رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الفارس» والانتصار بالموت

عودنا الكاتب الصحفي الشاب «روبير الفارس» على المبادرة بتكوينه الصحفي بالمتابعات المهنية اللاحقة للأحداث الكبرى، وبشكل خاص تلك التي تهز الوجدان الإنساني والوطني مثل كارثة مجزرة «داعش» على أرض سرت الليبية، ومقتل «21 صعيدي مصري» غلبان بذبح الرؤوس.. فنرى «الفارس» حاضراً بتحقيق موسع وتقرير شامل موضوعي وعلمي في منهج التناول، وعلى طريقة «الجبرتي المؤرخ» يعكف على توثيق التفاصيل قبل أن تلوكها ألسنة المبالغة أو التشويه أو التلوين السياسي، في كتاب من القطع الصغير عقب الحادث بأيام قليلة بعنوان « الانتصار بالموت ـــ المسيح المصلوب على يد داعش»..

و«الفارس» الجبرتي، لأنه مش بس صحفي ولكنه شاعر وروائي وناقد فني وسينمائي، فهو قادر على تكوين صور ذهنية إبداعية رائعة تجعلك تلتهم مايقدمه على الساحة الفكرية بنفس الإيقاع الذي تم به إعداد الإصدار، بينما كان شيوخ الكتابة الصحفية المنوط بهم متابعة  شأن الملف الوطني المسيحي يُعلقون على الحدث بمقالات محدودة الرؤية والتحليل لا يراها القارئ كافية لمتابعة الحدث..
برؤية شعرية يصف الكاتب الشاب الحدث بأبيات يقول في مطلعها.
كش الملح في البحر/ واتخض الموج من توب الدم/ أول مرة الميه تلبس لحم!!/ ويبكي الرمل ويبكي البرد ويبكي الحر/ خايف ليكون الصخر؟.. أحن.
شفتوا القاتل إزاي خر؟ / شفتوا الدمع هرب فر؟/ وفي الأعماق/ أسماك بتصلي ساعات السحر/ وبخور بينور قلب الغمر/ شهيد بيرنم وقت النحر.
ويتأمل الكاتب الحدث في 21 حالة اخترت بعضها للقارئ العزيز.
هم شهداء بما لا يقبل أي جدل، بعكس حالات أخرى شكك البعض في استشهادهم لوجودهم مصادفة في نفس مكان وزمان حادث غادر، لكن دول على العكس اختاروا يموتوا وكان قدامهم فرصة النجاة، ينكروا بس المسيح، لكن لغاية آخر ثوان كان ثباتهم.
إن كانت الكنيسة القبطية هي معلمة المسكونة ومدرسة الإيمان المستقيم في العالم، فالصعيد هو قلب الكنيسة وهو منشأ أغلب أبطال وشهداء الإيمان، ولو نلاحظ هنلاقي دايماً ضربات الشيطان بتكتر هناك للصعيد وأولاده زي ما شفنا مثال بعد 30 يونية..
في مقال قادم نستكمل بعض رؤى وعرض جانب من وثائق الكتاب الهمام.

[email protected]