رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بطريركنا.. آن أوان الإصلاح

قداسة البابا.. كانت فرحتنا هائلة بتصريحاتكم عقب جلوسكم على الكرسي المرقسي لوضوح الهدف والرؤية، ولتوافق حلمكم مع حلم ورغبة كل أحباب وأبناء تلك المؤسسة العظيمة.. قلتم بأهمية ترتيب وإصلاح البيت من الداخل وتطوير منظومة التعليم.. والبداية كانت مشجعة ورائعة بفتح الباب العتيد للمكتب البابوي لأصحاب الرؤى الأخرى التي طال حجب صوتها بدعاوي كثيرة وتحت شعار تم التمسك به بغرابة شديدة، فقد قالوا وكرروا «يعني إيه إصلاحات في البناء والإدارة الكنسية؟.. هو ده مش اتهام بتخلف وفساد الكنيسة؟.. من أنتم حتى ترددوا مثل تلك الشعارات؟».. ووصل الأمر إلى حد اتهام أصحاب تلك الرؤى الإصلاحية بأنهم كالبوق الذي ينعق في سماء الكنيسة، ما جعلني أقوم بجمع تلك الرؤى في كتاب أطلقت عليه «علمانيون أقباط على أجنحة البوم».

أيضاً، أجريتم بعض التغييرات في بعض المواقع الكنسية، وبشكل خاص من كان قد فاض كيل أقباط مصر من ممارساتهم، وقبلتم بالحوار مع التيار العلماني وقراءة كل أوراق فعالياتهم الإصلاحية، بل وصرحتم بأن معظم إطروحات التيار العلماني مهمة وجديرة بالتعامل معها.. كما قابلتم جماعات الشكاوى المزمنة من ضحايا المجلس الإكليريكي ووعدتم بإيجاد الحلول وتغيير نمط الأداء وغير ذلك من أمارات تشي بأننا أمام إدارة كنسية جديدة تملك إرادة التغيير بحماس وجدية، وعليه قمنا جميعا بالاصطفاف الداعم للكنيسة في مشوارها الجديد وقمنا بتسطير مقالات وأهازيج الفرح من جانب كل من كانوا على يسار الكنيسة.
ولكن إذ فجأة، تتبدد الأحلام، وتتراجع الطموحات عبر تجاهل أصحاب الرأي النقدي للإدارة النمطية التليدة الرافضة للتفاعل مع هموم المواطن القبطي، ثم الحديث من وراء الأبواب التي تم غلقها عبر سكرتارية تعيد الشكل القديم في التعامل مع الإعلام وأصحاب المشاكل والشكاوى لتزيد عتمة الرؤية وتتراجع مساحات الشفافية للتعرف على ما يدور في القصر البطريركي، ثم الحديث عن قرارات ولوائح يتم تجهيزها لرفعها للموافقة عليها من قبل الجهات المعنية دون أي حوار مع المعنيين بأمر فحواها وهم من سيكتوون بنار بنودها إذا كانت سيئة أو ينعمون بإصلاحاتها لو كانت إيجابية!
ثم بغرابة شديدة تخرج قداستكم لوسائل الإعلام بعد مرور عامين في عمر حبريتكم لتعلنوا أن كل ما تحقق في العام الأول من مشروعكم الإصلاحي لا يزيد علي 5%، وكمان في السنة اللي بعدها تراجعت تلك النسبة إلى 4%!
وعليه، يسأل الناس في كل مطرانيات المحروسة ليه يا قداسة البابا؟.. مين الجبار اللي وقف في سكة الإصلاح ده؟.. مين اللي وراه وسانده أكبر منكم؟.. هو واحد ولا مجموعة الحرس القديم؟.. طيب مين يا ترى صاحب القرار الأعلى في تلك المؤسسة العظيمة الممتدة عالمياً في كل أنحاء الدنيا؟
ثم بغرابة أيضاً تبذل الكنيسة محاولات لتدجين الرأي المعارض باحتواء قياداتها لتتحدث بالنيابة عنها  مدافعة عن قداستكم، لتجيب عن السؤال الأهم الذي

مازال بلا جواب من جانبكم عن سبب تراجع المد الإصلاحي، فيتم إصدار بيان التيار العلماني (بعد استئناسه) ليتحدث مهددا بعظائم الأمور بكشف أبعاد المؤامرات التي تحاك ضدكم وضد الكنيسة لوقف مسيرة التقدم (اللي هيه كده وكده لا مؤاخذة يعني) لتلتقط صحافة مصلحة الاسترزاق العمومية الأمر بالهجوم على قداستكم والكنيسة بعد التقاط الخيط من عناوين الحكي المثير للبيان لتساعد من أصدره لكشف المستور!
ثم، وبغرابة أكثر تصدر عن القصر البابوي وبيوته التابعة تصريحات بطعم فتاوى سلفية لم نشهد مثيلاً لها عبر تاريخ الكنيسة، فيخرج أسقف شهير ليقرر ضرورة الاستئذان من الكنيسة لممارسة الزوج الجنس مع زوجته أثناء الصيام، فتشتعل بالطبع صفحات التواصل الاجتماعي بالنكات، ويخرج (أصاحبي) بنسج تنويعات هزلية قبيحة، ويقول أحدهم على صفحته «افرضوا يا جماعة إن هناك واحدة ست من بتوع الطاعة المنيلة بدون فهم صدقت الفتوى واقتنعت بضرورة عدم مخالفتها ورفضت دعوة زوجها للفراش وعليه قام الزوج بتكسير عظامها!».. وأسقف آخر قال: «أيوه ضروري إننا في الكنيسة نمارس سياسة» ضارباً عرض الحائط بتعاليم وتصريحات قداستكم بضرورة ابتعاد الكنيسة عن حقل العمل السياسي!.. ثم نتابع الخناقة الشهيرة الممتدة من عصر ما قبل البابا 118 بين أسقف المحاكمات والرجل القوي في ذلك العصر والأوان والكاهن الإعلامي المرتل والواعظ بالكنيسة الأقدم والأهم بين الكنائس والشهير بأنه صاحب صولات وجولات لإخراج الأرواح الشريرة من أبدان العباد من أهل مصر المحروسة لدرجة استدعاء الأخ طوني خليفة لقداسته ومعه سيدة تم تعافيها ليطلب منه «طيب يا أبونا ممكن تخرج لي العفريت تورينا تجربة عملية على الهوا يعني؟».. لقد تعامل مقدم البرنامج مع الكاهن كحاوٍ أو صاحب «نمرة» يستضيفه لتسلية المشاهد، فما رأي قداسة البابا تواضروس الثاني في كل ما نتابع على الساحة الكنسية في مصر المحروسة؟!.. وللكلام تتمة في مقال قادم.


[email protected]