لئلا أنام نوم الموت(4)
في الجزء الأول من المقال ذكرت ما جاء في المزمور (13) من مزامير داود الرائعة بالعهد القديم، وهو الإصحاح الذي يبدو فيه أن «داود» قد واجه تجارب لا تنتهي في فترةٍ ما من حياته. فجاء هذا المزمور بمثابة تضرع يسكبه أمام الله حتى يعينه ضد الشيطان. فكانت تلك الآية التي يبتهل فيها النبي داود إلى خالقه،
متضرعاً «أنر عيني لئلا أنام نوم الموت»، وهي الآية التي يرددها المسيحي في صلاة باكر كل فجر يوم جديد استقبالاً لفجر نهار يأمله الأطيب بعد الشكر على اجتياز ليله بسلام أن يمنحه الله نعمة الاستنارة للعين والقلب والعقل، حيث صاحب المزامير في تأكيده على أن الله هو النور الحقيقي، يرى أن نومه عن فعل الخير والتعبد والتسبيح والأهم التنوير بتعاليمه الأعظم، فإنه سيظل نائماً نوماً يفصله عن نيل دخول ملكوت السموات، فهو يطلب المعونة الإلهية التي هي الاستنارة التي يرى أن البعد عنها يجعله في مرمى سهام الشيطان وحبائله الخبيثة الشريرة.
وفي السياق، نعم يحتاج مجتمعنا المصري أن نستزيد من رسائل التنوير حتى لا تضطر مثلاً مواطنة مثقفة أطلقت على نفسها «بنت البابا» كتابة التالي على صفحتها الفسبوكية، وأنقلها للقارئ حرفياً «يااااااااااااااااريت الكل يقرأ الكلام ده.. عاﺭﻑ ﻳﻌﻨﻲ إﻳﻪ ﺑﻨﺖ ﺗﻤﺸﻲ ﻓـي ﻧﺺ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﺨﺒﻂ ﺩﺭﺍﻋﻬﺎ ﻋﺸﺎﻥ ﻣﺘﻤﺸﻴﺶ