتشار التدين الظاهرى إنتشرت الخرافة والشعوذة التى يهرب الناس اليها من قسوة الواقع والإحساس بقلة الحيلة
وخطورة ذلك هو البعد عن التفكير العلمى الذى أراه الطريق الوحيد لإصلاح أمورنا وليس عيبا أن يكون لدينا مشاكل ولكن المأساة
لو ظلت المشاكل دون أن نتعرف عليها بدقة ونشخصها تشخيصا سليما ثم نضع الخطط للخروج من الأزمة
أيضا التعليم المتدنى والثقافة الهابطة وأجهزة الإعلام التى كانت بوقا للدولة
لم يعد هناك مصداقية للإلام فى ضمير المجتمع المصرى
ونحن الآن نعيش بتعبير الشاعر " أحمد فؤاد نجم " حينما يقول " هى العشة أم القصر "
ليس هناك مشروع قومى نلتف حوله وجوهر الديمقراطية ليست الإنتخابات ولكن إحساس المواطن أنه شريك فى صنع القرار
هناك هامش من حرية التعبير أكثر من الأول لكننا اكتفينا بذلك