الإسلام يمنعنا.. ومصر تجمعنا
"الإسلام يمنعنا.. ومصر تجمعنا".. كم لهذه العبارة من مدلول قوي، فيما نحن فيه الآن، من أحداث عنف وحرق، وجرائم، وقتل، وإرهاب
، ترتكب باسم تيار الإسلام السياسي "الإخوان المسلمين". فلنبدأ أولًا بالشق الأول من العبارة "الإسلام يمنعنا"، نعم فالإسلام هذا الدين الحنيف، منعنا منعًا قاطعًا من كل هذه الممارسات الإرهابية، التي لا تصب إلا في مصلحة الشر، وما كان الإسلام أبدًا داعيًا للشر، أو القتل، فهذا الدين الحنيف، قد أساءت تيارات الإسلام السياسي استخدامه حين استغلته للوصول إلى هدف ما أو سلطة، بل والأكبر من ذلك أنها أعطت صورة خاطئة للإسلام بمفهوم المتسامح. ولنا هنا سؤال، فهل يبيح الإسلام حرق دور العبادة لغير المسلمين "الكنائس"، أو استخدام المساجد كدروع حرب في مواجهة أبناء الوطن الواحد، كما حدث في مسجد رابعة العدوية، ومسجد الفتح برمسيس، من قبل أنصار الإخوان المسلمين؟!. ألا يعلم أنصار تيار الإسلام السياسي أن للإسلام والدعوة دورًا مهمًا في قيادة البلاد، ولكن ليس باغتصاب السلطة، أو استقطاب الفقراء والأميين، ولكن بوقوفهم بجانب رجال الدولة يقدمون لهم النصيحة والرشد. ونذكر هنا عبارة فضيلة الشيخ رحمه الله "محمد متولي الشعراوي" الذي قال "أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السلطة ولا أن يصل أهل الدين إلى السلطة". نعم فلكل شخص دوره في المجتمع، فالدعوة مكانها المنابر، بعيدًا عن كل توجه حزبي أي كانت مرجعياته، سواء إسلامية أو غيرها، ولكن الدعوة لابد أن تكون لله الخالق فقط. وننتقل إلى الشق الثاني من العبارة "مصر تجمعنا".. نعم فمصر بلد لكل المصريين، بكل فئات المجتمع، مسلمين ومسيحيين، وليبراليين، ويساريين، وإسلاميين، كل يؤدي دوره دون استقطاب أو عنف أو رغبات دنيئة تؤدي لمصالح شخصية رخيصة.