عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لاترم اللوم على الأزمان

أحداث جسام ، تلال من الحرائق ، دماء أمام وزارة الدفاع ، إعتصام الأمناء فى توقيت غير ملائم ، خلافات بين الحكومة والبرلمان ، علاقات متوترة بيننا وبين الأشقاء ، وهاهم بعض العمال المصريين يقتحمون مبنى السفارة المصرية بلبنان إحتجاجا على عدم تبنى السفير المصرى مطالبهم لدى المسئولين من أجل إلغاء نظام الكفيل

والإقتصاد على الجانب الآخر فى انهيار ، حرب إتهامات بين الجميع  تصريحات متضاربة ولم يعد أى عاقل يفهم مايدور ومايحاك ، فمن يستبيح هدم  المعبد والجدار ؟
ضللنا الطريق ،  سئمنا الكلام عن حب الوطن والمراهنة على الشعب الذى فقد بدوره الثقة فى الحكومة  والبرلمان والمجلس العسكرى ومرشحى الرئاسة
الشعب لم يعد يعرف أين الصواب وأين مكمن الخطر ؟
إكتشف أنه استدرج لنقع جميعا فى بئر عميق لاتلوح نهاياته ، بعدما نادت الأصوات ذات المرجعية الدينية مطالبة بأن يكتب دستور مصر الثورة بعد إنتخابات البرلمان ، لندفع الثمن باهظا من أمننا واستقرارنا ، ومازلنا ندور فى حلقة مفرغة ، وربما نعود الى نقطة الصفر إذا تم حل البرلمان
مصر تئن وتنزف من مخالب وأنياب ، لاننكر أن هناك دول تسعى لإجهاض ثورتنا العظيمة بافتعال المشاكل والأزمات ، وتدفع فى سبيل ذلك المليارات
أما الفلول فهم يبذلون الغال والنفيس إنتقاما ممن حرموهم من المكاسب والمزايا التى خصصوها لأنفسهم بمباركة المخلوع والفاسدين
أما ضعاف النفوس وهم كثر من أجل عشرة أو عشرين جنيها ووجبتين ، يتم تأجيرهم لبيع الوطن ، يلقون بالزجاجات الحارقة ، قطع صخرية تلقى بعشوائية لتصيب الأبرياء ، هؤلاء لادين لهم ولا ضمير ، لفظتهم أسرهم فتركتهم  نهبا للأرصفة والطرقات ،  تستغلهم الأيادى الملوثة بحرق مصر لتركيعها وإنهيار أركانها كدولة عريقة ذات حضارة وتاريخ
تلك الأيادى التى  حاولت كثيرا زرع الفتن الطائفية بين المسلمين والأقباط
ولما باءت كل محاولاتها بالفشل وانكشفت مخططاتها ، عادت تبحث عن بدائل للوقيعة بين باقى المؤسسات ،  والآن تنادى بسقوط حصن الأمان الباقى ،  الجيش العظيم  ، فالمحاولات  المتكررة لإقتحام مبنى وزارة الدفاع خير شاهد على الحمق والغباء وعدم تقدير للمسئولية
أما  جموع المعتصمين فحدث ولاحرج  ،عندما  تدور كاميرات الفضائيات تحاورهم  ، نصدم من هول الإجابات التى تنم عن جهل وعدم إدراك لحقيقة الأمور ، هؤلاء مغيبون عن واقعهم يرددون ولايفهمون
والمحزن حقا أن كل من أطلق لحيته يحاول جاهدا أن يتحدث باللغة العربية الفصحى فيتلعثم ويخطئ فيخرج الكلام بالعامية والفصحى معا
ولاأفهم ماالسر  فى التحدث بالفصحى من دون تمكن ؟  فيسئ المتحدث الى اللغة العظيمة ، ويصير مدعاة للسخرية والضحك حتى البكاء ، وهؤلاء جلهم من نواب البرلمان
فهل على إعتبار أن المشاهدين سيقيمون للآرائه وزنا إذا تحث بالفصحى ؟  أم أنه يدرك ان المشاهدين لن يكتشفوا كم الأخطاء النحوية والمصطلحات التى أكل عليها الدهر وشرب ؟
  والعالم يطالع المصرى الذى أصبح يدلى بدلوه  فى كل شئ ، لكننا أيضا نلوم الإعلام باستضافته المتكررة على مدى عام ونصف لنفس الأشخاص الذين يطلقون عليهم النخبة بنظاراتهم الشمسية وأقنعتهم المزيفة  ، يتخذون الأوضاع المناسبة للتصوير ، يفرضون علينا توجهاتهم وآرائهم بشكل يومى وفى كل القنوات  فى البرامج الإذاعية لايدعون الفرصة تفوتهم ، يحاورونهم أيضا فى المداخلات التليفونية ، والعديد منهم لم يكن مع الثورة ولم تطأ قدمه الميدان
لكنه يعدد مآثر الثورة فى كل أحاديثه ، وكأن اليد الطولى فى أخذ زمام المبادرة وشحذ الهمم من أجل التغيير كانت يده
فى الحقيقة أن هؤلاء النخبة بعيدين  كل البعد عن نبض الشارع خاصة الأميين منهم  ، لم يحاولوا التواصل معهم ، أين دورهم من أجل التوعية وشرح الأخطار التى تحيق بالوطن ، الثورة قامت من أجل الحرية  والحرية لاتعنى الإنفلات الأخلاقى الذى بات سمة تميزنا ، فلم نعد نلمس إلا التخوين والتشكيك فى صدق النوايا ، الكل يتكالب على مصر من سيفوز بنصيب الأسد ؟
وهل الدستور لكل المصريين أم لفئة بعينها تسعى لفرض إرادتها وتغيير وجه مصر فتتشح بالسواد ؟
  دستور ليس فيه للأقباط والمرأة والثوار مكان ؟؟
وقبل أن تبدأ إنتخابات الرئاسة ، تخرج بعض الأصوات تعلن على الملأ أن التزوير قادم لامحالة ، فنصاب بالإحباط من جديد ، تفتر الهمم فنحجم عن الإدلاء بأصواتنا التى أصبحت بعد الثورة ذات معنى لديها القدرة على تغيير مسار الأحداث  
التزوير كان مرحلة فى تاريخنا أجهزت عليها الثورة ، مرحلة لم يكن لنا فيها خيار ولّت ولن تعود
على من نلوم هذا الخوف والقلق على مصير أمتنا ؟ من يتلاعب بنا ؟
فلنحكّم العقل والمنطق ، قليل من الصبر حتى يتعافى إقتصادنا فنطالب بالمستحقات ،  إن لم نتعلم كيف نفرق بين الغث والثمين ، فالعيب فينا .... فلاترم اللوم على الأزمان !