للإباحية عنوان
سلسلة من الأفلام تعرض هذه الأيام تكسر كل الوصايا ، حبلى بالصرخات فصارت الإباحية والجرأة عنوانا يندرج تحت مسمى الإبداع وحرية التعبير، التى يصعب فهمها أمام أفلام رديئة ، تحجب إعماق العقل وتنطلق بلا قيود فى حالة يرثى لها من الإضمحلال الذى يفسد الذوق العام ،
فهى خالية من المشاعر التى تخاطب الوجدان ، وتهذب الأحاسيس ، وتسمو بالروح ، أفلام تبحث عن تنازلات ، يتفاعل معها الشباب غير مكترث بمدى القبح والإسفاف الذى يتغلغل ببطء فى عقله وروحه ، ينخرط فيها فتتبدل مفرداته ، فالمشاهد الفاضحة والألفاظ الخادشة لكل حياء ، تثر سلبا على سلوكياته ، فالواقع الإقتصادى الأليم ، جعل الشباب يهرعون الى المقاهى المكتظة بالعاطلين الذين مات الأمل فيهم لإحساسهم بالفشل والإحباط، فأصيبت مشاعرهم بالمرارة ، فقدوا قيمة الفرح الحقيقى والسلام الداخلى والخارجى أيضا
هذه الإباحية فى تناول موضوع الفيلم باتت فوق الإحتمال ، ولابد من وقفة جادة لضبط الإيقاع ، والعمل على سرعة الخروج من عالم الفوضى والأذى المعنوى الذى يطال كل فرد فى المجتمع ، وأصبح اللجوء اليها نوعا من الإدمان كطريق للهروب من الواقع المر
عندما يفقد الإنسان الهوية والصديق ، يتحول الى إنسان مهمش ، مجرد تابع فاقد للطموح والقدرة على مواجهة الصعاب والتحديات
هذه الأفلام تصدم مشاعرنا ، كما يصدمنا الواقع المؤلم ، والذى بات يسيطرعلى حياتنا اليومية بعد ثورة مجيدة كانت مصدر فخر واعتزاز فالحوادث القاسية من سرقة ، وقتل ، واغتصاب ، فى الوقت الذى نتحدث فيه كوننا شعبا مؤمنا ، لديه الحس الدينى بالفطرة
لماذا لانعيد قراءة التاريخ ؟ لنستخلص المواقف البناءة لشخصيات عظيمة
فلننتج أفلاما تصلح لكل زمان ومكان، تصلح المسار ، تدفع فى اتجاه حب الخير وحب الآخر ، تعالج مشاكل المجتمع وتضع لها الحلول ولاتقف أمامها موقف المتفرج ، مما يعمق لدى المشاهد إنتمائه الوطنى
إن حلم التغيير للأفضل ، يخلق أفكارا جديدة للمستقبل ، بشرط ألا نفقد هويتنا العربية وعاداتنا الشرقية التى تميزنا
السينما رسالة سامية لحل قضايا الفكر التى تحفظ لنا حضارتنا ، ونور يضئ الكون ، فيقضى على جحافل الظلام ، وخفافيش الليل من اللصوص والقتلة
رسالة السينما ضمير يقظ ، ولسان ينطق بالحق ، وتفكير مستنير ومعان تفتقر اليها البشرية ، وفيما عدا ذلك فهى سينما تسئ الى سمعة مصر فى الداخل والخارج ، خاصة والعالم ينظر الينا الآن نظرة إعجاب وفخر بعد ثورة يناير العظيمة
تلك الأفلام سيطويها النسيان ، لأن طبيعة الإنسان الجانحة دوما الى الإيمان
سوف تطفو به الى بر الأمان