عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شظايا الخوف رياح تخترق الحلم

مخطئ من ظن أن الأصوات التى تعالت من العقلاء والفقهاء الدستوريين تطالب  بوضع الدستور أولا  ، قبل إجراء أية انتخابات ، كانت أصواتا تبغى مصالحا وأهدافا خاصة ،  قالوا أنها  اصواتا  تسعى لإلغاء المادة الثانية من الدستور

وهى المادة لايمكن المساس بها ، مادة يجمع عليها المصريون أقباطا ومسلمين ، فوقف لهم بالمرصاد المنتفعون الحقيقيون  ، سارقى الثورة ، فاتهموا الوطنيون المخلصون  بالكفر والإلحادن  وصمموا أنه لا  لخريطة الطريق أولا  ، صالوا وجالوا ، فكان لهم ماأرادوا  ، وخرجوا علينا ببرلمان لم يقدم أى جديد ، سوى الوعود  مستخدمين الصوت العالى والصراخ والمقاطعة أو الخروج بعيدا عن النص        
ثم  أكتشفنا أنهم  لايملكون إلا دغدغة مشاعرالبسطاء  ، تحت ستار الجنة والنار  ، الحلال والحرام وضرورة  تطبيق الحدود ، لنتحول من دولة مدنية عصرية الى دولة دينية  ، نتحول من القاهرة الى قاندهار                                        
وهانحن الآن نتجرع مرارة السير بالعكس ، نتوه بين شقّى رحى ،  فريق يطالب بالدستور أولا وتصحيح المسار ،  دستور يمثل كل الشعب وكل الفئات ليرضى عنه الجميع ، يليق بالثورة ومكاسبها من الحرية والديمقراطية ، لكن الوقت المتبقى لن يكفى  لإصداره ،  والإنتخابات الرئاسية على الأبواب ، وفريق ينادى بالدستور بعد انتخاب الرئيس وهو مطلب بعض المرشحين وهذا غير قانونى أيضا                                                                         
أمس تحول ميدان التحرير الى منصات عديدة إنقسمت على نفسها ، تعارضت أهدافها ، كان الخوف سيد الموقف  ، الخوف من ترشح مايطلقون عليهم الفلول ، الخوف من الإسلاميين ، ليتحول المشهد الى فوضى  ، والشعب لم يعد يثق فى المجلس العسكرى ، بل يطالب برحيل حكم العسكر ، ولايثق فى البرلمان المنتخب بعدما اكتشف زيف نواياه ، وتأثيره على إرادة الشعب فخذله بآدائه الباهت والضعيف ،  والذى لم يحل أى من مشاكله المتراكمة ، فانعدمت الثقة فى جميع الأطراف على الساحة السياسية
الكل يشكك فى الآخر ويكيل له الإتهامات ، ولانسمع الا تلك المفردتين
( الصراعات بين الأحزاب ) و ( المؤامرات بين الإخوان ) التخوينات المتبادلة جعلت المصريين فى خوف على الثورة ، وهاهى دماء الشهداء تئن فى القبور ، تتألم ، الشهداء الذين ضحوا  ، ومازال حقهم ضائع  ، لم يقدر عطاءهم  ، من رحلوا عنا بعدما فقدوا شبابهم

وعيونهم  ،لننعم نحن بالحرية والعدالة والكرامة
والسؤال الى متى تظل الفرقة عنوان المرحلة ؟ الى متى يظل التنافر بين القوى السياسية قائما ، ويسعى كل طرف لجنى الثمار بمنأى عن مصلحة الوطن  ، فيعيدنا الى الوراء ، وكأن ثورة بمصر العظيمة لم تقم
الآن الكل خاسر ،  ونظرة على كمية  وحجم المخدرات والأسلحة المصنّعة أو المهرّبة فى جميع انحاء المحروسة  ، لندرك الخطر الحقيقى الذى بات يهدد أمننا وسلامنا  ،   كنا نظن أننا سنعلو فو الصغائر  
لننقذ مصر بعد عام ونصف على الثورة  لم نأت فيها بجديد  ، سوى التشرذم والعناد ، والبسطاء من الناس نفذ رصيدهم من الصبر والتحمل  ، نفذ رصيدهم من المال الذى  كانوا يدخرونه  للأيام إذا جارت عليهم  ، وتنكّر لهم المجتمع  أو تنكّر لهم الأبناء  
وبدلا من عودة الكرامة للمصرى  بعد الثورة ، هاهو يقف فى طوابير الذل والعار يلهث حول رغيف الدعم وأنبوب الغاز ، وكم سقط قتلى ومرضى من هول التدافع ، شأننا شأن دول لم تعرف من المدنية غير بعض الشعارات التى تتردد على مسامعه ،   لكنها دول فقيرة تضور جوعا من المجاعات والزلازل والبراكين والأعاصير ،  ومصر هبة النيل العظيم ، لم تعرف يوما الجوع بفضل الله ، لكنها عرفت الفقر  من أوسع أبوابه ، فى ظل أنظمة الفساد ،  مصر غنية ونستطيع تعويض مافات ، إذا وحدنا الصفوف
لكن الخوف كل الخوف من قيام ثورة ثانية ستكون أخطرا  ، ثورة للجياع لهم فيها الكلمة الأخيرة