رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شهيد الشرطة .... يانور العيون

وجه لمست البشر والوطن فى قسماته ، كم غفا على صدرى ، كم حنّ وسلما  ، الآن مضى يودعنى ،  ومع الوداع رأيت حزنا خيما  
ولدى ....ياحلمى البرئ تركتنى أبكى بحرقة الثكلى ، كان العمر أقصر من أمانينا العظيمة
أهديتنى فى يوم عيدى قرآنا ، ولم أكن أدرى أنى حطاما بعد أيام

لكن الصبح سوف يأتى من هذا الحطام ، مصر فى العيون وأنت فى السما
من المؤكد أنه بتلك الكلمات ، ودعت أم الملازم " أسامة كامل محمد  "  شهيد القليوبية ولدها ، والذى فقد حياته فى تبادل لإطلاق النار مع حفنة من البلطجية الخارجين عن القانون  ، ولم يمض على احتفالها بعيد الأم سوى يومين
قال المفكر السياسى الكبير " السيد يس "  أن الإستهانة برجال الشرطة ، ورجال القوات المسلحة ، واستهدافهم بالشعارات الموجه ضد وطنيتهم وكرامتهم ماهو إلا... إسقاط للدولة
وللحق فإن " يسقط حكم العسكر " شعار قمئ  يملأ الميادين والجدران ،   تحوّل مؤخرا الى رنّات على الهواتف المحمولة ، كلما دوّت الى مسامعنا  ، انتفض القلب هلعا وخوفا ، على آخر  ماتبقى  من  معاقل الأمن والأمان
لمصرنا 
عندما انسحبت الشرطة بعد ثورة يناير ، عاث المجرمون فى بقاع المحروسة فسادا ، السلاح فى يد القتلة واللصوص والمدمنين ،
عرفنا كم كنا نغفو لأن هناك من يسهر ، ليحمى الحدود ، يحمى  الأرواح والممتلكات ، لاننكر أن الآداء لم يكن دائما عند حسن ظننا ، لكننا كنا فى إطمئنان وعام مضى على الثورة  ، بدأوا يعوضون هذا الغياب  شيئا فشيئا ، أحسوا بالحرج والإهانة لأنهم تخلوا عن المسئولية فى عز الأزمة
ومازالوا يتقبلون اللوم الى الآن ، فمتى نكفّ عن تجريح أبنائنا وأخوتنا ، متى نعيد اليهم الثقة باحترامنا وتقديرنا ؟ متى نثمن مجهوداتهم ؟،ونشد من  أزرهم  لماذا التطاول على رجل الشرطة  ؟  بعدما تبدلت أفكاره وسياساته التى امتهنت العنف والإحتقار بفعل سياسات  حبيب العادلى ورجاله
هل يليق  الآن أن يصفع سائق دراجة بخارية بالإسماعيلية ضابط شرطة على وجهه وسبّه  أمم المارة ؟ لأنه مارس عمله وطلب الإطلاع على رخصة القيادة ؟  ولاننسى سائق الميكروباص الذى صفع لواء شرطة فى ميدان رمسيس لأنه استوقفه وحرر له مخالفة .....    (القيادة عكس السير )
نطالع كل يوم الكميات الرهيبة من جميع أنواع الأسلحة ، والتى يتم ضبطها ، أطنان المخدرات ، وفك أسر المئات من المختطفين

، وفى سبيل ذلك كله يقتل الضباط  برصاص الغدر ، برصاص المجرمين ، شهداء الشرطة كث  أسرهم تبكى فراقهم بالدمع والدم ، كم  سهروا وعلموا ولم يدخروا وسعا من أجل لحظة تحقيق الحلم
ولدنا ضابط شرطة  ، ولدنا  ضابط جيش ، وعندما يأتى الحصاد وأوان الفرح والزهو ، تغتالهم يد العبث
وبرغم الجنازات العسكرية التى يتقدمها وزير الداخلية ومديرى الأمن ، برغم الأوسمة ، برغم معاش الشهيد الذى يصرف  لزوجته وأولاده ، فإن الوجع أكبر ، لن يعيد النور الى العيون ، وتبقى الحسرة فى قلوب ذويه الى المنتهى
   والسؤال من أجل ماذا نزف مع الملائكة والأبرار شهداء للشرطة بشكل يومى  ؟
  نحن لانحارب الأعداء أو نقاوم غزوا لبلادنا ، إنها البلطجة التى تضرب أطنابها كل ربوع مصر
لكن متى غلظت العقوبة  ، وتحققت العدالة الناجزة ، وضربنا بيد من فولاذ على العابثين بأمن وأمان مصر ، سيرتدع كل من يعتقد أن الثورة تعنى الفوضى فيقطع الطريق ، أويسرق قضبان السكك الحديد ، أويروع المواطنين بخطفهم ثم يطلب الفدية ، أوبتثبيتهم  حتى يخرجوا كل مابحوذتهم فى عز الظهر لإنقاذ أرواحهم 
والثمن  يدفعه ضباط الشرطة ، وكلهم شباب  مازالوا فى مقتبل العمر
متى ننتهى من مسلسل الإجرام الذى يهدد ويعوق كل مشاريع التنيمة ؟  متى نسير دون خوف على الأبناء والأحفاد ؟
دون عودة الأمن لن نرى سياحا يتجولون فى أروقة مصر طولا وعرضا ، لن نرى استثمارا أو إنتاجا
دون عودة الأمن سنظل نبكى الفقر وطوابير الذل ، سوف يجتاح البلطجية الطرق والساحات ، وتظل الأمهات تبكين  فلذات الأكباد