رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل بالإمكان تصحيح المسار ؟

مظاهرات واعتصامات وإضرابات ، طوابير الخبز والبنزين ، السولار والبوتاجاز ، تمتد فى كل الأنحاء فوقع قتلى وجرحى بسبب أولوية الحصول على أي منها ، بورسعيد مدينة النضال العريقة تشتعل لتودع بلال ، محاولات لإقتحام قناة السويس ، ومنع الألاف من العمال للذهاب الى عملهم بمنطقة الأستثمار ،  والألتراس الأهلى  يتظاهر أمام مجلس الشعب ، لرفضه الأحكام التى فرضت على النادى المصرى فاعتبروها عقوبات هزيلة للمتورطين فى قتل الشهداء  ، بعد المذبحة التى وقعت على أرض بورسعيد وراح ضحيتها أكثر من خمة وسبعون مصريا  .

معارك يومية بين العائلات تستخدم فيها الأسلحة البيضاء والآلية ، جرائم قتل على أتفه الأسباب ، قتل خطأ فى المناسبات السعيدة أيضا ، فهذه وسائلنا فى التعبير عندما نغضب ، وعندما نفرح نطلق النيران بلا وعى ،   الدستور أصبح لعبة فى يد الجميع   ، فالدستورإذا لم  يحقق مطالب الثورة ، أو يضمن مدنية الدولة ، لن نتمكن من عبور الأزمة ، من المؤكد أننا سنشهد صداما بين القوى الثورية والأغلبية فى البرلمان ، أما مرشحين الرئاسة فهم على كل لون ، وكأن مصر حى فى أطراف المدينة عدد أفرادها لايتعدى المئة نسمة ، الأغلبية الدينية تهدد إما بإقالة الحكومة ، أو الدفع بمرشح إخوانى للرئاسة
والنيل يبكى ، مررت به اليوم ، ألقيت نظرة ، أحسست بالوجع والحزن لامراكب نيلية تصدح بالموسيقى والأغنيات ،  والرواد يتمايلون طربا وفرحا بأم الدنيا من الأجانب أو المصريين الذىين يعشقون النهر ، الفنادق الشهيرة والعائمة ، أغلقت أبوابها وشبابيكها،  ليضع العاملون أكفهم على الخدود حسرة على ضياع لقمة العيش ، هذا الموسم السياحى الثانى بعد الثورة ، ونحن مازلنا فى مكاننا لاخطوة للأمام نحيى بها الإنتماء لهذا الوطن العظيم
الحمى القلاعية التى أصابت الثروة الحيوانية وهددت العديد من الأسر فى مورد رزقها الوحيد  فى معظم محافظات مصر
الكآبة تعلو الوجوه ، الخوف من الغد ، القلق على مستقبل مصر ، والتحديات والصراعات تحيط بنا من كل صوب ، الميدان الشهير الذى انحنى له العالم ولشهدائه تبجيلا ، تحول التحرير الى سوق كبير ، هنا بائعى الملابس والمناديل والبطاطا والذرة ، وهناك نصبة شاى وقهوة الى جوار دلو الماء لتنظيف الأكواب ، خيام متناثرة فى الصبح يجلسون الى جوارها ، يأخذون  حماما من  الشمس ،  وفى المساء تتحول الخيام الى غرف للنوم
مع بعض االمطالب والشعارات الثورية  ، الكل يكتب مايحلو له ، وهؤلاء يطلقون على أنفسهم

الثوار ، ومن حين الى آخر يهاجم الميدان عشرات البلطجية من أجل السرقة فيتعدوا على المتواجدين من أجل السرقة وهكذا تستمر الحياة من سئ الى أسوأ ، العام الثانى وتتكالب الكوارث والإقتصاد يتراجع ، والإنتهازيون يصارعون من أجل المكاسب والغنائم المادية والمعنوية لتعويض مافاتهم ، أخلاقنا  تصحرت فلم تعد نسمع ، أنا آسف
المسامح كريم ، من فضلك ، لو سمحت ، الكل يسير متهجما ، وكأنه يبحث عن شئ ينفث فيه غضبه ، فيختلق الأزمات ثم يبدأ بالتطاول ، وإن لم يكن على حق ، ضاع الإحترام والتوقير ، الشارع المصرى يعج بالمتسولين ، الكل يمد الكف بالسؤال ، أو يجر طفلا مريضا بين السيارات ليستجدى ثمن الدواء ، يفترش الباعة الجائلون أسوار وأرصفة  الوزارات والمبانى الحكومية ومكاتب البريد ، صراخهم  يشق عنان السماء ليعلن كل منهم عن بضاعته ،  تسير فتصطدم ، بالصحون وأدوات المطبخ ، ملابس داخلية ، مفروشات ،  تستطيع أن تجهزعروس بالكامل فى وقت قياسى
كيف انحدرنا الى هذا الحد ؟ لماننزلق نحو القيعان ؟
كان من الصعب ، بل من المستحيل  ألا نقوم بثورة من أجل التغيير لنقضى  على الفاسدين ، لكن  كان من السهل وضع الدستو أولا ، من السهل إقامة محاكمة عاجلة للمخلوع وأعوانه من اللصوص ،  كان يمكن الغاء مبارة كرة القدم بين المصرى والأهلى ، طالما الأمن لم يكن على المستوى الذى يؤهله تأمين مبارة شابها التوتر والتعصب مسبقا
من المسئول عن تلك المصائب ؟ بالأمس جمعنا القمامة ، وزينا الميادين ، وأعدنا طلاء الأرصفة ، كنا بحق يد واحدة
السؤال الآن هل بالإمكان تصحيح المسار ؟