عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضرب وجلد وتعذيب

فى طريقى لحضور إحدى الندوات والتى كان موضوعها كيف نختار رئيس مصر القادم ،  مررت بالسفارة السعودية لتقع عينى على الوقفة الإحتجاجية التى دعا إليها النشطاء ،يطالبون  بتحرير الجيزاوى المحامى المصرى  المحتجز بالسعودية  وتحرير كافة المعتقلين بالسجون هناك
أتهم الجيزاوى بعد آداء العمرة والتى إصطحب فيها زوجته وإبنته ، فألصقوا به  تهمة حيازة حبوب مخدرة  تزن من 40 الى  50   كيلو جرام تقريبا ،  رغم أن التهمة الحقيقة فى البداية كانت  إهانة الذات الملكية

وللحقيقة فإن أسئلة عديدة تدور فى الأذهان ، لماذا تم القبض عليه بعد أسبوع من الوصول ؟
كيف سمحت السلطات المصرية للمواد المخدرة أن تمر عبر منافذها دون إتخاذ الإجراءات القانوية ضد المحامى الذى بالطبع يعلم أن القانون سيكون له بالمرصاد وينال من سمعته وعائلته ؟ ، والأهم أن العمرة ستكون باطلة طالما إقترنت بما يخالف تعاليم الأديان
والتحقيقات سوف تكشف صدق الإدعاء وربما يدان ، لكن هذا لايمنع تعاطف
المصريون الذين لايعرفون الجيزاوى مع قضيته ، وقضية زملائه من المحبوسين ظلما وبهتانا نتيجة العمل بنظام الكفيل الذى يتجبر أحيانا ويتحكم فى مصائر العاملين لديه
فإما أن يستحوذ على جواز السفر ويمنعهم من العودة الى موطنهم الأصلى   ، أو يتحفظ على مكافأة نهاية الخدمة ويضيع جهد وشقاء السنين  ، أو يجعله يدور فى الساقية فيواصل العمل ليلا ونهارا دون أجر إمعانا فى إذلال البشر خاصة المصريين
فى الحقيقة نحن لانلوم دول النفط التى تسئ معاملة المصرى  ، اللوم يقع على عاتق أنظمة العار التى قبلت إهانته على أرضها ، فتركته نهبا للطامعين فى علمه وكفاءته وخبرته ، تركته دون مورد رزق فأصبح  تائها لاعمل ولاسكن ويقتل بحثا عن  مورد رزق ولو كان فى المريخ  فلن يتردد
بعض الشباب تظلم الدنيا فى وجوههم ، فتصيبهم لعنة  إدمان المخدرات بعدما يصابوا بالإحباط  ، فيسيرون خائرى القوى منهكين ،  فيفقدوا  إحترامهم  لذواتهم
ومن أراد السفر ربما توقعه الظروف بين يدى بعض المحتالين المخادعين يستنفذون أموالهم بعد أن يبيع الشباب مايملكون سدادا لقيمة العمولة  وتذكرة السفر،   ومن ثم يكتشفون أنهم وقعوا ضحية عمليات النصب التى يتقنها الطامعين
أنظمة الفساد لم يكن يعنيها سوى إضافة المليارات الى حساباتها السرية فى بنوك العالم ، حتى الفتات أبت ألا تجود به على أبناء الوطن
تجاوزات عدة يتعرض لها أبناؤنا ،  ضرب وجلد وتعذيب فى دول باتت لاتحترم المصريين 
سفن متهالكة كم ضمّت خيرة شبابنا إبتلعتهم أمواج البحار ، ولم تزد أحلامهم عن السفر والعمل فى غسل الصحون ، 

أو محطات البنزين
وقامت الثورة المجيدة من أجل التغيير ، ثورة لم تسعد الكثيرين لأنها إرتأت فى ثورتنا مايهدد عروشها ، فكان الإنتقام والتنفيس عن الغضب  ، وكان  سوء المعاملة لكبار السن من الحجاج والمعتمرين خير دليل
كم من طبيب تعرض للجلد والإهانة ،  ولا من مجيب يرد الإعتبار للمظلومين
ليس كل من امتلك المال امتلك العلم ، نحن علّمنا وشيدنا وحرّرنا ، لم نتخل عن دورنا ووقوفنا الى جوار الحق
لكن أخلاقنا تمنعنا من البوح بما قدمنا ،  وما فعلنا لتعلو للعرب كلمة ، العرب دون مصر كمن يسكن فى العراء
بعض الدول الصغيرة حجما  ،  مازالت تعيش الوهم أن مصر انتهى دورها إقليميا وعالميا بفعل الثورة ، فقفزت للأضواء وهى بحجم ضاحية لتصول وتجول
تصلح بين بلدين تارة ، تبعث بالأموال لتتحكم فى رئيس مصر القادم تارة أخرى
تتدخل فيما لايعنيها ، ليظل الإعلام مسلطا ضوءه  عليها معتقدة  أنها بقدرتها المالية يمكنها شراء التاريخ والحضارة
يمكنها  سحب البساط من تحت أقدام مصر الكنانة
فلايمكن مقارنة دولة بحجم مصر بدول لم تملك إرادتها واستقلالها إلا قريبا
لايمكننا أن ننكر عميق أوجاعنا وشبابنا فى الغربة يهان من حفنة عندما تطأ أقدامها بلادنا تعيث فى الأرض فسادا
لكن العجلة لن تعود الى الوراء ، أملنا فى الرئيس القادم أن يضع كرامة المصرى فوق كل إعتبار ، إحترامه وتقديره هو إحترام للدولة المصرية وسيادتها . 
ولتكف هذه الدول التى لاتجرؤ على هذه الأفعال مع حاملى الجنسيات الأخرى خاصة أمريكا ودول أوروبا ، لكنها تتطاول على المصريين متخذة من نظام الكفيل ذريعة للإساءة دون إعمال القانون
جاءت الثورة ولم يعد مقبولا أن نتحمل ماتحملناه ثلاثين عاما فى العهد البائد