رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شهيد أم ضحية؟

شهيد!! عجيب هذا اللقب الذي نسمعه يومياً فأحيانا يطلق علي إرهابي قام بتفجير نفسه وحصد آخرين لاذنب لهم، فلقب شهيد أصبح يطلق علي المجرمين والسفاحين وسافكي الدماء من أبناء أوطانهم المتفقين لدينهم أو المخالفين لمذهبهم، ويقسمون بالله وبعرشه أن هؤلاء القتلة السفاحين وسافكي الدماء هم شهداء.. معتقدين أن الله جل جلاله يسير علي هواهم ويتبع خطاهم.

فشهداء هذه الأيام السوداء هم مفجرو الطائرات والقطارات في لندن وبالي ومدريد، ونيويورك، وقاتلو الأطفال في بيسلان، ومفجرو المعوقين ببغداد ومفجرو أنفسهم في الأسواق.. وأصبحت كلمة شهيد حينما يسمعها المرء يصاب بالشك والريبة تجاه أفعال هذا الشهيد، ويتساءل كم من الأفراد اغتالهم هذا الشهيد؟!.. وبأي وسيلة؟!.. ومن قتل؟!.. وكم عمر الشهيد؟!.. وما هو جنسه ذكراً أم أنثي؟! فانتشار وشيوع لقب الشهيد يرجع لجيش جرار من شيوخ التطرف.. يمنحون لقب شهيد للشباب، والفتيات، بعد شحنهم أيديولوجياً بفكرهم المتطرف أو إغوائهم بالجنة المزعومة وما بها من ملذات، وأبكار تروي الشبق الجنسي لدي البعض وتحبب للحياة الأخري هروباً من ظلام الجهل والتخلف الذي يعيشون فيه في الوقت الحاضر.

ولم يسلم الإعلام المصري من الفرز الطائفي فقتلي الأقباط ضحايا وقتلي المسلمين شهداء معتقدين أن الله جل جلاله يسير علي خطاهم فجريدة المصري اليوم نشرت في خبر (محامي الكموني المناخ السياسي لم يؤثر علي الحكم) يوم 17 يناير في سردها عن قضية نجع حمادي وحكم الإعدام (وذكر كمال ناشد والد المتوفي أبانوب أن الحكم علي الكموني عادل).. وقالت وفاء حسني زوجة الشهيد أيمن حامد محمد مجند الشرطة نفس الشيء وسلكت جريدة الأهرام نفس السلوك أيضاً في تعليق علي كلمات زوجة الشهيد

مجند الشرطة.

فوصف جريدة الأهرام وجريدة المصري اليوم علي مجند الشرطة بأنه شهيد وقتلي الأقباط ضحايا أثار حفيظة شركاء الوطن ضد التفرقة بين شهيد وضحية، مما يعني أن هناك خللاً عاماً في تلك المنابر الصحفية وأنها منابر مؤدلجة نسبياً فالجميع ضحايا ومن هو الشهيد ومن هو الضحية بين يد الله عز وجل.. والله لن يأخذ برأي كاتبي الخبر في جريدتي الأهرام أو المصري.

ولكن كان يجب علي محرري تلك الجرائد توخي الحذر وعدم الدخول في مقارنات بين شهداء وضحايا فصدام حسين شهيد.. والزرقاوي شهيد.. ومحمد عطا شهيد.. وكل من قام بعمليات إرهابية لقتل المدنيين شهيد.. وماذا عن القتلي ضحايا أيضاً؟!!

إن لقب شهيد أُطلق علي عديدين ولكن الشهادة الحقيقية تعني الثبات في الإيمان وعدم الثناء عنه حتي لو كلفه حياته »مقدماً حياته قربان لله عز وجل وليس أرواح الآخرين« كما يرددها البعض.

تري من هم الشهداء إذن؟

تري متي تسمو الصحف القومية والخاصة في  التفرقة بين قتلي الإرهاب؟

تري هل الله يستجيب لرغبات شيوخ التكفير فيصبح القاتل واللص شهيداً؟

بالطبع ما أعظم أحكام الله عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء.

[email protected]