رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المهرولون إلى القدس ....بلا خجل !

أيام ويستقبل مسيحيو الشرق عيد القيامة المجيد ، أما  أسبوع اللآلام فهو الأسبوع الذى يسبق عيد القيامة  وتعتبر زيارة  مدينة القدس بفلسطين المحتلة خلال تلك الفترة حجّا للمسيحيين من كل أنحاء العالم ، خاصة المسيحيون المصريون بما يتمتعون به من تدين فطرى ،  شأنهم شأن المسلمون الحريصون دائما على آداء العمرة فى شهر رمضان ، وزيارة الكعبة وقبر الرسول ( عليه الصلاة والسلام ) للحج

والوقوف على عرفات ليحتفلوا بعد ذلك بعيد الأضحى المبارك
لكن القدس التى تخضع للإحتلال والحصار الصهيونى وعمليات  تهويد المدينة المقدسة ، والتى تجرى على قدم وساق أمام العالم بأسره ، والمجازر الوحشية التى ترتكب ضد الشعب الفلسطينى يوميا على مدى ستين عاما ولايملك إلا سلاح المقاومة ، تلك الأسباب التى جعلت معلم الأجيال  قداسة   "البابا شنوده " الراحل يتخذ موقفا روحيا ، وطنيا وقوميا إنطلاقا من عروبته ، وهو ألا تطأ  قدم أى مسيحى مدينة القدس إلا بعد تحريرها من دنس اليهود ، ولنذهب سويا مسيحين ومسلمين
كان البابا شنوده محقا عندما أعطى تعليماته وشدد عليها ، بل أعلن أن من يخالف هذه التعليمات يعتبر محروما من الأسرار المقدسة وهى (  التناول ) وللحقيقة فإن الجميع التزم عن اقتناع
استحق البابا شنوده أن يلقب ( بابا العرب ) خاصة أنه رفض التطبيع مع العدو ، بل وعارض السادات عندما طلب منه مرافقته الى تل أبيب وكان جزاؤه النفى خمسة سنوات فى صحراء  دير وادى النطرون
ورحل البابا شنوده فى أيام الصوم الكبير واقتراب أسبوع الالام ، رحل لكن تعاليمه باقية ، ترك لنا إرثا من الوطنية ننهل من معينها ، إرثا من المحبة لمصر لاينضب أبدا ، القدس فى القلوب حية ، المقاومة واجب حتى تتحرر ويزول عنها الإحتلال
لكن دائما هناك من يحاول شق الصف ،  ليخرج عن المألوف والأعراف وإحترام الكلمة وشرف المبدأ ، الخارجين عن رأى الجمع ، يكسروا القواعد غير عابئين بتبعات مايقترفوا فى حق أبناء  الوطن
ليصدم المصريون خاصة المسيحيون ، بقيام بضع مئات بإعداد العدة والسفر الى  القدس لإقامة الطقوس الدينية التى حرموا منها سنوات طوية نتيجة قرار البابا ، وكأن وفاة البابا شنوده جاءت بردا وسلاما وأملا

طال أمده ، هرعوا الى العدو ينشطون سياحته ، ويحققون مآربه بتلبية دعواته مخالفين تراث الكنيسة المصرية الأرثوذكسية التى لم ولن تتبدل مواقفها
الراسخة ،  والتى ستظل سارية فى غياب البابا أكثر مما كانت تحترمها فى حضوره 
لقد أكد  القس " ميصائيل "  كاهن كنيسة القديسة هيلانة الجزء المصرى من كنيسة القيامة بالقدس ،  رفض الكنيسة إستقبال المصريين القادمين للقدس للإحتفال بعيد القيامة المجيد بناء على تعليمات مطران القدس والشرق الأدنى ولن يسمح لهم بالصلاة أو ممارسة طقس التناول مما أغضبهم بشدة ، حسنا فعل مطران القدس لأن حرمان هؤلاء يكون بمثابة عبرة لكل من يتجرأ على السفر والهبوط فى مطار بن جوريون  ، متحديا مشاعر باقى المسيحيين وكأن مشاعر الوطنية التى غرسها فينا  البابا شنوده
كانت مشاعر زائفة مخادعة ، خاصة وأننا نمر بمرحلة دقيقة بعد ثورة يناير المجيدة ، مرحلة نحن أحوج فيها لوحدة الصف
لكنى أقول أنه دائما لكل قاعدة شواذ ، هؤلاء المنشقون قبل أن يخسروا التقديس ، خسروا إحترامهم لذواتهم  واحترام المصريين جميعا لهم على أرض المحروسة

والى القدس أقول :
لو نضب القلم بأيدينا طرزنا من دمنا صفحات خلود
ياأرض الإسراء أجيبى هل صار الظلم العنوان ؟ هل صار المهد البركان ؟
ولماذا غدر الإنسان ؟
ياقدس تهتز جبال الأرض لحزنك ، تشتعل عيون الكون لحزنك  ، ويفر النور من النار ، لن نترك جرحك فى كف الأشرار،  مهما شقت أضرحة أو نسجت أكفان ، ياقدس يازهرة كل الأكوان