رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الإسلام يمنعنا.. ومصر تجمعنا

"الإسلام يمنعنا.. ومصر تجمعنا".. كم لهذه العبارة من مدلول قوي، فيما نحن فيه الآن، من أحداث عنف وحرق، وجرائم، وقتل، وإرهاب

، ترتكب باسم تيار الإسلام السياسي "الإخوان المسلمين". فلنبدأ أولًا بالشق الأول من العبارة "الإسلام يمنعنا"، نعم فالإسلام هذا الدين الحنيف، منعنا منعًا قاطعًا من كل هذه الممارسات الإرهابية، التي لا تصب إلا في مصلحة الشر، وما كان الإسلام أبدًا داعيًا للشر، أو القتل، فهذا الدين الحنيف، قد أساءت تيارات الإسلام السياسي استخدامه حين استغلته للوصول إلى هدف ما أو سلطة، بل والأكبر من ذلك أنها أعطت صورة خاطئة للإسلام بمفهوم المتسامح. ولنا هنا سؤال، فهل يبيح الإسلام حرق دور العبادة لغير المسلمين "الكنائس"، أو استخدام المساجد كدروع حرب في مواجهة أبناء الوطن الواحد، كما حدث في مسجد رابعة العدوية، ومسجد الفتح برمسيس، من قبل أنصار الإخوان المسلمين؟!. ألا يعلم أنصار تيار الإسلام السياسي أن للإسلام والدعوة دورًا مهمًا في قيادة البلاد، ولكن ليس باغتصاب السلطة، أو استقطاب الفقراء والأميين، ولكن بوقوفهم بجانب رجال الدولة يقدمون لهم النصيحة والرشد. ونذكر هنا عبارة فضيلة الشيخ رحمه الله "محمد متولي الشعراوي" الذي قال "أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السلطة ولا أن يصل أهل الدين إلى السلطة". نعم فلكل شخص دوره في المجتمع، فالدعوة مكانها المنابر، بعيدًا عن كل توجه حزبي أي كانت مرجعياته، سواء إسلامية أو غيرها، ولكن الدعوة لابد أن تكون لله الخالق فقط. وننتقل إلى الشق الثاني من العبارة "مصر تجمعنا".. نعم فمصر بلد لكل المصريين، بكل فئات المجتمع، مسلمين ومسيحيين، وليبراليين، ويساريين، وإسلاميين، كل يؤدي دوره دون استقطاب أو عنف أو رغبات دنيئة تؤدي لمصالح شخصية رخيصة.

فمصر قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم "أهلها في رباط إلى يوم القيامة"، فمن هذا الذي بمقدوره أن يفرق بين أهل مصر، سواءً مسيحيين ومسلمين، حتى وإن كان الإخوان فلن يستطيعوا أن يشعلوا نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. فمصر أكبر من هدف شخصي دنيء، أو مصلحة ما، فمصر أكبر دول الوطن العربي، ولذلك يجب على الجميع الالتزام بدوره كما هو، ولا يجب أبدًا خلط الدين بالسياسة.."أقول بالسياسة لا بالدولة"، فهوية الدولة المصرية معروفة ومعلومة للجميع، أمام السياسة فالدين أرفع من أن يستخدم فيها. لقد فهم المصريون، خطورة الاستقطاب الديني، الذي ظلت جماعة الإخوان المسلمين، وتيارات الإسلام السياسي، تمارسه، لجذب حشود الفقراء والأميين المصريين، للوصول لأهداف لا تصب أبدًا في مصلحة البلد، وإنما تصب في مصلحة تيارًا بعينه. والآن نحن نتطلع إلى عصر جديد، ترسخ فيه مبادئ الديمقراطية، والمشاركة الوطنية، بعيدًا كل البعد عن أي استقطاب، واستغلال لجماهير هذا الشعب العظيم، الذي أبهر العالم بثوراته التي سيسجلها التاريخ بحروف من نور، ولذلك يجب علينا أن نتذكر دائمًا عبارة "الإسلام يمنعنا..ومصر تجمعنا". حفظ الله مصر..