عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رفع الأحذية شعار المرحلة

مشاهد تنطق بالمواجع الرابضة فى الروح ،  كنصل لايبرح أن يفارق كل وطنى على أرض مصر ،  يفجر كل المشاعر وتعجز الكلمات عن وصفه
لايمكننا أن نغض الطرف عن عمل يهين حضارتنا ،  يسئ الى وجودنا كشعب له جذور وأصول ومدعاة للفخر
عندما قامت ثورة يناير المجيدة ، من أجل إستعادة الكرامة والحرية رفعت اللافتات تطالب بالرحيل لكل من ظن أن المصرى خانمغلوب على أمره

شاهدنا المتظاهرون يرفعون الأحذية  فى وجه المخلوع وأقرانه من اللصوص كانت النار تتأجج فى الضلوع من كبت وفقر وجوع ، الشعب إنتفض يلعن أيام حكمه المستبد
صورتنا كاميرات العالم الذى إلتمس لنا الأعذار ، شاركنا ونهض يؤيد خطوتنا
لكن المفزع والمخجل حقا أنا بتنا لانعرف فى وجه من نرفع الحذاء  ؟
صار رفع الحذاء من أولويات التظاهر والإحتجاج ، والسؤال هل يليق بنا رفع النعال أمام السفارة السعودية والتلفظ بالعبارات البذيئة  المسيئة للقائمين على حكم المملكة ملكا وشعبا ؟
لاننكر مايتعرض له المصريون فى بلاد النفط نتيجة العمل بنظام الكفيل ، فالكل يعلم حجم المعاناة والإستغلال ، لكننا وبعد التطاول الذى تعدى الحدود وقرار المملكة بسحب السفير ، عدنا لنشجب ونعتذر ثم هرولنا  لذات المكان نرفع الشعارات ( مصر والسعودية يد واحدة ) و( السفير لازم يعود )
وطار الى المملكة وفد من مجلس الشعب والحكومة ورؤساء الأحزاب لرأب الصدع الذى وصل مداه بفعل السباب والأحذية
هرعنا للإسترضاء والتكفير عن أخطائنا ، ولسان حال المملكة يقول :
العفو عند المقدرة ، أشعر بالخجل بل بالإهانة عندما يخرج علينا المسؤولون فى الفضائيات ، يفندون أهمية المملكة بالنسبة لمصر خاصة فى هذا التوقيت الذى نحن أحوج فيه للدعم ، كما أنه علينا ألا ننسى العمالة التى بلغت ثلاثة ملايين مصرى يعولون على الأقل خمسة عشر مليونا آخرين
وأمس كادت تحدث مشادة على الهواء لأن فريقا ينسب لنفسه فكرة السفر الى السعودية وتقديم عميق الأسف ، وفريق آخر ينسب لنفسه إصلاح ماأفسدناه بتهورنا  بحكم علاقاته الجيدة مع

الأمراء فالمصالحة  كانت من صنيعته
فإذا كنا بحاجه إلى الأشقاء وإعتذارنا عن الخطأ من شيم  الكبار  ، فكان من الأجدى مداواة الجراح فى بدايتها حتى لاتتفاقم الأمور فنسرع الخطى لإبداء الندم ، مصر أكبر من ذلك بكثير
وبما أننا لاننكر إحتياجنا إليهم ، فهم أيضا بدوننا بلا وزن ، مصر حصن الأمان للعرب جميعا ، وهاهم ستة مصريين يهوون صرعى إثر سقوطهم فى منور عقار وكانوا يعملون فى شركة للسباكة والصرف الصحى وجارى شحن جثثهم الى الوطن الذى ضاق بهم ولم يوفر لهم سبل العيش الكريم 
فودعوا الأهل وفلذات الأكباد من أجل الريالات التى تمنعهم من ذل الحاجة والعوز
لولا المصريين الذى لايتأففوا من الأعمال الشاقة فى مناخ قاتل لما قامت صروحهم التى يتباهون بها
ألوم على المتهورين  ذات الفعل المشين أمام وزارة الدفاع أيضا  ، رفع الأحذية فى وجه جيشنا الباسل  تصرف ينم عن إحتقارنا لذواتنا،  وعدم إحترامنا وتقديرنا لمكانة مصرنا 
فهل أطاحت الثورة بأخلاقنا فلم نعد نفرق بين الأشياء لاالمكان ولاالزمان ؟ فقدنا الإتزان ولم نعد نعرف على من نطلق الشعارات ؟
نحتاج لضبط الإيقاع عند الغضب ، نحتاج للحكمة وطول الأناة ، فلو كنا على حق وتناسينا تعاليم الأديان سيتخلى عنا الأصدقاء ، سنحصد كراهية الأمم خاصة المتربصين بنا  ، كفانا  استعداء ، حتى لانضطر للإعتذار