ماذا ينتفع الإنسان لوربح العالم وخسر نفسه ؟
ماأصعب أن يخرج أحدنا على أى إجماع يتفق عليه ، خاصة إذا كان إجماعا وطنيا ، فالإساءة والعار فى هذه الحالة ، من المؤكد سيلف الجميع ، وهذا ماحدث بالفعل عندما هرول بعض المسيحيين الى القدس،
بعد تنيح قداسة البابا شنوده وانتقاله الى الأمجاد السماوية ، لم يهرولوا فقط بل انكفئوا يزحفون على وجوههم للأرض التى دنسها أحفاد صهيون ، الذين عذبوا المسيح ، وللحقيقة تسبب فعلهم فى الحاق الأذنى النفسى ، والضرر العميق الذى طال المسيحيون الوطنيون الذين يحترمون معلمهم فى غيابه وحضوره ، أسفت بشده عندما استضافت إحدى البرامج سيدتين ، مما قاما بزيارة الأراضى المقدسة ولم يشعرن بأى خجل أو ندم بل على العكس قامتا بالدفاع عن موقفيهما المخجل ، وساقا حججا واهية قالتا ( كنا مشتاقون ) ومن منا لايشتاق ؟ ومن منا لايتوق لزيارة كنيستى المهد والقيامة ، من منا لايحلم بالتقديس ، دافعتا دون وعى وتعجبت ماذا جنيتا وقد حرمتا من سر التناول أحد أسرار الكنيسة السبعة ؟ وتعاملتا أسوأ معاملة لأن الكنيسة المصرية فى القدس لديها قوانين ولوائح تطبقها ، قوانين لم يبتدعها البابا شنوده ولاتسقط بعد رحيله ، بل أجمع عليها المجلس الملى والمجمع المقدس ، لو يفهم هؤلاء كم أساءوا للروح الوطنية للمصريين خاصة ونحن نعيش أجواء الثورة ، لكننا أسقطناهم من حساباتنا فهعم لايمثلون إلا أنفسهم ، ليصدم المجتمع بأسره فى قيام فضيلة مفتى الجمهورية الرمز الدينى القامة والقيمة المقدرة بزيارة القدس ، تلك الزيارة التى أصابتنا بالفزع وتسببت فى شق الصف الذى اجتمع على عدم التطبيع مع الكيان الإسرائيلى ، تسببت زيارة المفتى للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة بجرح عميق ليس للمسلمين وحدهم بل للأقباط أيضا ، فكأنه فض التحالف الذى أقمناه سويا وتعاهدنا عليه ألا تطأ قدم أى مصرى لتلك البلاد المحتلة ، إسرائيل لاتبغى سلاما رغم معاهدة السلام ، إسرائيل تكره كل ماهو عربى مسلم أو مسيحى ، يصدقون أنهم شعب الله المختار ، لديهم من الوحشية والجبروت مايتفوقون به على الشياطين ، لاتأخذهم أى رحمة بالإنسان ، يتمتعون بالغلظة والقسوة عند التعامل مع الفلسطينيين على وجه الخصوص ، ولو سألنا لماذا يتجبرون يوما بعد يوم ؟ لماذا مضى على القضية الفلسطينية أكثر من ستين عاما ولاخطوة
وكم تساوى الزيارة والرفض على كل المستويات مازال ينال من شخص رجل بحجم فضيلة مفتى الجمهورية