رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الفتوة

رجل ممشوق القوام ذو قوة جسدية يفرض إتاوات علي التجار، وأصحاب الأموال لحمايتهم حصيلة تلك الأموال له ولاتباعه دائماً مكروه من الكل، ما عدا مؤيديه لأنهم بالطبع مستفيدون منه تجد بين اتباعه اللصوص والخارجين علي القانون.

سرحت بخيالي مع الفتوة تذكرت الفنان العملاق الرائع فريد شوقي »3 يوليو 1920 ـ 27 يوليو 1998« الذي لقب بألقاب »ملك الترسو« و»وحش الشاشة« و»الملك« نالها عن استحقاق ذلك الفنان الرائع الذي أجاد دور الفتوة في السينما  المصرية بجدارة، ورسم صورة صادقة عن الفتوة ودوره بل وصناعته أيضاً في فيلم »سوق روض الفرج« علي الشاشة المصرية.

الفتوة »فريد شوقي« كان يساعد المقهور ويعطف علي الفقراء، وكان ظهراً لمن لا ظهر له إلا أن علي أرض الواقع المصري، تتنوع أنواع الفتوات فهناك فتوة أمنية وفتوة سياسية وفتوة دينية.. ولكننا سنركز علي الفتوة السياسية والدينية أيضاً.

الفتوة علي الساحة السياسية، حزب يسيطر علي الساحة السياسية لديه مفاتيح الدولة من إعلام وصحف قومية ومجالس محلية ومجالس تشريعية.. يدعي أنه مفوض من قبل الشعب ولكنه مفروض بأساليب غير أمينة، مثل التزوير أو بقوانين طوارئ بين أعضائه عدد من المنتفعين وأصحاب المصالح الخاصة، ومؤيدوه إما أن يكون مجرماً أو متواطئاً أو سفاحاً أو خارجين علي القانون، »الفتوة« في الفن يعمل لأبناء منطقته أما في السياسة يعمل ضد الكل الهدف الأوحد مصلحته هو، فمن الغريب تطابق الفتوة السياسية مع الحزب الحاكم بادعائه أنه مفوض من قبل الشعب، فسيناريو التزوير يتزامن مع كل انتخاب علي قدم وساق، يضم بين أعضائه »الغول« ذكر اسمه جانباً إلي جنب حمادة الكموني مجرم »نجع حمادي« الذي قبض عليه واعترف بارتكابه جريمة عيد الميلاد بنجع حمادي.. ويضم بين أعضائه من يعتب علي وزارة الداخلية علي حنيتها مع المواطنين، ملتمساً ضرب المتظاهرين بالرصاص الحي.. إنهم أمثلة للفتوة السياسية الكل مع الفتوة لكونه ظهراً للكل طبقاً للمثل القائل »اللي مالوش ظهر ما ينظربش علي.....« ولأن الفتوة يملك مفاتيح السياسة والاقتصاد أيضاً.

أما الفتوة الدينية فهم جماعة تعتقد أنها تملك الحقيقة المطلقة وتملك وحدها الحل ولا حل إلا بها، مستعينة بعدد لا نهائي من الآيات لدغدغة مشاعر البسطاء لكسب ودهم وصوتهم، وأيضاً من يقف أمام الفتوة الدينية كأنه يقف أمام الله فتسخر الآيات، لتحقيق مآربها فتأمر بصلب وتقطيع المخالفين لها، فتسرق وتحرق وتستحل باسم الدين، إنها تتلون بكل ألوان الطيف تارة ديمقراطية وتارة رجعية لم تتورع عن تسخير الكتب المقدسة لتحقيق مآربها.. إنها الفتونة الدينية من

يقف أمامها سوف يذبح وينحر باسم الله وبيتعضيد من الكتب المقدسة.

مثل الفتوة الدينية جماعة الإخوان المسلمين ومن علي شاكلتها اختزلوا الدين في جماعتهم والخارج منهم كافر وزنديق لا يكفر فقط، بل يذبح وينحر الفتوة في الأفلام المصرية يضرب الخصم، أما في الفتوة الدينية فلا بديل إلا بتطبيق شرع الله حسب معتقدهم وهو الذبح والنحر والتقطيع خلف خلاف، ومن يعارض شرع الله ومن يستطيع أن يقف أمام جماعة أو جماعات امتلكت الحقيقة المطلقة إنها »فتونة« من نوع جديد بأيديولوجيات جديدة لا تعارض يا أخي، ومن يستطيع أن يعارض شرع الله فالكل اختزل الله في جماعته وكفر واستحل الجماعات الأخري، وما نراه من جماعات الإسلام السياسي ما هو إلا »فتونة دينية« فكما يتعارك فتوات المنطقة يتعارك وتتراشق الجماعات الإسلامية بعضها البعض، فيكفرون ويستحلون دماء بعضهم البعض، إضافة لذلك »الفتوة السياسية« التي تلعب بالكل فتتعاون مع الفتوة الدينية مرة مع »الإخوان« ومرة أخري مع الجماعة الإسلامية والكل يسعي، لتحقيق ذاته وفرض الهيمنة علي الكل.

الفتوة في السينما المصرية يؤثر علي محيط المنطقة أما الفتوات الدينية والسياسية يؤثر ليس علي المنطقة، بل علي العالم إن أمكن ليشيع فيها الخراب والدمار كل ذلك بإذن الله.

الفتوة الدينية تأتي بصناديق الانتخاب بدغدغة مشاعر البسطاء، مثلما فعلت حماس وسطت علي الحكم استخدمت الصناديق لتحقق مآربها وما رأينا من خراب ودمار وحصار ما هو إلا نتيجة طبيعية للجهل والتخلف.

الحل يكمن في ديمقراطية حقيقية مع فصل الدين عن الدولة فالدين له مكانه مسجد أو كنيسة ويسكن قلوب البشر، أما السياسة فهي فن الممكن.

تري هل ممكن أن ننتهي من الفتوة السياسية والدينية بمصر؟