رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صاحبة السعادة إسعاد هانم

وسط زخم هائل من برامج الفضائيات المسائية النمطية أو الممصرة عن برامج أجنبية أو برامج مسابقات تجارية إعلانية أو برامج حوارية تذهب بالمشاهد لدنيا التوهان والهبل والدجل والشعوذة.. ضيوفها يتكرر حضورهم بغباوة واستسهال حتى يكاد المشاهد يتوقع رأي الضيف قبل أن ينبس ببنت شفة.. في موالد تلك العروض الإعلامية تخرج علينا الفنانة والمذيعة والمنتجة والكاتبة الرائعة إسعاد يونس ببرنامجها «صاحبة السعادة» برؤية جديدة شكلاً ومضموناً بداية من اختيار الاسم وتيترات الحلقات والديكور وصولاً لفريق إعداد ومقدمة برنامج ومخرج قرر جميعهم تقديم الجديد، في استجابة احترافية لذائقة مشاهد مصري لديه الآن حنين جارف لفنون وإبداعات الماضي ولكن بشكل معاصر جذاب، وأيضاً جاهز للاحتفاء بنجومه اللي بيحبهم أو من ساروا على دربهم وبتوليفة مصرية  خالصة.

وكان اسم البرنامج وكأن المقصود باختياره أن يعود بنا إلى ماضي المبالغة في التفخيم، فيكون «صاحبة السعادة» بمثابة امتداد لألقاب رفيعة مثل «صاحب المعالي» و«صاحب العزة» و«صاحب المقام الرفيع» وهكذا مسميات لرتب عليوي في زمن البشوات والسلاطين.. وعلى المستوى الشعبي يذكرنا الاسم بالمونولوج الرائع لاسماعيل ياسين «يا صاحب السعادة» اللي قال فيه «كلنا عاوزين سعادة.. بس إيه هي السعادة.. ولا إيه معنى السعادة؟!.. قوللي يا صاحب السعادة.. كلنا عاوزين سعادة.. بس إيه هي السعادة.. ولا إيه معنى السعادة؟!.. قوللي يا صاحب السعادة قوللي.. ناس قالوا لي إن السعادة للنفوس حاجة سموها الجنيه.. الخ»، وكأن صناع البرنامج قد قرروا الذهاب بنا إلى أوطان السعادة، وتيترات مكتوب عناوينها بخط اليد تفكرنا بخط مانشيتات جرايد زمان وتنويعات وتركيبات جمالية كرتونية يتم بها عرض صور نجوم زمن الأبيض والأسود بروعة تشكيل، ومفردات وعناصر ديكور بيت مصري قديم بألوان عتيقة دافئة طيبة مريحة بمساحات رحبة تتسع لوجود فرق موسيقية وغنائية، وجهد هائل من قبل فريق الإعداد لتقديم توليفة مواد فقرات معنية باحترام الضيف وتصديقه ليكون دور «إسعاد يونس» في النهاية تقديم ضيفها الاستثنائي بشكل حصري ليتعجب المشاهد عبر متابعة الحوار للجوانب التي يراها من جانب الضيف لأول مره بروعة تؤكدها حالة الحميمية التي تجيد صياغتها بحرفية وخبرة وخفة ظل، هي تؤكد في كل لحظة أنها تصدق ضيفها فيصدقها مشاهدها لأنها خرجت من كادر البرنامج ووهج الاستوديو إلى «فسحة بيت» المواطن وغرفة معيشته.. الموضوعات جديدة والضيوف ناس

مننا قوي والحكايات اللي بتتقال بتفكرنا بالرائعة العظيمة الراحلة «سامية الأتربي» وبرنامجها الفريد «حكاوي القهاوي» ومعده «يحيي تادرس» الكاتب والناقد المثقف الإعلامي الحريف.
اقترب البرنامج من نجوم الكومبارس وتفاصيل علاقاتهم الفنية والاجتماعية والمهنية ومقاهي تجمعاتهم، وكذلك سائق القطار ومسئول أمن مجمع التحرير وبوسطجي في  هيئة البريد ومحولجي السكك الحديدية وعامل الصرف الصحي اللي قالت له «صاحبة السعادة» بكل طيبة وتعاطف «على فكرة انت جميل قوي وربنا مطبطب على قلبك» وداعبت وأحبت غيرهم كتير من أصحاب المهن المؤثرة اللي محتاجين نشوفهم عن قرب من جديد.
لقد باتت بعض حلقات «صاحبة السعادة» بمثابة تحقيقات صحفية مصورة في بيوت أهالينا البسطاء وفي مناطق أعمالهم، وبالتوازي وبمهنية عالية يتم عرض مقاطع من الأعمال الفنية التي تناولت حكاواهم وقضاياهم.
أما عن حلقات الاحتفاء بالنجوم، فقد قدمت المشخصاتية الرائعة «إسعاد يونس» رفقاء الرحلة بكل الحب والاقتراب من زوايا جديدة من مراحل مسيرتهم الفنية بذكاء ومهنية وبشكل غير نمطي رافضة الحوار على طريقة «أين ترعرعت                   سيدتي؟» الاستفزازية الخايبة.
لقد كانت حلقة الاحتفاء على سبيل المثال بكوكب الشرق أم كلثوم بالاكتفاء بتقديم أغانيها بصوت الرائعة «مروة ناجي» خير احتفاء، فحالة المتعة والسعادة التي استطاعت «مروة ناجي» إحداثها رسالة رائعة بتوقيع مغنية شابة مثقفة للتأكيد على أن الفنون المرتبطة بوجدان الشعوب خالدة عبر الزمان.. افتحوا الابواب لجيل «مروة ناجي» ومن بعدهم.
شكراً «صاحبة السعادة» لقد تذكرنا ونحن نتابع حلقاتك المقولة الرائعة لرائد التنوير العلامة «رفاعة رافع الطهطاوي» ليكن الوطن محلاً للسعادة المشتركة بيننا نبنيه معاً بالحرية والفكر والمصنع.

[email protected]