رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من أجل ماذا نحترق ؟

كل هذا الدمار ؟ كل هذا الخراب ؟ أهانت الدماء  إلى هذا الحد فسالت فى كل الميادين  ؟ من أين لهؤلاءالبلطجية  بالسلاح الآلى ، القنابل والزجاجات الحارقة  ليهددون أمن وسلام المارة ، والسكان فى البيوت ؟

كيف تسيل دماء المصريين بيد مصريين ، من استطاع أن ينحر أخاه بسكين بارد دون أن يرف له جفن ؟
إنها المصالح الشخصية  ،التيارات التى هددت بحرق الوطن  إذا تم استبعاد الشيخ أبو اسماعيل من انتخابات الرئاسة والذى قال لن أكون مسئولا عما سيحدث فى الشارع المصرى ، وكأنه يحرض أنصاره  بطريق غير مباشر على الفوضى كنوع من الإنتقام
من أجل ماذا تعطيل الدراسة بجامعة عين شمس والطلاب على أبواب الإمتحانات ، السكان فى منطقة العباسية والمناطق المجاورة تستغيث وتئن من الهلع ، من أجل ماذا يفقد عدد كبير من الذين يعيشون باليومية قوت أبنائهم بعدما  قيدت حريتهم  ، واضطروا للجلوس فى بيوتهم يتضورون جوعا وخوفا ؟
المشهد ينبئ بالخطر ، أعاد لنا كوارث ماسبيرو ومجلس الوزراء ومحمد محمود ومعركة الجمل وأحداث بورسعيد
كنا على بعد خطوات من الإستقرار ، والأيام تمضى مسرعة ، وماتبقى لايتطلب كل هذه الضجة وتسليم للسلطة فى التو واللحظة ، المعتصمون لايجيدون التعامل مع الواقع ، ومرشحو الرئاسة لم يتخذوا الخطوات الإيجابية ، فمنهم من علق حملته الإنتخابية إعتراضا على الأحداث المتواترة ، ومنهم من يتشدق علينا بالكلام النظرى دون تطبيق عملى
فما المانع من تجميع كل القوى والتيارات السياسية الفاعلة ، والعقول الحكيمة أن تدعو المعتصمين الى التظاهر فى التحرير وليرفعوا مطالبهم دون تخريب  ودون إعطاء الفرصة للمندسين بإشعال الحرائق وقتل الأبرياء الى جوار وزارة الدفاع الحصن الوحيد المتبقى لنا
الفوضى الآن هى شعار المرحلة ، الكل يتطاول على المجلس العسكرى ، على القضاة ، على المرشحين ، على الأحزاب  ،على المعتصمين ،  فمن القاتل ومن القتيل
البعض يسعى جاهدا من أجل إسقاط مصر وتدميرها بحرب أهلية لاتبقى على أخضر أو يابس ، لنتحول بين ليلة وضحاها الى عراق آخر ، عراق سقط من خريطة العالم بعدما تم تدميره حضاريا وتاريخيا وأمنيا وصار مرتعا للإرهاب
عاث فيه الإحتلال فسادا بعدما استولى على كامل ثرواته من النفط
لاننكر أن ثورتنا المجيدة مرت بمنعطفات عدة ، لاننكر أن هناك أخطاء وقعنا فيها ، أو أوقعنا فيها القائمون على حكم البلاد 
لكن الثائرون فى الميدان الذين ماأن سقط رأس النظام ، راحوا يهللون ويرقصون وكأن الأمانى تحققت، لم يتنبهوا الى ضرورة الإتفاف تحت راية حزب واحد يجتمعون فيه على كلمة سواء ،
وكانت النتيجة  قفز التيارات الدينية على الثورة الطاهرة  التى استشهد فيها خيرة شباب مصر لتحصد ثمارها وتفرض وجودها بكل السبل
أخطا المجلس العسكرى الذى لم يضع فى أولوياته الدستور أولا ، وجعلنا نهبا للتعديلات الدستورية ، بتحالفه مع التيارات الدينية التى  ماأن لبثت تحقق مآربها بالحصول على جل مقاعد البرلمان ، حتى إنقلبت على المجلس العسكرى الذى بدا يعوق مخططها  للإستحواذ على الوطن بأكمله
أخطاء مشتركة من الطرفين وأجندات لم يعد متفق عليها ، البرلمان علق الجلسات ، والمجلس العسكرى يلوح بحل البرلمان
والشعب بدأ يضيق بالحياة ، هذا هو العام الثانى للثورة والأزمات المعيشية تتفاقم ( الخبز والسولار والبوتاجاز ) شريان الحياة
إنفلات أمنى رهيب ونحن على أعتاب موسم إمتحانات نهاية العام ،  فى كل بيت توتر وقلق على مستقبل الأبناء صنعه القائمين على البلاد
مايحزننا أيضا أنه فى ظل تردى الأوضاع الحياتية ، يستغل اللصوص الموقف العصيب الذى يمر به الوطن ، فيسرقون الكابلات الكهربائية والتيلفونية ، يسطون على إيرادات الشركات ومحطات البنزين والجمارك ، يبتزون الأهالى بعد خطف ذويهم وطلب فدية ، مسلسل حرائق المصانع والشركات الكبرى عماد إقتصادنا لم تكن وليدة الصدفة، جملة خسائر تدمى القلوب
والجيش والشرطة ماذا هم فاعلون ؟
فبدون تكاتف الشعب مرة أخرى ليصير يدا واحدة كما كان فى الثمانية عشر يوما الأولى  للثورة ، لن نتقدم خطوة للأمام
وسيناء فى العراء ،  يندس بين الحين والحين المهربون والمجرمون  ، والعدو يطلق التصريحات منتهزا الفرصة ليطمئن شعبه أنه يعمل على قدم وساق يؤمن  حدوده مع مصر ، وكل الخيارات متاحة
فهل يليق بنا إستنزاف جيشنا العظيم كل هذا الوقت لتأمين الجبهة الداخلية بطول مصر وعرضها ، فنحسر دوره فى تأمين الإعتصامات والإحتجاجات وقطع الطرق  ؟
ماذا يضيرنا لو ننتظر بعض الوقت فننتخب الرئيس ، ويعود الجيش الى مكانه الطبيعى شاكرين له  ، فإن أصاب أو أخطأ فى الحالتين كان مع الثورة والثوار