المهرولون إلى القدس ....بلا خجل !
أيام ويستقبل مسيحيو الشرق عيد القيامة المجيد ، أما أسبوع اللآلام فهو الأسبوع الذى يسبق عيد القيامة وتعتبر زيارة مدينة القدس بفلسطين المحتلة خلال تلك الفترة حجّا للمسيحيين من كل أنحاء العالم ، خاصة المسيحيون المصريون بما يتمتعون به من تدين فطرى ، شأنهم شأن المسلمون الحريصون دائما على آداء العمرة فى شهر رمضان ، وزيارة الكعبة وقبر الرسول ( عليه الصلاة والسلام ) للحج
والوقوف على عرفات ليحتفلوا بعد ذلك بعيد الأضحى المبارك
لكن القدس التى تخضع للإحتلال والحصار الصهيونى وعمليات تهويد المدينة المقدسة ، والتى تجرى على قدم وساق أمام العالم بأسره ، والمجازر الوحشية التى ترتكب ضد الشعب الفلسطينى يوميا على مدى ستين عاما ولايملك إلا سلاح المقاومة ، تلك الأسباب التى جعلت معلم الأجيال قداسة "البابا شنوده " الراحل يتخذ موقفا روحيا ، وطنيا وقوميا إنطلاقا من عروبته ، وهو ألا تطأ قدم أى مسيحى مدينة القدس إلا بعد تحريرها من دنس اليهود ، ولنذهب سويا مسيحين ومسلمين
كان البابا شنوده محقا عندما أعطى تعليماته وشدد عليها ، بل أعلن أن من يخالف هذه التعليمات يعتبر محروما من الأسرار المقدسة وهى ( التناول ) وللحقيقة فإن الجميع التزم عن اقتناع
استحق البابا شنوده أن يلقب ( بابا العرب ) خاصة أنه رفض التطبيع مع العدو ، بل وعارض السادات عندما طلب منه مرافقته الى تل أبيب وكان جزاؤه النفى خمسة سنوات فى صحراء دير وادى النطرون
ورحل البابا شنوده فى أيام الصوم الكبير واقتراب أسبوع الالام ، رحل لكن تعاليمه باقية ، ترك لنا إرثا من الوطنية ننهل من معينها ، إرثا من المحبة لمصر لاينضب أبدا ، القدس فى القلوب حية ، المقاومة واجب حتى تتحرر ويزول عنها الإحتلال
لكن دائما هناك من يحاول شق الصف ، ليخرج عن المألوف والأعراف وإحترام الكلمة وشرف المبدأ ، الخارجين عن رأى الجمع ، يكسروا القواعد غير عابئين بتبعات مايقترفوا فى حق أبناء الوطن
ليصدم المصريون خاصة المسيحيون ، بقيام بضع مئات بإعداد العدة والسفر الى القدس لإقامة الطقوس الدينية التى حرموا منها سنوات طوية نتيجة قرار البابا ، وكأن وفاة البابا شنوده جاءت بردا وسلاما وأملا
الراسخة ، والتى ستظل سارية فى غياب البابا أكثر مما كانت تحترمها فى حضوره
لقد أكد القس " ميصائيل " كاهن كنيسة القديسة هيلانة الجزء المصرى من كنيسة القيامة بالقدس ، رفض الكنيسة إستقبال المصريين القادمين للقدس للإحتفال بعيد القيامة المجيد بناء على تعليمات مطران القدس والشرق الأدنى ولن يسمح لهم بالصلاة أو ممارسة طقس التناول مما أغضبهم بشدة ، حسنا فعل مطران القدس لأن حرمان هؤلاء يكون بمثابة عبرة لكل من يتجرأ على السفر والهبوط فى مطار بن جوريون ، متحديا مشاعر باقى المسيحيين وكأن مشاعر الوطنية التى غرسها فينا البابا شنوده
كانت مشاعر زائفة مخادعة ، خاصة وأننا نمر بمرحلة دقيقة بعد ثورة يناير المجيدة ، مرحلة نحن أحوج فيها لوحدة الصف
لكنى أقول أنه دائما لكل قاعدة شواذ ، هؤلاء المنشقون قبل أن يخسروا التقديس ، خسروا إحترامهم لذواتهم واحترام المصريين جميعا لهم على أرض المحروسة
والى القدس أقول :
لو نضب القلم بأيدينا طرزنا من دمنا صفحات خلود
ياأرض الإسراء أجيبى هل صار الظلم العنوان ؟ هل صار المهد البركان ؟
ولماذا غدر الإنسان ؟
ياقدس تهتز جبال الأرض لحزنك ، تشتعل عيون الكون لحزنك ، ويفر النور من النار ، لن نترك جرحك فى كف الأشرار، مهما شقت أضرحة أو نسجت أكفان ، ياقدس يازهرة كل الأكوان