ولدى ....فى جنة الخلد
وترحل والأرض صارت نعوشا لأساها ، يملأ الدمع مآقى بيت لحم والكنيسة ، وتواشيح على مئذنة الأقصى ترتل ، فدمك عطر البطولة
ولدى......... يامن حفرت الطيبة الغراء فى جسم العرب ، أبدا لن تضيع القدس ، ومخطئ من ظن أن الصخر فى كف أبناء فلسطين أى صخر ، إنه شمس وبدر ومطر ، إنه الصخر المنيع ، طالما تحمل قلوبهم ذلك العزم المقدس ، كلما هبت على ذاكرة القلب المعذب صور الشهداء فى عكا وفى يافا وفى غزة تواريها الدموع ، ستظل النار فى صدرى بركانا يتلظى فى الضلوع
من المؤكد أن هذا هو لسان حال أبو الشهيد " حافظ أبو ظنط "
الذى فتح الكفن ويالها من لحظة مرة ، وليلة قارسة الأنواء حينما امتدت كفاه تضم الى صدرها ، تحتضن بقايا فلذة الكبد ، هذه عظام الطهر، وتلك جمجمة النبل والفخر
خمسة وثلاثون عاما حرمت الأب والإبن من اللقاء ، بعدما هانت الدماء واستبيح المشرق ، عمر طويل لم ينم حافظ قرير العين ليلة واحدة ، فى إنتظار دفن الشهيد متوسدا علم فلسطين ، بعدما حرمته إسرائيل من ولده حيا وميتا ، إمعانا فى إذلال الشعب المناضل ، والذى يتحصّن بعزيمة من فولاذ
القدس وسائر فلسطين الآن أنشودة حزينة ، صرخة تخترق المسافات لكن الصدى يتناثر أمام أقوى وأعمق هجمة إستيطانية ، فإسرائيل قد بدأت تعد العدة عام 1971 لتهويد القدس مشروع ( القدس الكبرى ) منذ ذلك التاريخ وهى تقوم بتنفيذ المشروع فى إطار زمنى وهو ماعرف بمخطط 2020 ، كتاريخ نهائى لتنفيذه ، وذلك بإفراغ أحياء كاملة من المدينة العربية من مواطنيها الأصليين ، إمابالضغط عليهم ، أو الإعتقال والتشريد ، لتجبرهم على النزوح بالقوة ، كل الشواهد تؤكد أن إسرائيل تسابق الزمن من أجل تغيير أوضاع المدينة ، والخطر الأكبر هو تهويد البشر من خلال سحب هويات الفلسطينيين الذين يضطرون للعمل خارج القدس ، تمهيدا لطردهم نهائيا بحجة أنهم لايملكون هويات إقامة ، فى الوقت الذى تقوم فيه بهدم منازلهم ، لعدم وجود تراخيص لها ، حتى أصبح سكان القدس من المسلمين والمسيحيين أقلية بفضل السياسة الإستيطانية التى شجعت على العنف وزيادة الإحتقان ، كما
هذا السعى الجامح لتهويد المدينة المقدسة ، وماترتكبه يوميا من مجازر فى فى حق الشعب الفلسطينى ، والحصار الذى تفرضه على المدن ، بالإضافة لموقف أمريكا الدائم والداعم لإسرائيل والتى قالت ( أن أمن أمريكا مرتبط بأمن إسرائيل ) ، يكشف عن العجز والتمزق والتخلف الذى يعانى منه العالم العربى ، والذى يكتفى بالنظر ذاهلا مابين مكتئب وآخر يشفق ، والأطفال تتساقط ينزف جرحهم ، والنساء تستغيث وتحرق ،
والعالم العربى مطوى بالصمت ، ومصر الثورة مازالت فى مفترق طرق
مازالت بعيدة عن الإستقرار ، بما تعج به من مشاكل لاحصر لها ، نأمل فى رئيس جديد لايكون عميلا ، يمنع تصدير الغاز ، ويعدل بنود إتفاقية السلام ، ويعمر سيناء ، يضع الخطط المستقبلية ليعيد الى مصر دورها الرائد ، كقوة لايستهان بها ، يعيد لها مكانتها التى افتقدتها فى عهد المخلوع ، الذى لم يحترم شعبه ، ففقدنا إحترام الشعوب ، يضع مصر أمام مسئوليتها تجاه الأمة العربية ، أن يأخذ على عاتقه حل كل القضايا العالقة وأولها القضية الفلسطينية ، أن يمد جسور الود مع دول إفريقيا ، يفتح آفاقا جديدة وعلاقات تضيف الى رصيدنا مايخدم مصالحنا الإقتصادية فى المقام الأول
يستنكر التاريخ فرقة شملنا ، متى نصير يدا واحدة ، قوة صد وردع ، نستطيع...... إذا كنا حقا شعوبا للكرامة تعشق ، فطالما عنت الجباه لمن يقول ويصدق .