نرجسية النظام الحاكم
النرجسية تعني حب الذات نسبة إلي أسطورة يونانية ورد فيها أن ناريس أو نرجس كان آية في الجمال، فعشق ذاته عندما رأي وجهه في الماء.. أول من استخدم تعبير النرجسية هو المحلل النفسي "سيجموند فرويد" والنرجسية لها أشكال متعددة، فهناك شخص نرجسي بسبب مظهره الخارجي وآخر لثقافته ودرجته العلمية أو بسبب حسبه ونسبه. وكل هؤلاء لا يشكلون خطرا علي المجتمع بل الخطر الحقيقي يكمن في النرجسية الدينية والسياسية.
الصفة الأساسية للشخص النرجسي هي عشقه لنفسه لدرجة يتضاءل أمامه الآخرون، فيري أنه الأذكي والأجمل والأفضل، ومن هذا المنطلق تجده يسخّر الآخرين لأغراضه وأهدافه بلا قيد رادع، وهو لا يحتمل النقد ولا يريد سوي سماع كلمات المدح والإعجاب من الآخرين ويثور لأقل نقد صادق.
الشخص النرجسي تجده دائما مضطرباً لا يتوافق مع نفسه ولا يعرف تعبير السلام الداخلي، بل هو دائما في صراع نفسي لإثبات نرجسيته وتفضله علي الآخرين ومشكلة الشخص النرجسي أنه هو الخاسر، فحياته دائما في صراع داخلي وصراع مستمر مع الآخر أيضا.
الشخص النرجسي خطره علي ذاته فقط ولكن هناك خطراً أكبر من ذلك هي النرجسية الدينية والسياسية.
فالنرجسية الدينية لها تعضيد ديني تسخر لها الآيات وتلوي الحقائق بتعضيد ديني عقيدي بهدف الإساءة للآخرين وحرمانهم من الحقوق الدينية والسياسية معتقدا أنه يعمل ذلك إرضاء لله عز وجل، وخير تعبير للشخص النرجسي ما ذكـــره المتنبي "أمط عنك تشبيهي بما وكأنما فما أحد فوقي ولا أحد مثلي" وكذلك "وكل ما خلق الله وما لم يخلق محتقر عن همتي كشعرة من مفرقي"، فكل هذه الأبيات تعبير عن النرجسية في أدق
وعلي أرض المحروسة يعيش الحزب الحاكم "أفراد وقيادات" في نرجسية مفرطة فعلاوة علي التزوير الفج للانتخابات مازال يردد أعضاؤه بمجلس الشعب انهم حزب الأغلبية رافضين الحقيقة المرة أن جميعهم مجلس معين وليس منتخباً ومازال النظام يثبت للعالم انه نرجسي يوما بعد يوما ليس بإهمال ارادة الشعب وتزويرها بل باستباحة كل شيء لبقائه علي رئة المحروسة.
فصفات الشخص النرجسية تسخير كل شيء لتحقيق غرضه فجميع حالات الاعتداءات الطائفية من الكشح مرورا بأحداث نجع حماد يناير هذا العام إلي مذبحة العمرانية واستباحة دماء الأبرياء وإطلاق الطلقات الحية عليهم يعكس نرجسية الجهاز الأمني لأرواح الأبرياء... تماما تنطبق علي النظام فلعب النظام علي وتر فرق تسد مستهينا بأمن الوطن وحقوق مواطنيه أنها نوع من النرجسية تطابق النرجسية الدينية لأنها تستبيح بدماء وأرواح الآخر.
إن خطورة النرجسية للفرد انها تحطم الشخص فقط... أما الخطر الأكبر فهي نرجسية نظام كامل فحينما يصاب نظام كامل بنرجسية لمعرفة الصورة انظر لحال مصر "انجازات علي ورق".
"كان الله في عون الغنم إن كان الذئب قاضيا لها" مثل دانمركي
Medhat00_[email protected]